الجفاف يهدد إسبانيا بالتصحر.. كيف تدهورت أوضاع المياه؟

تحدث الجيولوجي والباحث في المجلس الأعلى للبحث العلمي في إسبانيا، سلفادور سانشيز كاريلو، عن أسباب وعواقب تدهور النظم البيئية بإسبانيا.

وقال كاريلو، المتخصص في النظم البيئية المائية في المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي بالولايات المتحدة الأمريكية، في حوار مع صحيفة لوموند الفرنسية، إن هذه ليست المرة الأولى التي تعاني فيها إسبانيا الجفاف.

إسبانيا تعاني الجفاف

أضاف كاريلو في حواره مع الجريدة الفرنسية أن المناخ في المناطق القاحلة وشبه القاحلة في النصف الجنوبي من البلاد، حار للغاية ويسطع فيه ضوء الشمس بشدة، ونسبة المياه به منخفضة للغاية.

وأوضح أن المناخ في إسبانيا يفسر سبب زراعة المحاصيل ذات الاحتياجات المائية المنخفضة، مثل الحمضيات والزيتون والكروم، مشيرًا إلى أنه منذ الستينات جرى استغلال المياه الجوفية بنحو أساسي من أجل الزراعة المفيدة القائمة على الري.

اقرأ أيضًا| المغرب يحبط تهريب 5 أطنان من مخدر الشيرا لإسبانيا

وسلطت شبكة يورونيوز الأمريكية الضوء على الجفاف في إسبانيا، وقالت إنها هذه ليست المرة الأولى التي تواجه فيها البلاد نقصًا في المياه، وإن الخبراء يشددون على أن الأزمة سوف تزداد بسبب التغيرات المناخية.

هل تصبح إسبانيا صحراء بسبب زيادة نسبة الجفاف؟

طوارئ في كتالونيا

أبرزت يورونيوز تصريحات رئيس الوزراء بيدرو سانشيز للبرلمان، يوم الأربعاء الماضي 19 إبريل 2023، أن الجفاف سيكون أحد المناقشات السياسية والإقليمية المركزية للبلاد خلال السنوات القادمة، وأن التحدي الذي تواجهه البلاد من تغير المناخ وقلة المياه واضح”.

وقالت شبكة الأخبار الأمريكية إن سكان كتالونيا الواقعة في شمال شرق إسبانيا، والبالغ عددهم 7.7 مليون نسمة، يعانون آثار 32 شهرًا من الجفاف، مضيفة أن هطول الأمطار قليل في برشلونة وأن خزانات المياه جفت.

اقرأ أيضًا: رئيس وزراء إسبانيا يحث الرئيس الصيني على التحدث إلى القيادة الأوكرانية

وحذرت السلطات يوم الثلاثاء الماضي من أن المنطقة تتجه نحو حالة طوارئ من الجفاف، ستكون في سبتمبر المقبل ما لم يحدث هطول في الأمطار، وقد يعني ذلك قيودًا أكثر صرامة على استخدام المياه.

هل تصبح إسبانيا صحراء بسبب زيادة نسبة الجفاف؟

الخزانات تنفذ من المياه

تتزود برشلونة وجيرونا والمدن والقرى الأخرى في المنطقة بالمياه عن طريق نظام نهر تير، وقالت الحكومة الإسبانية إن خزاناتها تقلصت إلى 27% من طاقتها.

وجرى نقل حوالي 13 هكتومترًا مكعبًا من المياه من خزان ساو في كاتالونيا، إلى خزان آخر قريب في الأسابيع الأخيرة من أجل الحفاظ على جودة المياه، وفي ظل القيود الحالية، لن يُسمح لمدن كاتالونيا باستخدام أكثر من 230 لترًا من المياه للفرد يوميًّا.

ويستهلك الشخص العادي حوالي 116 لترًا يوميًّا للاستخدام المنزلي وحده، وتتطلع حكومة المنطقة الآن إلى فرض غرامات على المدن التي تستهلك الكثير من المياه.

الوضع سيئ

أشارت يورونيوز إلى أن الوضع سيئ بالفعل في بعض البلدات والقرى في كاتالونيا، حيث تنقطع إمدادات المياه المحلية في عدد من المقاطعات. وقال المسؤول عن القضايا البيئية والخدمات البلدية في المنطقة كزافييه روسيل، لوكالة فرانس برس، إن تغير المناخ أصبح ظاهرة خلال الفترة الماضية.

وقال وزير الزراعة الإسباني لويس بلاناس، بعد الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء يوم الثلاثاء الماضي: “نواجه لحظة صعبة من حيث قلة الموارد المائية وهطول الأمطار”.