الخارجية الأمريكية تكشف لـ«رؤية» متانة العلاقات مع الإمارات

مايكل ميتشل: نسعى مع الإمارات لنشر السلام بالمنطقة ووقف الحرب في غزة ولبنان

عمر رأفت
متحدث الخارجية الأمريكية لرؤية" الوضع في غزة صعب ومعقد

مر عام على حرب غزة، ولا تزال الصراعات مستمرة بالمنطقة، بل وزادت بعد العمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان، ومن ناحية أخرى، تستمر الحرب الأوكرانية دون توقف، مما أدى إلى تفاقم الأوضاع السياسية في العالم.

وأجرت شبكة “رؤية” الإخبارية، حوارًا مع المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية، مايكل ميتشل، والذي تحدث عن عدد من الملفات أبرزها الصراعات الدائرة في المنطقة والعلاقات الأمريكية الإماراتية.

مايكل ميتشل، المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية

مايكل ميتشل، المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية

كيف ترى الأوضاع في غزة بعد مرور عام؟

بعد مرور عام على الصراع في غزة، لا يزال الوضع معقدًا وصعبًا، حيث تستمر الهجمات المتبادلة بين حماس وإسرائيل، مما يؤثر بشكل كبير على المدنيين في الجانبين.

تعمل الولايات المتحدة بنشاط مع شركائها الإقليميين والدوليين، بما في ذلك مصر وقطر، لتشجيع الجهود الرامية إلى وقف إطلاق النار، وهناك تأكيدات على أهمية تلبية الاحتياجات الإنسانية للمدنيين وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية للمناطق المتضررة.

بالإضافة إلى ذلك، الإدارة الأمريكية تضغط من أجل إطلاق سراح الرهائن كجزء من أي اتفاقية مستقبلية لوقف إطلاق النار، وترى أن الحل الدبلوماسي هو السبيل الأمثل لتحقيق السلام، ونحن مستمرون في دعم كافة الجهود التي تساهم في تهدئة الوضع وتحقيق استقرار طويل الأمد في غزة.

هل أمريكا قادرة على إيجاد حلول لوقف الصراعات بالمنطقة؟

الولايات المتحدة تدرك خطورة التصعيد في لبنان وتعمل بنشاط على احتواء التوترات، وتنسق الإدارة الأمريكية مع شركائها الإقليميين، بما في ذلك فرنسا ودول عربية، لتعزيز تنفيذ قرارات مجلس الأمن مثل القرار 1701 لضمان نزع سلاح حزب الله ومنع التصعيد.

كما تدعم الولايات المتحدة الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل لفرض السيطرة وتحقيق الاستقرار في جنوب لبنان، بالإضافة إلى ذلك، تعمل على تفعيل الجهود الدبلوماسية وتقديم الدعم الإنساني لتخفيف الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يمر بها المدنيون في المنطقة.

كما تؤمن واشنطن بأن الحلول الدبلوماسية الشاملة هي السبيل لتحقيق السلام المستدام، وهي ملتزمة بتوفير الدعم اللازم لضمان تنفيذ هذه الحلول ومنع تفاقم الصراع.

تمتلك إيران اليد العليا في معظم صراعات المنطقة.. كيف يمكن احتواءها؟

إيران تواصل دعم الجماعات المسلحة في المنطقة، مما يساهم في زعزعة الاستقرار في دول مثل لبنان، العراق، وسوريا، وأيضًا في غزة واليمن.

الولايات المتحدة ترد على هذه التهديدات من خلال مجموعة من الأدوات، تشمل فرض العقوبات الاقتصادية على الأفراد والكيانات المرتبطة بإيران، وتعزيز التحالفات مع شركائنا في المنطقة لزيادة الضغط على طهران.

كما تدعم الجهود الدفاعية لحلفائها، مثل إسرائيل، للتأكد من قدرتهم على التصدي للتهديدات الإيرانية. نواصل دعم الجهود الدبلوماسية من خلال الأمم المتحدة لزيادة العزلة الدولية على إيران وإلزامها بتغيير سلوكها، مع التأكيد على أن العقوبات وحدها لا تكفي، بل يجب مواصلة الضغط الدبلوماسي وتحالفاتنا الإقليمية لتحقيق نتائج مستدامة.

