الجفاف يتسبب في انتشار الأمراض في القرن الإفريقي

بسام عباس

تؤدي التغييرات التي تطرأ على البيئة وسلوك الإنسان بسبب الجفاف إلى زيادة التعرض للمسببات للأمراض.. فكيف يمكن مواجهة ذلك؟


قد يكون للجفاف آثار واسعة النطاق على السكان المتضررين، ويؤدي نقص المياه وارتفاع درجات الحرارة إلى زيادة خطر التلوث.

وتمد تأثيرات الجفاف لتطال المحاصيل والماشية، ما يتسبب في سوء التغذية وانعدام الأمن الغذائي، وقد تستمر الآثار الاقتصادية للخسائر الزراعية، لتؤثر في الصحة النفسية والعنف القائم على نوع الجنس وزيادة الفقر، وفق ما ذكره موقع كونفرزيشن الأمريكي.

تفاقم الأمراض

توقع كونفرزيشن، في تقرير نشره يوم الاثنين الماضي 13 مارس 2023، أن تنخفض معدلات هطول الأمطار في دول القرن الإفريقي، خاصة في إثيوبيا وكينيا والصومال وأوغندا خلال العام الحالي 2023، وباستثناء أوغندا، يتأثر 36.4 مليون شخص، في حين يحتاج 21.7 مليون شخص إلى مساعدات غذائية.

وأفاد بأن التغييرات التي تطرأ على البيئة وسلوك الإنسان، بسبب الجفاف، تؤدي إلى زيادة التعرض لمسببات الأمراض، ما يزيد من خطر الإصابة بالعدوى وتفشي الأمراض، التي تنتشر عن طريق الطعام والماء والحشرات والحيوانات الأخرى في أوقات الجفاف.

وأوضح التقرير أن فهم عوامل الخطر المعروفة لتفشي هذه الأمراض وإدارتها، وإدراك دور الجفاف في تفاقمها، أمر مهم في منع، أو على الأقل خفض، وفيات الأمراض المعدية الناجمة عن الجفاف.

file 20230309 28 k4b0hf.JPG?ixlib=rb 1.1

الجفاف في دول القرن الأفريقي

أمراض تنقلها الأغذية

كشف الموقع عن أن التغيير في أنواع الطعام قد يحدث أيضًا خلال فترات الجفاف، وقلت المياه المتاحة للإنتاج والمعالجة، وقد يؤدي انعدام الأمن الغذائي إلى سوء التغذية، الذي يؤثر في المناعة، لافتًا إلى أن الأمراض التي تنقلها الأغذية المرتبطة بالجفاف هي الكوليرا والدوسنتاريا والسالمونيلا والتهاب الكبد الوبائي.

وأضاف أن انعدام الأمن الغذائي يمكن أن يؤدي لزيادة الاعتماد على بائعي المواد الغذائية المتجولين، وغالبًا ما يرتبطون بتفشي الأمراض التي تنتقل عن طريق الأغذية، وربما يكون وقود الطهي شحيحًا، فيتناول الناس طعامهم باردًا أو بدون إعادة تسخين، مما يزيد من فرص التلوث.

أمراض تنتقل عن طريق الماء

ذكر الموقع الأمريكي أن تأثير الجفاف على توافر المياه يؤثر أيضًا في مسببات الأمراض التي تنقلها المياه. ويمكن أن يغير البيئة والسلوك البشري بطرق تزيد من مخاطر انتقال العدوى، على غرار الأمراض التي تنقلها الأغذية، لافتًا إلى أن الأمراض المرتبطة بالجفاف، التي تنقلها، المياه تتمثل في الكوليرا والدوسنتاريا والتيفوئيد والفيروس العجلي.

وفي ظل شح الموارد المائية، قد يصبح العامل الممرض أكثر تركيزًا في البيئة، وفق التقرير، خاصة عندما تتناسب درجات الحرارة المرتفعة مع نموه، وقد تزداد سلوكيات استخدام المياه المحفوفة بالمخاطر. ويستخدم الناس مصادر مياه عادة ما يتجنبونها، ويقللون من غسل اليدين.

أمراض تنقلها الحشرات

كشف الموقع العلمي عن أن الجفاف قد يقلل مواقع تكاثر ناقلات الأمراض، مثل البعوض، بسبب نقص المياه الجوفية، ألا أن الحشرات تبحث عن مناطق جديدة، فالجفاف يدفع الناس إلى تخزين مياه الشرب، أو عبر مساعدات المياه التي تقدمها الحكومات أو المنظمات غير الحكومية. فتتكاثر الحشرات من ناقلات الأمراض في تلك المياه المخزنة.

وأشار الموقع الأمريكي أن التغيرات في درجة الحرارة والماء قد تؤثر في بقاء البيض واليرقات وانتقال العائل الحيواني، ما يساعد العامل الممرض على البقاء لفترة أطول، ويمكن أن تؤثر درجة الحرارة المرتفعة فيسلوك ناقلات الأمراض، وبنحو أساسي وتيرة العض وتوقيت التغذية، ما يؤدي إلى تغيير طريقة انتقال المرض.

ولفت الموقع إلى أن الأمراض المرتبطة بالجفاف والتي تنقلها الحشرات تتمثل في فيروس غرب النيل والتهاب الدماغ السانت لويسي وحمى الوادي المتصدع وداء الشيكونجونيا وحمى الضنك.

أمراض حيوانية المنشأ

قال موقع كوفيرزيشن إن الأمراض الحيوانية المنشأ هي تلك التي يمكن أن تنتقل من الحيوانات إلى البشر، وتؤدي ندرة المياه إلى زيادة الضغط على مصادر المياه، فستخدم المياه لأغراض متعددة، ويمكن أن تتقاسمها الماشية والحيوانات البرية والبشر.

وأضاف أن زيادة التفاعلات بين البشر والماشية والحيوانات البرية يزيد من فرصة الاتصال وانتقال الأمراض، ويؤدي نقص الغذاء والخسائر الزراعية إلى زيادة الاعتماد على لحوم الطرائد في الغذاء، ما قد يمثل خطرًا لانتشار الأمراض الحيوانية، مشيرًا إلى أن الأمراض الحيوانية المنشأ تشمل فيروس نيباه، والإيبولا، وجدري القرود.

التوعية وأخذ الاحتياطات

أوضح الموقع الأمريكي أن التثقيف بشأن مخاطر المرض يعد أمرًا مهمًا، ما يسمح للناس باتخاذ خيارات مستنيرة لحماية صحتهم بأفضل ما لديهم من قدرات، فيمارسون أبسط قواعد النظافة من تغطية المياه المنزلية، والحفاظ على النظافة الشخصية والغذائية قدر الإمكان.

وأضاف أنه لمنع تفشي الأمراض المرتبطة بالجفاف، ينبغي معالجة الضعف الموجود مسبقًا، والمتمثل في الفقر، ونقص المياه، وانعدام التعليم، موضحًا أن الجفاف ليس هو ما يسبب تفشي المرض، بل كيفية تعامل المجتمع مع ظروف الجفاف.

وأشار إلى الحاجة إلى إدارة أفضل للموارد المائية على المستويين الإقليمي والدولي، لمعالجة مصادر المياه الكبيرة كمورد مشترك للجميع. فيتعين على السلطات العمل لتقديم المساعدات في حالات الجفاف، بتوفير المياه الصالحة للشرب، والمساعدات الزراعية والغذائية للتخفيف من الجفاف وسوء التغذية.

ربما يعجبك أيضا