الجنوب السوري.. القصف والتفاوض جنبًا إلى جنب

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

الجنوب السوري.. القصف والتفاوض جنبًا إلى جنب، جحافل النازحين في ازدياد مطرد.. صورة للمشهد في درعا وعشرات البلدات والقرى السورية تذّكر بمشاهد سابقة في الغوطة الشرقية وقبلها حلب وريف حمص الشمالي، ومع ذلك تواصل المعارضة السورية مفاوضاتها مع عسكريين روس في بصرى الشام بعد جولة فاشلة من المفاوضات وإن لم تخل من مكاسب حسبما وصفتها المعارضة.

أزمة الجنوب السوري أو بالأحرى ” مأساته ” لا تزال مستمرة.. من جديد تفشل المفاوضات بين المعارضة السورية المسلحة والجانب الروسي للتوصل لهدنة، جاءت ترجمتها سريعاً بغارات مكثفة استهدفت مناطق درعا وريفها.

الموت ولا المذلة

” الموت ولا المذلة ” كلمتان تختصران خيارات المعارضة السورية في درعا. درعا التي رفعت هذا الشعار قبل ثماني سنوات تجد نفسها اليوم أمام خيارين الاستسلام أوالقتال.

تسعى المعارضة من خلال مفاوضاتها الماراثونية إلى تحقيق مكاسب وهو ما لا تريده موسكو التي تريد تجريد المعارضة من أسلحتها الثقيلة والخفيفة وهو ما يعدّه مراقبون “انتحارًا” للمعارضة إذا وافقت عليه.

يطالب المقترح كلا الطرفين بوقف جميع الأعمال القتالية فورًا دون السماح لقوات النظام بدخول مناطق المعارضة وبتسليم الأخيرة سلاحها الثقيل تدريجياً بالتزامن مع انسحاب النظام من البلدات التي سيطر عليها مؤخراً.

كما اقترحت المعارضة فتح معبر نصيب الحدودي مع الأردن عبر موظفين مدنيين وبتأمين من الشرطة الروسية، بينما يبدو الجانب الروسي غير متجاوب مع هذه الاقتراحات
.
بل حتى في غمرة المفاوضات يستمر القصف الروسي والمدفعي وتنهمر البراميل المتفجرة على ريف درعا الشرقي والغربي ولم تسلم من القتل حتى العائلات النازحة الباحثة عن ملاذ آمن .

الحلقة الأضعف.. النازحين

الأمر المؤكد الوحيد في خضم هذه الصراعات السياسية والعسكرية أن المدنيين هم الحلقة الأضعف، وهم من يدفعون ثمناً باهظاً ومستمراً .

مدن وبلدات باتت شبه خالية تماماً من السكان فرّ أصحابها بأطفالهم وأزواجهم إلى الأردن والجولان المحتل بحثاً عن الأمان.

يطالب منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأردن جميع الأطراف باتخاذ التدابير اللازمة لحماية السوريين الفارين من القتال في محافظة درعا.

كما تطالب منظمة هيومن رايتس ووتش السلطات الأردنية والإسرائيلية بحماية هؤلاء النازحين وتسهيل دخول المساعدات إليهم بل وبالسماح لهم بطلب اللجوء.

تحركات دولية

في الأمم المتحدة تحركات كويتية سويدية لعقد جلسة مشاورات طارئة في مجلس الأمن الدولي لبحث الوضع المتدهور جنوب غربي سوريا.

لا يخفى الأردن قلقه من حجم الأزمة الانسانية المتراكمة عند حدوده ومع أنه يناشد المجتمع الدولي العون على تطبيقها فإنه لا يتأخر عن تقديم مساعدات عبر فتح ثلاثة معابر إنسانية لمرورها.

بوصفهم مثل الأمريكيين شركاء في اتفاق خفض التصعيد في الجنوب السوري، يتشاور الأردنيون والروس، إذ تحث عمان على تسوية سياسية سريعة للوضع تبدأ بوقف الأعمال القتالية، أما موسكو المتحكم الفعلي في المشهد السوري فتطمئن بعدم رغبتها في تكرار سيناريو حلب والغوطة الشرقية .

ربما يعجبك أيضا