العلاقات بين الأمريكية الإماراتية.. كيفت تطورت خلال الفترة الماضية؟

العلاقات الإماراتية الأمريكية تتميز بالمتانة والتعاون الوثيق في مختلف المجالات، وشهدت السنوات الماضية تطورًا ملحوظًا في الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، سواء كان في مجال الدفاع والأمن، أو في التبادل الاقتصادي والتجاري، أو في التنسيق المشترك لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية.

الإمارات تعتبر شريكًا رئيسيًا للولايات المتحدة في السعي لتحقيق الاستقرار في المنطقة، ونحن نثمن جهودها المستمرة لتعزيز السلام ودعم المبادرات الإنسانية، كما أن العلاقات بين الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة تمتد على عدة مستويات وتتجاوز الجانب السياسي.

هناك تعاون وثيق في مجال الأمن والدفاع، حيث تعتبر الإمارات شريكًا رئيسيًا في مكافحة الإرهاب وضمان الأمن الإقليمي، كما أن الشراكة بين البلدين في مجال الطاقة النظيفة شهدت تطورًا ملحوظًا من خلال مبادرات مثل PACE (الشراكة لتسريع الطاقة النظيفة)، والتي تهدف إلى استثمار 100 مليار دولار وتوليد 100 جيجاواط من الطاقة النظيفة عالميًا بحلول عام 2035.

بالإضافة إلى ذلك، فالتعاون بين البلدين يشمل مجالات التكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي، حيث وقعت بعض الشركات الإماراتية شراكات مع شركات أمريكية كبرى لتطوير التقنيات الرقمية والذكاء الاصطناعي في المنطقة.

كما أن هذه الشراكة تعزز التعاون في مجال الفضاء، حيث وقعت الإمارات اتفاقيات مع وكالة ناسا للمشاركة في برامج الاستكشاف القمري مثل اتفاقية  Artemis، مما يؤكد التزام البلدين بالتعاون في العلوم والتكنولوجيا لتعزيز الابتكار والتطور العلمي.

السلام.. هل هناك تعاون إماراتي أمريكي لنشره في المنطقة؟

هناك تعاون وثيق ومستمر بين الولايات المتحدة والإمارات لتحقيق الاستقرار في المنطقة. نحن نقدر الدور البارز الذي تلعبه الإمارات في دعم جهود الوساطة والمبادرات الدبلوماسية في أماكن مثل السودان واليمن ولبنان. نعمل معًا لتعزيز الحلول السياسية والسعي نحو وقف التصعيد.

كما ندعم الجهود الإماراتية في المجالات الإنسانية لتخفيف معاناة المدنيين في مناطق النزاع، مما يؤكد على أهمية الشراكة بين البلدين في تعزيز السلام والأمن، كما أن زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى واشنطن في سبتمبر 2024 كانت تاريخية لتعزيز الشراكة الاستراتيجية وتنسيق الجهود الدبلوماسية لدعم السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، وهذا يؤكد على الدور المحوري الذي تلعبه الإمارات في دعم الحلول السلمية والتعاون الدولي.

هل يمكن للولايات المتحدة إيجاد حلول لإنهاء الحرب الأوكرانية؟

الولايات المتحدة ملتزمة بإنهاء الحرب التي بدأتها روسيا في أوكرانيا، وندعو باستمرار لإنهاء هذا العدوان غير القانوني الذي شنه الرئيس بوتين، وواشنطن تدعم أوكرانيا في الدفاع عن سيادتها من خلال تقديم المساعدات العسكرية والدبلوماسية، وتعمل بالتنسيق مع شركائها الأوروبيين لفرض عقوبات شديدة على روسيا.

في الوقت نفسه، تطالب واشنطن بإيجاد حلول دبلوماسية، لكنها تؤكد على أن روسيا تتحمل المسؤولية الكاملة عن إنهاء الحرب، والحل في أوكرانيا يعتمد على انسحاب القوات الروسية ووقف الاعتداءات، وهو أمر يمكن أن يحدث اليوم إذا التزمت روسيا بقرارات الأمم المتحدة والقوانين الدولية.

الولايات المتحدة ستواصل جهودها بالتعاون مع حلفائها لضمان أن روسيا تدفع ثمن عدوانها حتى يتم الوصول إلى حل سلمي ودائم يضمن حقوق وسيادة الشعب الأوكراني.

ربما يعجبك أيضا