الحركات المتطرفة تزدهر مع انتشار تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي

«هارفست نيوز» يبرز إمكانية استخدام الذكاء الاصطناعي لنشر الدعاية المتطرفة

بسام عباس
التنظيمات الإرهابية تستخدم الذكاء الاصطناعي في الدعاية

كشف برنامج “هارفست نيوز” (News Harvest) الذي تبثه وسائل إعلام تابعة لتنظيم داعش الإرهابي عن كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي لنشر الدعاية المتطرفة بسرعة وبتكلفة زهيدة.

بعد 4 أيام من هجوم “داعش خراسان” على حفل موسيقي روسي في مارس، بدأ تداول مقطع فيديو، أظهر مذيع أخبار يرتدي خوذة وزيًّا عسكريًّا يقول إن الهجوم لم يكن عملية إرهابية، بل جزء من “السياق الطبيعي للحرب المشتعلة بين التنظيم والدول التي تحارب الإسلام”.

مقطع فيديو لتنظيم داعش بعد الهجوم على حفل موسيقي روسي في مارس

مقطع فيديو لتنظيم داعش بعد الهجوم على حفل موسيقي روسي في مارس

أداة دعاية قوية

أوضح موقع “مجموعة استخبارات الموقع”، وهي مجموعة تتتبع الحركات الإرهابية والمتطرفة على الإنترنت، في تقرير نشره السبت 18 مايو 2024، أن المذيع كان عبارة عن نسخة مستنسخة من الذكاء الاصطناعي أنشأها أنصار التنظيم كجزء من برنامج إعلامي جديد يسمى “نيوز هارفست”.

وقالت كاتبة التقرير، والمؤسِّسة المشاركة للمجموعة، ريتا كاتز، إن البرنامج، الذي صمم ليشبه بثًا إخباريًا لإحدى الفضائيات الشهيرة يظهر أن الذكاء الاصطناعي أصبح أداة دعاية قوية مع اكتساب الجماعات التابعة لتنظيم داعش القوة وإعادة بناء العمليات الإعلامية.

وأضافت كاتز أن البرنامج، منذ شهر مارس الماضي، قدم رسائل فيديو شبه أسبوعية حول عمليات التنظيم في جميع أنحاء العالم، ما يعني أن استخدام داعش للذكاء الاصطناعي يهدف إلى تغيير قواعد اللعبة، وأنه بهذه الطريقة السريعة سييسر نشر هجماته الدموية للوصول إلى كل ركن من أركان العالم.

يخدم الجماعات الإرهابية

أوضحت كاتز في تقريرها أن العروض تبدأ بعرض شعار رسومي وتسلسل عنوان، ثم يظهر مذيعو الأخبار الذين ينتجهم الذكاء الاصطناعي على الشاشة، مرتدين ملابس قتالية أو سترات رسمية، بينما تظهر أشرطة الأخبار وتظهر لقطات فيديو أعضاء التنظيم وهم ينفذون مهامهم الإرهابية، فيما يسرد المذيعون رسائل إعلامية للتنظيم.

ولفت خبراء في وسائل الإعلام الإرهابية إلى أن مقاطع الفيديو تعرض بعضًا من العلامات المبكرة على أن الذكاء الاصطناعي يساعد الجماعات الإرهابية على نشر الدعاية بسرعة وزيادة تجنيد الأعضاء، بل إنها أثارت جدلاً داخليًا حول استخدام التكنولوجيا بموجب الشريعة الإسلامية.

دعاية مقنعة

قالت كاتز إن الذكاء الاصطناعي يمنح مؤيدي داعش القدرة على إنشاء دعاية مقنعة بطريقة غير ضارة، ما يجعل من الصعب على شركات التكنولوجيا تحييدها، لمشيرة إلى أن أدوات الذكاء الاصطناعي الرخيصة وسهلة الاستخدام تتيح إنتاج مقاطع الفيديو بسرعة وبميزانية ضئيلة، ما يصف في صالح الجماعات الإرهابية التي أضعفتها الهجمات العسكرية.

وأضافت أنه منذ الهجوم الروسي، نشر تنظيم داعش 6 برامج إخبارية عبر برنامج “هارفست نيوز”، قدم خلالها لمحة عامة عن العمليات الأخيرة التي قامت بها الجماعات التابعة للتنظيم في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك في النيجر والكاميرون والعراق وسوريا ونيجيريا.

صور صممت باستخدام الذكاء الاصطناعي شاركها مؤيدو تنظيم القاعدة احتفالًا بذكرى بأحداث 11 سبتمبر

صور صممت باستخدام الذكاء الاصطناعي شاركها مؤيدو تنظيم القاعدة احتفالًا بذكرى بأحداث 11 سبتمبر

إجراءات استباقية

من غير الواضح ما هي تقنية الذكاء الاصطناعي المستخدمة، رغم أن بعض المؤيدين في المنشورات شجعوا على استخدام برامج الذكاء الاصطناعي “الجيدة”، مثل أداة استنساخ الصوت من شركة Eleven Labs، وهي شركة لتوليد الصوت تعمل بالذكاء الاصطناعي.

وفي 9 فبراير، أعلنت جماعة تابعة لتنظيم القاعدة أنها ستبدأ في استضافة ورش عمل حول الذكاء الاصطناعي عبر الإنترنت، وفي اليوم التالي، تعاونت مع منظمة أخرى تابعة لتنظيم القاعدة لإصدار دليل مكون من 50 صفحة بعنوان “طرق مذهلة لاستخدام روبوتات الدردشة بالذكاء الاصطناعي”.

واختتمت كاتز تقريرها بأن قطاع التكنولوجيا لا يستطيع الانتظار حتى تبدأ التنظيمات الحكومية في معالجة هذه القضية، ومن واجب من خلق المشكلة أن يحلها، فالذكاء الاصطناعي يتطور أسرع من قدرة المشرعين والهيئات الحكومية على التكيف، وبالتالي، تتوقف النتائج مرة أخرى على استعداد شركات التكنولوجيا لاتخاذ إجراءات استباقية.

ربما يعجبك أيضا