الحرب الروسية الأوكرانية.. ما الأسلحة التي استخدمتها موسكو؟

رنا أسامة

السفير الأوكراني لدى الولايات المتحدة قال إن القوات الروسية استخدمت قاذفات صواريخ حرارية خلال غزو أوكرانيا


أعلنت روسيا أنها تهاجم البنبة التحتية للجيش الأوكراني بأسلحة عالية الدقة، بما في ذلك مئات الصواريخ ذات القوة الهائلة والباليستية دقيقة التوجيه خلال هجومها الذي دخل يومه السابع، محذّرة من تزويد أوكرانيا بأسلحة فتاكة.

أفادت تقارير باستخدام روسيا أسلحة وحشية فتّاكة في أوكرانيا، بينها قنابل حرارية وذخائر عنقودية، لكن يعتقد محللون غربيون أن الجيش الروسي واجه صعوبات غير مُتوقعة بسبب قوة المقاومة الأوكرانية، فما الأسلحة التي استخدمتها موسكو؟

أسلحة حرارية

تُعد الأسلحة الحرارية المعروفة باسم قنابل الهباء الجوي أو القنابل الفراغية إحدى أكثر أنواع الأسلحة وحشية، فهي مليئة بوقود شديد الانفجار وخلطة كيميائية تُحدِث عند الانفجار موجات فوق صوتية تمحو كل شيء في طريقها، بما في ذلك المباني والبشر.

قنابل فراغية

من بين تلك الأسلحة التي شوهدت تتحرك صوب العاصمة الأوكرانية، قاذفات حرارية مثل “توس- 1″، و”بي إم- 21 جراد” عيار 122 ملليمترًا، ومتعدد قاذفات صواريخ ذاتية الدفع “بي إم- 27 أوراجان” عيار 220 ملليمترًا، وراجمة الصواريخ “سمِرتش” عيار 300 ملليمتر، بحسب تقرير نشرته صحيفة الإندبندنت البريطانية.

قال السفير الأوكراني لدى الولايات المتحدة إن القوات الروسية استخدمت قاذفات صواريخ حرارية خلال غزو أوكرانيا. وصرّح مسؤولون استخباراتيون للإندبندنت بأن الروس استخدموا أيضًا  مدافع “مالكا” ذاتية الدفع عيار 203 ملليمترات، وهاون ثقيلة الدفع  “2 إس 4 تايولبنِ” عيار 240 ملليمترًا، يُمكن استخدامها لاستهداف المباني الكبيرة.

أين جرى استخدامها؟

تستخدم القوات الروسية والغربية قنابل حرارية منذ الستينيات، استخدمها الجيش السوفييتي لأول مرة في أفغانستان، ولاحقًا في سوريا، واعتمدت عليها الولايات المتحدة للقضاء على تنظيم القاعدة بجبال أفغانستان، بحسب صحيفة الجارديان البريطانية.

كبير المحللين في معهد السياسة الاستراتيجية الأسترالي، ماركوس هيليير، رجّح استخدامها لتدمير مواقع دفاعية في أوكرانيا. قال للجارديان إن “إصدارات كبيرة للغاية من القنابل الحرارية مُصممة لتدمير كهوف ومجمعات أنفاق جوًا”.

وفي عام 2000، أدانت منظمة هيومن رايتس ووتش ما تردد عن استخدام روسيا لها بالشيشان في عام 1999، ووصفته بأنه “تصعيد خطير” له “تداعيات إنسانية مقلقة”.

أسلحة حراريةتوس 1

صواريخ دقيقة

استخدمت روسيا الصاروخ “إسكندر-إم”، طرازها الوحيد من الصواريخ الباليستية قصيرة المدى المستخدم في الخدمة العسكرية الفعلية، حسبما رجّح تيموثي رايت، المحلل الباحث لدى المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، في تقرير بوكالة الصحافة الفرنسية في 28 فبراير 2022.

الصاروخ إسكندر إم

هذا الصاروخ مُصمم لإرباك الدفاعات الصاروخية، بطيرانه على ارتفاع منخفض والمناورة أثناء الطيران لضرب أهداف تبعد 500 كيلومتر بدقة إصابة من مترين إلى 5 أمتار. جرى استخدامه في القتال لأول مرة عام 2008 في جورجيا.

قنابل عنقودية

توجد اتهامات للجيش الروسي باستخدامه قنابل عنقودية في هجوم أسفر عن مقتل طفل وشخصين بالغين كانوا يختبئون بروضة أطفال في شمال شرق أوكرانيا.

وفق الإندبندنت، تطلق القنابل العنقودية أو الذخائر العنقودية مئات الذخائر أو القنابل الصغيرة عشوائيًا على مساحة واسعة. وصفتها هيومن رايتس ووتش بأنها “تُمثّل تهديدًا مباشرًا للمدنيين أثناء النزاع”. وحدّد موقع بيلينج كات البريطاني الرائد في نشر التحقيقات المُعمّقة، موقعين جرى فيها استخدام ذخائر عنقودية بأوكرانيا.

