الحرب الروسية الأوكرانية تهز صفقات التمويل في العالم

سارة كريم

أوقفت نحو 50 شركة خطط الاكتتاب العام الأولي الخاصة بها منذ أواخر فبراير، منها 30 شركة مدرجة في الولايات المتحدة الأمريكية، من بينها شركات مثل "بيوكسيتران" و"كراون إيكويتي هولدينغز"


دفعت الحرب الروسية الأوكرانية، نهاية فبراير الماضي، نحو  100 شركة في مناطق مختلفة من العالم، إلى تأجيل أو سحب صفقات تمويل تزيد قيمتها على 45 مليار دولار.

وتضم قائمة السحب والتأجيل، الاكتتابات العامة الأولية والسندات والقروض وعمليات الاستحواذ. وتأتي قرارات التأجيل من الشركات في الوقت الذي أدى فيه الصراع إلى اضطراب أسواق التمويل، والإضرار بمعنويات المستثمرين للمخاطرة وزيادة عدم اليقين بشأن النمو، ورفع أسعار الفائدة، وسلاسل التوريد.

أزمة التوقيت

صفقات سوق الأسهم الأمريكية هي الأكثر تضررًا من التقلبات العالمية في الربع الأول من العام الحالي، فقد أجَّلت مجموعة من الشركات الإدراج، في حين أن أسواق السندات اليابانية والأوروبية عانت أيضًا من تأخيرات. وأوقفت نحو 50 شركة خطط الاكتتاب العام الأولي الخاصة بها منذ أواخر فبراير.

من هذه الشركات 30 شركة مدرجة في الولايات المتحدة الأمريكية، من بينها شركات مثل “بيوكسيتران” و”كراون إيكويتي هولدينجز” و”ساجيمينت بيوساينس”. ويصعب تقدير القيمة الإجمالية للاكتتابات الأولية المؤجلة، فلم يكشف عن معظم أحجام المعاملات.

أبرز حالات التأجيل في آسيا وأوروبا

أجلت شركة “أولام إنترناشيونال” إدراجًا أوليًّا لوحدتها الغذائية في بورصة لندن التي كان من شأنها أن تقدر قيمة الشركة بمبلغ 13 مليار جنيه إسترليني، 17.1 مليار دولار، في حين علقت مجموعة “داليان وأندي” الاكتتاب العام الأولي المخطط له في هونج كونج لوحدة مراكز التسوق التي كانت تستهدف جمع نحو 3 مليارات دولار.

وقالت سوزانا ستريتر، كبيرة محللي الاستثمار والأسواق في شركة “هارغريافيس لانسداون”: “يُرجح تأجيل العديد من الخطط الخاصة بالعروض الجديدة، إلى حين تحقيق قدر أكبر من العوائد الهادئة. التوقيت هو كل شيء بالنسبة إلى الاكتتاب العام”.

سوق الاندماج والاستحواذ

عمليات الاندماج والاستحواذ لم تكن بحال أفضل، فقد توقفت نحو 10 صفقات تقدر قيمتها بأكثر من 5 مليارات دولار منذ اندلاع الحرب. وأدي ذلك إلى انخفاض عمليات الاندماج والاستحواذ العالمية بنسبة 15% في الأشهر الثلاثة الأولى من العام إلى 1.02 تريليون دولار، وهو أدنى معدل منذ الربع الثالث من عام 2020، وفقًا للبيانات التي جمعتها بلومبرج.

استحوذت شركة “مايكروسوفت” على شركة ألعاب الفيديو “أكتيفيجن بليزارد” بقيمة 69 مليار دولار واحدة من بضع صفقات ضخمة، مع ابتعاد الشركات في الغالب عن المعاملات الكبيرة. ذلك أن أسواق السندات العالمية نالت قسطًا من تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية.

الاستحواذ الأوروبي وأسواق السندات

شهدت أوروبا أسوأ انخفاض، فتراجعت عمليات الاستحواذ التي تستهدف شركات المنطقة بنسبة 38%. وقالت شركة “بيل هانت” إن الصفقات المتأخرة ستقلل من إيرادات وحدة بنوك الاستثمار التابعة لها، في حين حذرت شركة “نوميس” من حدوث ضرر. وأنهت شركة “سبيكتريس” البريطانية مفاوضاتها في مارس لشراء شركة “أوكسفورد إنسترومينتس” في صفقة كانت تقدر قيمتها بنحو 1.8 مليار جنيه إسترليني، 2.36 مليار دولار.

وحسب بيانات بلومبرج. علقت ثماني جهات إصدار أوروبية، من بينها جمهورية سلوفاكيا، وشركة “إيبي دبليو إينيرجي بادن فويرتيمبيرج”، والشركة المالية الفرنسية “كوفاس” سندات قيمتها أكثر من 5 مليارات دولار. في اليابان، سحبت سبع شركات، من بينها شركة “سوميتومو ميتسوي كونستركشن”، وشركة “توهوكو إلكتريك باور”، و”أوريكس”،إصدارات سندات محلية بلغ مجموعها 800 مليون دولار تقريبًا.

قروض ذات الرافعة المالية

تكافح أسواق الدين الأخرى، بما في ذلك القروض ذات الرافعة المالية والأوراق المالية المدعومة بالأصول أيضًا، فقد سوَّقت شركة “كالاواي غولف” لقرض قيمته 950 مليون دولار قبل تعليقه إلى أجل غير مسمى، في بداية شهر مارس الماضي، مستندة إلى ظروف السوق.

وأوقفت الشركة الألمانية للعناية بالعيون “فيونيت” قرضًا بقيمة 795 مليون يورو في قرض مشتركة في اليوم الذي اندلعت فيه الحرب، 24 فبراير الماضي 2022، حتى شركة “تسلا” العملاقة للسيارات الكهربائية اضطرت إلى تأخير بيع أكثر من مليار دولار من الأوراق المالية المدعومة بالأصول في منتصف مارس الماضي، في حين أن أمثال “دويتشه بنك” اضطرت إلى تعليق الصفقات التجارية المدعومة بالرهن العقاري.

ربما يعجبك أيضا