الحرب تقترب من عامها الأول.. هل التواجد الروسي يحقق استقرار السودان؟

أحمد  حويدق

تقترب الحرب السودانية التي اندلعت في منتصف أبريل الماضي من إنهاء عامها الأول، وسط محاولات عربية وإقليمية للتوصل إلى هدنة وحل سياسي يضمن تشكيل حكومة انتقالية مدنية وجيش موحد.

قال الباحث في الشؤون السودانية وعضو الحزب الاتحادي الموحد، محمد صادق، إن السودان يدفع ثمن سياسة “حرب الوكالة”، و”الفوضى الخلاقة” التي تنتهجها الولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لتستثمر تلك الصراعات لاحقًا بتحقيق مصالحها والسيطرة على المنطقة ونهب ثرواتها.

أشكال الفوضى

بحسب صادق، فإن الانقسام السياسي في ليبيا، والأزمة التي سببها الحوثيين في اليمن للملاحة الدولية في البحر الأحمر، هو شكل من أشكال الفوضى التي تسعى واشنطن لاستمرارها ودعمها حتى يسهل عليها السيطرة، بل استغلت عمل المنظمات الانسانية، وخاصة المجلس النرويجي للاجئين لتمويل بعض الأنشطة المشبوهة في البلاد، والتحريض على الشغب.

ويتابع صادق، خلال تصريحاته بأن سياسة واشنطن في المنطقة، والأزمة التي تشهدها السودان ومنطقة البحر الأحمر تهدد مصالح بعض الدول الإقليمية الوازنة في المنطقة مثل مصر وخاصة أمنها القومي، وتركيا، وبشكل خاص مصالحها الاقتصادية والاستراتيجية.

تحقيق التوازن الاستراتيجي

أشار صادق إلى أنه يتفق مع ما توصلت إليه بعض مراكز الدراسات العربية والغربية، بأن تحقيق التوازن الاستراتيجي في أي منطقة بالعالم يتطلب تواجدًا مباشرًا لأكثر من دولة عظمى وذات ثقل، وبالتالي لتحقيق الاستقرار في السودان لابد من وجود مباشر لدولة أخرى عظمى لا تريد واشنطن التصادم معها.

بمعنى آخر وجود الولايات الأمريكية والقوى الموالية لها في المنطقة بشكل متفرد، سيؤدي لحالة فوضى وعدم استقرار مستمر، كما حصل في كثير من الدول سابقًا، لأن الفوضى تخدم مصالح واشنطن؛ بينما وجود قوى عظمى أخرى كروسيا أو الصين معها، يمكن أن يحقق توازن استراتيجي يخلق حالة من الاستقرار؛ إلى جانب ذلك، فإن الوجود الروسي يحظى بقبول إقليمي، وقبول محلّي أيضًا من قبل بعض القوى في الداخل السوداني.

في سياق متصل، صرح وزير الخارجية السوداني، علي الصادق علي، في بداية مارس الجاري، بأن السلطات السودانية ليس لديها أي اعتراضات جوهرية على إنشاء قاعدة بحرية روسية في البلاد، مضيفًا أن البرلمان السوداني سينظر في الاتفاق مع روسيا بشأن إنشاء قاعدة بحرية في البلاد بعد الانتخابات”.

الوضع الميداني

أكد قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، اليوم الثلاثاء، أن القوات المسلحة مستمرة في المعركة «حتى دحر التمرد» وأن الحل العسكري سيكون ضروريًا إذا رفضت قوات الدعم السريع السلام.

وقال البرهان لدى مخاطبته ضباط وجنود منطقة وادي سيدنا العسكرية شمال أم درمان، إن الجيش ذهب إلى منبر جدة وفق ما اتفق عليه سابقا بخروج «التمرد» من أحياء المدنيين والمرافق الحكومية والخدمية والشوارع، في إشارة إلى قوات الدعم السريع، لكنه حذر من أنه إذا رفضت قوات الدعم السريع «السلام والمضي في الحلول السلمية.. فلا حل سوى الحسم العسكري».

وفي وقت سابق اليوم، دعا عبدالرحيم دقلو، نائب قائد قوات الدعم السريع، البرهان للاستسلام لقواته، التي اتهم الجيش بقصفها جوا في مدينة زالنجي وسط دارفور.

ربما يعجبك أيضا