ذخائر عنقودية.. ذخائر عنقودية

اتفاقية الذخائر العنقودية

بموجب اتفاقية الذخائر العنقودية، التزمت أكثر من 100 دولة بعدم استخدام هذا النوع من الأسلحة المُجرّمة دوليًا، بما في ذلك بريطانيا، لكن لم توقع روسيا ولا أوكرانيا على الاتفاقية. تحظر استخدام وإنتاج ونقل وتخزين الذخائر العنقودية. جرى اعتمادها في 30 مايو 2008، وتوقيعها في 3 ديسمبر 2008، ودخلت حيز النفاذ في 1 أغسطس 2010.

وأدانت منظمة العفو الدولية ما تردد عن استخدام روسيا لذخائر عنقودية في أوكرانيا، قائلة إن الهجوم على روضة أطفال “قد يُشكّل جريمة حرب”.

أسلحة نووية

نشرت روسيا مركبات “مزدوجة” يمكنها نظريًا إطلاق أسلحة نووية قُرب أوكرانيا، لكن لا توجد مؤشرات على الأرض تُثبت نشرها أسلحة نووية. ورغم تضارب التقارير حول عدد الأسلحة النووية في ترسانة روسيا، يُعتقد أن لديها حوالي 6200 رأس حربي.

نشرت روسيا حوالي 1588 من رؤوسها الحربية على صواريخ باليستية وقواعد قاذفات ثقيلة، مع قُرابة 977 رأسًا حربيًا استراتيجيًا، و1912 رأسًا حربيًا غير استراتيجي احتياطيًا، بحسب نشرة علماء الذرة، منظمة غير ربحية معنيّة بقضايا العلوم والأمن العالمي.

صاروخ باليستي روسي مُعد لإطلاق أسلحة نووية

طائرات حربية

يستخدم الجيش الروسي مجموعة من الطائرات في هجومه على أوكرانيا، قادرة على إطلاق صواريخ جو- أرض موجهة أو إلقاء قنابل عنقودية أو قنابل متشظية، بحسب الاندبندنت.

قال مسؤول دفاعي أمريكي إن معلومات استخباراتية أولية أشارت إلى أن الجيش الروسي استخدم 75 طائرة قاذفة ثابتة الجناحين لاستهداف دفاعات جوية أوكرانية ومخازن ذخيرة. بدوره، أفاد الجيش الأوكراني باستخدام طائرات هليكوبتر هجومية ونقل، بينها “إم آي- 8″، في الهجوم على العاصمة كييف.

طائرات حربية 1

ما الأسلحة التي تلقّتها أوكرانيا؟

كثفت الدول الغربية شحنات الأسلحة إلى أوكرانيا، في الوقت الذي تعتقد فيه أنها بحاجة للمزيد من أجل مواجهة الجيش الروسي. فما المعدات العسكرية التي اشترتها أو تلقّتها كييف؟

بحسب تقرير نشرته وكالة رويترز في يناير 2022، قدّمت الولايات المتحدة مساعدات عسكرية لأوكرانيا بأكثر من 2.5 مليار دولار منذ عام 2014، بما في ذلك صواريخ “جافلين” المضادة للدبابات، وزوارق دورية، وعربات “همفي”، وبنادق قنص، وطائرات استطلاع بدون طيار، وأنظمة رادار ورؤية ليلية.

عربات همفي.. صواريخ جافلين عربات همفي عربة همفي

عربات مدرعة وصواريخ “ستينجر”

زوّدتها بريطانيا بألفيّ صاروخ قصير المدى مضاد للدبابات وعربات مدرعة سكوسنية. وورّدت لها ألمانيا ألف سلاح مضاد للدبابات و 500 صاروخ ستينجر لأوكرانيا.

وأمدّتها إستونيا بصواريخ “جافلين” المضادة للدروع، وقدّمت لها لاتفيا وليتوانيا صواريخ “ستينجر”. فيما أعطت لها تركيا دفعات بمُسيرات بيرقدار تي بي 2 التي نشرتها ضد الانفصاليين المدعومين من روسيا في دونباس.

عربات مدرعة سكسونيةمُسيرات بيرقدار تي بي 2

طلقات مدفعية ووقود ديزل

وقدّمت كل من سلوفاكيا  شحنة ذخائر مدفعية ووقود بـ 12.39 مليون دولار، تشمل 12 ألف طلقة من عيار 120 ملليمترًا، و10 ملايين لتر وقود ديزل، و2.4 مليون لتر وقود طائرات، والتشيك 12 ألف طلقة  مدفعية، بحسب رويترز.

يأتي ذلك بالإضافة إلى 400 صاروخ و200 صاروخ مُضاد للطائرات من طراز ستينجر من هولندا، و100 بندقية قنص و3 آلاف ذخيرة إضافية من أمستردام.

معدات عسكرية سلوفاكية إلى أوكرانيا

ربما يعجبك أيضا