الجميع ضد تركيا.. تحالف رباعي لمواجهة مطامع أردوغان في ليبيا

إبراهيم جابر

رؤية – إبراهيم جابر:

القاهرة – يستعد وزراء خارجية مصر وقبرص واليونان وفرنسا، لعقد قمة رباعية مطلع الشهر المقبل، لمناقشة التوترات في منطقة شرق البحر المتوسط، في ظل توقيع تركيا وحكومة الوفاق الليبية على مذكرتي تفاهم بخصوص تحديد مناطق النفوذ البحري بين الطرفين، وتعزيز التعاون الأمني بينهما، وسط تحركات حثيثة وتنسيق مستمر بين مصر واليونان وقبرص، لجمع أكبر تأييد دولي ضد تركيا بشأن الأزمة.

“القمة الرباعية”

وكشف المتحدث باسم الحكومة القبرصية كيرياكوس كوسيوس، أن القمة الرباعية تهدف إلى تخفيف حدة التوترات في منطقة شرق البحر المتوسط، موضحا أن مشاركة باريس في خطة “3 1” تشير إلى اهتمام فرنسا بما يحدث في شرق البحر الأبيض المتوسط، وأن الرباعي مع فرنسا لا يهدف إلى المساهمة بأي شكل من الأشكال في “حادث ساخن” في المنطقة بل يتجنب مثل هذا الاحتمال.

وقال المتحدث باسم الحكومة القبرصية: إن التحركات التي تم اتخاذها لا تهدف إلى استفزاز تركيا، متابعا: “تركيا هي التي تستفز، ونحن نتخذ خطوات مختلفة لجعل تركيا تدرك أنها ستحتاج إلى التخلي عن دبلوماسية القوارب الحربية ومناقشتها، وهدف وسياسة الحكومة القبرصية هو تخفيف التوتر”، مؤكدا أن التحركات التي تقوم بها قبرص لا تهدف إلى عزل تركيا، وأن توقيع مذكرة التفاهم بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع رئيس حكومة الوفاق الليبية فائز السراج ليس له أي تأثير.

“تحركات مصرية”

القاهرة، لم تقف بعيدًا عن الصراع الدائر في المنطقة، حيث تجري مشاورات مستمرة مع قبرص واليونان بشأن الأزمة، ففي مطلع الأسبوع الجاري، اتفق الرئيسان المصري عبدالفتاح السيسي، والقبرصي نيكوس أنستسيادس، على اتخاذ كل الخطوات الملائمة لوقف تنفيذ اتفاق تعيين الحدود البحرية بين تركيا وحكومة فايز السراج، بوصفه اتفاقا غير قانوني.

وتبادل الرئيس المصري ورئيس الوزراء اليوناني كرياكوس ميتسوتاكيس، خلال اتصال هاتفي اليوم الثلاثاء؛ وجهات النظر والتشاور تجاه القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وأهمية التنسيق المتبادل في هذا السياق، سواء على المستوي الثنائي أو في إطار آلية التعاون الثلاثي بين كل من مصر واليونان وقبرص.

وأكد الرئيسان اتساق المصالح والمواقف المشتركة بين البلدين في منطقة شرق المتوسط، وشدد السيسي على تطلع مصر إلى الارتقاء بمختلف جوانب ذلك التعاون البناء، لا سيما على الصعيد الأمني والعسكري والاقتصادي وعلى نحو يساهم في تحقيق مصالح الشعبين الصديقين.

وشدد السيسي -في اتصال هاتفي مع المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل- على موقف مصر الساعي إلى وحدة واستقرار وأمن ليبيا، ودعمها لجهود مكافحة الإرهاب والجماعات والميليشيات المتطرفة التي تمثل تهديدا على ليبيا وأمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط والبحر المتوسط، ووضع حد لحجم التدخلات الخارجية غير المشروعة في الشأن الليبي.

وتوافق الزعيمان على ضرورة تكثيف الجهود للعمل على إنهاء الأزمة الليبية، من خلال مقترح شامل يتضمن جميع جوانب القضية.

وخلال اتصال هاتفي، بحث وزيرا خارجية مصر سامح شكري، وروسيا سيرجي لافروف، آخر مُستجدات قضايا المنطقة، وفي مُقدمتها الشأن الليبي، مؤكدين أهمية العمل نحو تفادي أي تفاقم للوضع هناك، والدفع قدمًا بجهود التوصل إلى تسوية شاملة للأزمة الليبية، بما في ذلك مسار برلين السياسي، وبما يُسهم في استعادة الأمن والاستقرار في ليبيا. 

وبحث شكري مع مستشار الأمن القومي الألماني يان هاكر، ومبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة مستجدات الوضع في المشهد الليبي، وآخر تحضيرات مسار برلين السياسي حول ليبيا، كما تناول مع المبعوث الأممي سُبل دفع الجهود الأممية للتوصل إلى تسوية شاملة لكافة أوجه الأزمة الليبية.

وناقش شكري مع نظيره الإيطالي، لويجي دي مايو، والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط التطورات المتسارعة في ليبيا، مؤكدين أهمية الحفاظ على الاستقرار في حوض البحر المتوسط.

“قبرص واليونان”

وكالة الأنباء القبرصية، ذكرت أن نيقوسيا وأثينا دخلا في سباق خلال الأيام القليلة الماضية للحصول على أكبر قدر ممكن من الدعم من الشركاء في المنطقة ضد الأعمال التركية، مشيرة إلى أن الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس أجرى أمس الإثنين محادثة هاتفية مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، أطلعه “على آخر التطورات والأخطار التي نشأت بسبب الاستفزازات اليومية لتركيا” بالإضافة إلى مذكرة التفاهم التي وقعتها الأخيرة مع ليبيا بهدف ترسيم المناطق البحرية بينهما.

وقالت وكالة الأنباء القبرصية: إن الكشف عن اللقاء الرباعي الذي سيتم في القاهرة جاء عقب الإعلان عن اعتزام قبرص واليونان وإسرائيل توقيع اتفاق قريبًا لإنشاء خط أنابيب شرق المتوسط “EastMed”، حيث سيتوجه أناستاسيادس إلى العاصمة اليونانية أثينا في 2 يناير المقبل لتوقيع الاتفاقية، منوهة بأن الصفقة ليست موجهة ضد أي شخص.

ويتعلق مشروع EastMed الذي تبلغ تكلفته 5.3 مليار يورو بإنشاء خط أنابيب بطول 1900 كيلومتر لنقل الغاز الطبيعي من قبرص وإسرائيل إلى أوروبا عبر اليونان وإيطاليا، ولن توقع إيطاليا الاتفاقية في الثاني من يناير بسبب حاجتها أولًا إلى حل المشاكل مع سكان بعض المناطق التي كان من المفترض أن يمر بها المشروع.

وقبل يومين زار وزير الخارجية اليوناني نيكوس دندياس القاهرة بعد زيارة خاطفة لشرق ليبيا التقى خلالها قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر، لمناقشة آخر تطورات الأزمة، والتأكيد على ضرورة التوصل إلى تسوية شاملة لتلك الأزمة بُغية استعادة الأمن والاستقرار هناك، عبر تضافر الجهود الدولية واستكمال التحضيرات الخاصة بمسار برلين.

وكشف مصدر عسكري من القيادة العامة للجيش الليبي، أن قائد الجيش الليبي خليفة حفتر سيقوم خلال الأيام القادمة بزيارة إلى اليونان، لبحث الاتفاقيتين، وأن حفتر سيلتقي بالمسؤولين اليونانيين لبحث خيارات الرد على الاتفاقية.

ربما يعجبك أيضا