الجيش الأمريكي يتوسع في شمال أستراليا لمواجهة تهديدات الصين

رنا أسامة

تشعر أستراليا بالقلق من محاولات الصين كسب النفوذ في جنوب المحيط الهادئ... فكيف أمنت ساحة الصراع المستقبلي مع بكين؟


تعكف الولايات المتحدة على بناء منشآت لقواتها الموجودة في الإقليم الشمالي لأستراليا، وهي حليف قدم لأمريكا، في مواجهة التهديدات الصينية المتزايدة.

وذكر موقع ستارز آند ستريبس المعني بالشؤون العسكرية، في تقريره يوم الخميس 8 سبتمبر 2022، أن الحكومتين الأمريكية والأسترالية تمولان أعمال بناء منشآت كبرى لتدريب عناصر من القوات الجوية والبحرية وسلاح مشاة البحرية الأمريكية في ميناء داروين الشمالي الاستراتيجي.

تدريب أمريكي أسترالي في مواجهة الصين

المنشآت الجاري إنشاءها من المقرر أن تدعم تدريب قوات أمريكية وأسترالية على آليات الدفاع عن سلاسل الجزر الصغيرة التي من المحتمل أن تتحول إلى ساحة صراع مستقبلي مع الصين، وفق مساعد وزير الدفاع الأسترالي السابق، روس باباج.

وقال باباج، في اتصال هاتفي، إن حلفاء أستراليا يتعلمون إجراء مناورات متفرقة ونشر صواريخ مضادة للسفن في سلاسل الجزر بغرب المحيط الهادئ، لإحباط العمليات الصينية في بؤر الأزمات، بما في ذلك تايوان، على نحو بالغ الصعوبة والخطورة.

80 مليون جالون وقود

تشعر أستراليا بالقلق من محاولات الصين كسب النفوذ في جنوب المحيط الهادئ، لا سيما بعد توقيعها اتفاقية أمنية مع دولة جزر سليمان في إبريل الفائت، أثارت مخاوف من احتمالية أن تقود إلى إنشاء قاعدة عسكرية صينية.

وفي شرق منطقة الأعمال المركزية في داروين، يعكف 400 عامل على بناء 11 خزانًا ضخمًا لتخزين 80 مليون جالون وقود، وفق كرولي، وهو مزود وقود في فلوريدا يعمل بموجب عقد مع وكالة الدفاع اللوجستية التابعة للبنتاجون.

لاراكيا

وقود عسكري

قالت حكومة الإقليم الشمالي لأستراليا، في بيان يوم 1 سبتمبر، إن عملية بناء 11 خزانًا بدأت في المنشأة المقرر أن تكون الأضخم في الإقليم. ووفق البيان الذي أورده “ستارز آند ستريبس”، فإن المشروع البالغ تكلفته 181 مليون دولار، والمزمع انتهاؤه بحلول سبتمبر 2023، يوفر وقودًا عسكريًّا للعمليات الدفاعية الأمريكية في المنطقة.

وعلى الجانب الغربي من داروين، تحديدًا في قاعدة لاراكيا، تعمل أستراليا أيضًا على تطوير مرافق بـ317 مليون دولار، ومزرعة وقود، ورصيف بطول 820 قدمًا، حسب ما ذكرت وزارة الدفاع الأسترالية عبر موقعها الإلكتروني. ومن المقرر أن تدعم المرافق الجديدة التي يكتمل بناؤها في 2023، سفنًا حربية سطحية وهيدروجرافية وغواصات وصيادي ألغام.

100 عنصر من المارينز

تعد لاراكيا موطنًا لـ100 من عناصر مشاة البحرية الأمريكية “المارينز” جرى نشرهم خلال 6 أشهر الماضية، ضمن قوة تناوب قوامها 2200 فرد كانت تتدرب في الإقليم الشمالي لأستراليا، خلال الأشهر الأكثر برودة في نصف الكرة الجنوبي منذ عام 2012.

ويتواجد الجزء الأكبر من تلك القوة في ثكنات روبرتسون، إحدى مقار الجيش الأسترالي الواقعة على بعد قرابة 12 ميلًا إلى الشرق. في حين تضم قاعدة لاراكيا معدات عسكرية قديمة، بما في ذلك بنادق مستخدمة للدفاع عن داروين في مواجهة الغارات الجوية اليابانية إبان الحرب العالمية الثانية.

تحسين قواعد أسترالية

تخضع القواعد الجوية الأسترالية التي تستخدمها الطائرات الأمريكية بصفة متكررة في الإقليم الشمالي لأستراليا لتحسينات.

على سبيل المثال، من المقرر الانتهاء خلال العام المقبل من مشروعات بقيمة 88.65 مليون دولار، لبناء خزانات وقود وتوسيع المطار وإقامة مرافق صيانة. وفي تندال، يجري العمل على بناء مدرج جديد لاستيعاب قاذفات القنابل الأمريكية من طراز بي- 52، وفق “ستارز آند ستريبس”.

ربما يعجبك أيضا