الحاجة أم الاختراع.. جهود إماراتية للحد من الجائحة

هدى اسماعيل

هدى إسماعيل

منذ إعلان منظمة الصحة العالمية كوفيد-19 جائحة عالمية في مارس الماضي يحاول العلماء في جميع دول العالم البحث عن حلول فعاله وسريعة للحد من انتشار الجائحة ، وكانت الإمارات من أبرز الدول التي تبذل قصارى جهدها في البحث عن حلول لإنقاذ البشرية ، ويعد تمكين البحث العلمي وتشجيع الابتكارات والاختراعات العلمية بين أبرز ركائز الاستراتيجية الوطنية التي أعلنت عنها حكومة دولة الإمارات في فبراير 2018 .

عبر أشعة الليزر

أعلنت الإمارات عن تطوير أداة جديدة تتيح إجراء فحوص جماعية فائقة السرعة في خلال ثوان عبر أشعة الليزر ما يسمح بتوسيع دائرة الفحوصات على نحو غير مسبوق، وهذه الأداة من ابتكار مختبر “كوانت ليز” ذراع البحث الطبية في “الشركة العالمية القابضة” IHC” المدرجة في سوق أبوظبي للأوراق المالية.

من جانبه، يقول الدكتور “بروماد كومار”، قائد فريق الباحثين في المختبر الذي يدرس ويحلل خلال الأشهر القليلة الماضية التغيرات في بنية خلايا دم المصابين بالفيروس: “الأداة، التي تستخدم المجهر الإلكتروني، ستسمح بإجراء الفحوصات على نطاق جماعي وتتيح صدور النتائج خلال ثوان”.

وأضاف: “في الواقع، تستطيع تقنية DPI، المبنية على الليزر والمعتمدة على تضمين الطور البصري، التعرف على الفيروس خلال ثوان، إلى جانب كونها سهلة الاستخدام وغير جراحية ومنخفضة الكلفة.. ويعتبر الجهاز مناسبا للاستخدام في المستشفيات والأماكن العامة مثل دور السينما ومراكز التسوق، ومع القليل من التدريب العملي.. نعتقد أنه سيشكل نقلة نوعية كبيرة في معالجة انتشار فيروس كورونا”.

وشرح الدكتور “كومار” مسار الاختبارات وقال: “خلال المرحلة الأولى التي شملت 1000 شخص، أجرينا بعض التعديلات على الاختبارات ومن ثم طبقناها على بقية مراحل الاختبارات، ومرت العملية بعدة مراحل وجرت كلها عبر التنسيق المباشر مع السلطات المسؤولة عن الشؤون الصحية”.

ويضيف مدير المشاريع في شركة كوانت ليز، “عبدالله الراشدي”: “إن التقنية الجديدة تعتمد على تصوير خلية الدم، مما يساعد في سرعة الفحص والحصول على نتيجة بشكل أسرع خلال ثوان معدودة.”

وأوضح “نقوم بأخذ عينة دم من المريض ثم نقوم بتوجيه أشعة مجهرية عن طريق الليزر، لتعكس لنا صورة الخلية في الجانب الأخر. وعن طريق النظام المستخدم يظهر لنا ما يحدث داخل الخلية سواء تعرضها لعدوى فيروسية من كورونا أو أي فيروس آخر أو تكون خلية طبيعية خالية من الفيروسات”.

وأضاف أن “النظام المبتكر حدد من قبل صورة (كوفيد-19) بشكل دقيق جدا”.

وتابع: “أجرينا اختبارات على أكثر من 6 آلاف عينة ووصلت دقة النتائج إلى أكثر من 90% ليمكننا تحديد مدى إصابة الخلية وما نوع الفيروس الذي أصابها”.

الاكتشاف المبكر

يقول وزير الصحة الإماراتي، “عبدالرحمن العويس”: إن الوزارة تتابع بـ”اهتمام كافة الابتكارات والتطورات المتعلقة بالتصدي والاكتشاف المبكر والسريع لفيروس كورونا”.

وأكد أن مسؤولي الصحة يتابعون “تقدم تجارب كوانت ليز لاختبار هذه المعدات”، معربا عن تفاؤله “بعد اختبار فعالية الجهاز الجديد، نحن منفتحون على جميع الجهود التي من الممكن الاستفادة منها لمنع انتشار الفيروس ونحن متفائلون بعد اختبار فعالية الجهاز الجديد فهذا ابتكار تكنولوجي فعال يمكنه توفير حماية أفضل لمجتمعنا”.

وتعليقا على هذا الاختراع، قال نادر أحمد الحمادي، عضو مجلس إدارة الشركة العالمية القابضة: “تفخر الشركة العالمية القابضة بدورها بالمساهمة في الجهود الخلاقة التي تبذلها القيادة بدولة الإمارات من أجل مكافحة تفشي مرض كوفيد-19، خاصة فيما يتعلق بالاختبار ورفع مستوى الوعي”.

بالخلايا الجذعية

منذ أيام أعلنت الإمارات اختراع علاج بالخلايا الجذعية مبتكر وواعد لالتهابات فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).

وقام بتطوير هذا العلاج فريق من الأطباء والباحثين فى مركز أبوظبى للخلايا الجذعية ويتضمن استخراج الخلايا الجذعية من دم المريض وإعادة إدخالها بعد تنشيطها ، وقد منحت براءة الاختراع للطريقة المبتكرة التي يتم فيها جمع الخلايا الجذعية.

وتمت تجربة العلاج في الدولة على 73 حالة والتي شفيت، وظهرت نتيجة الفحص سلبية بعد إدخال العلاج إلى الرئتين من خلال استنشاقه بواسطة رذاذ ناعم. ومن المفترض أن يكون تأثيره العلاجي عن طريق تجديد خلايا الرئة وتعديل استجابتها المناعية لمنعها من المبالغة في رد الفعل على عدوى (كوفيد-19) والتسبب في إلحاق الضرر بالمزيد من الخلايا السليمة.

وقد خضع العلاج للمرحلة الأولى من التجارب السريرية واجتازها بنجاح، مما يدل على سلامته. ولم يبلغ أي من المرضى الذين تلقوا العلاج عن أي آثار جانبية فورية ولم يتم العثور على أي تفاعلات مع بروتوكولات العلاج التقليدية لمرضى (كوفيد-19). وتستمر التجارب لإثبات فعالية العلاج ومن المتوقع أن تستكمل فى غضون أسبوعين.

وارتفع عدد الوفيات بكورونا المستجد حول العالم إلى 318 ألفا و517 شخصا على الأقل منذ ظهر الفيروس في الصين في ديسمبر، وتم تسجيل أكثر من أربعة ملايين و816 ألف و40 إصابة معلنة في 196 بلدا ومنطقة. وتم إعلان تعافي مليون و755 ألف و700 من هذه الحالات على الأقل.

ربما يعجبك أيضا