الجفاف في المغرب يهدد الإنتاج الزراعي وينعكس على أوروبا وأمريكا

أحمد السيد

توقع تقرير حديث أن يؤثر الجفاف في المغرب على دول أوروبا وبعض دول إفريقيا المحيطة بسبب تراجع صادرات البلاد من المنتجات الزراعية وتراجع إنتاج محصول القمح.

وأشار تقرير بلومبرج، اليوم الأحد 30 يونيو 2024، إلى انهيار محصول القمح في العام الماضي إلى طن واحد لكل هكتار (الهكتار = 2.4 فدان)، وهو أقل محصول في المغرب على الإطلاق، مع انتشار أسوأ فترة جفاف منذ 3 عقود تطال أرجاء الدولة الواقعة في شمال إفريقيا.

الجفاف في المغرب

أصاب الجفاف آبارًا يصل عمقها إلى 25 قدمًا في المغرب، الذي لا يستطيع المزارع هناك أن يتحمل تكلفة حفرها إلى مستوى أعمق من ذلك.

ويحاول المزارع المغربي الآن زراعة الشعير، لأنه محصول يتسم بمرونة أكثر من القمح.

ولفت التقرير إلى وجود 1.2 مليون فلاح يزرعون الحبوب في المغرب، ويعانون من أعباء تغير المناخ في البلاد، التي شهدت تضاعف وتيرة الجفاف خمس مرات خلال القرن الحالي.

الجفاف في المغرب

تأثير ينعكس على أوروبا وأمريكا

سيمتد تأثير ذلك إلى مناطق واسعة خارج حدود المغرب، إذ تتأهب البلاد لاستيراد كمية قياسية من القمح، في وقتٍ تعاني فيه فرنسا وروسيا، وهما من الدول الكبرى المصدّرة للقمح، من تراجع المحصول، مع انخفاض كمية صادرات المغرب من الفواكه والخضراوات إلى رفوف المتاجر في أوروبا والولايات المتحدة وبقية دول إفريقيا.

تتوقع السلطات المغربية انخفاض محصول القمح الحالي دون مستوى 2.5 مليون طن، وهو أقل بكثير من المعتمد في الميزانية الوطنية، وأدنى مستوى للمحصول في المملكة منذ أزمة الغذاء العالمية عام 2007، أما الواردات من القمح، فستكون ثلاثة أضعاف هذه الكمية، حسب توقعات الحكومة الأميركية، وهو الموسم الخامس من ستة مواسم ينخفض فيه الإنتاج دون الواردات.

هذه البيانات تشير إلى تحول واضح في قدرة المغرب على تحقيق الاكتفاء الذاتي من المواد الغذائية الأساسية، وإلى زيادة الإنفاق في الوقت الذي تواجه فيه الحكومة فاتورة إعادة إعمار بقيمة 120 مليار درهم (12 مليار دولار) بعد زلزال سبتمبر المميت، كذلك تنفق الحكومة 20 مليار درهم لتحديث ملاعب كرة القدم استعداداً لبطولة أفريقيا 2025 وكأس العالم 2030.

زراعة الحبوب في المغرب

وزير الفلاحة محمد الصديقي صرح أمام أعضاء المجلس التشريعي في أبريل الماضي، بأن زراعة الحبوب في البلاد انخفضت إلى 2.5 مليون هكتار هذا العام، مقابل 4 ملايين هكتار في السنوات الأخيرة.

المغرب من البلدان الرئيسية التي تستورد الحبوب من فرنسا، وأنفق 562 مليون يورو (602 مليون دولار) على الواردات العام الماضي، وفقًا لمكتب المحاصيل في منظمة “فرانس أغريمير” (FranceAgriMer).

ارتفعت العقود الآجلة لقمح الطحين المتداولة في باريس إلى أعلى مستوى لها في عام واحد في مايو، قبل أن تتراجع.

ربما يعجبك أيضا