الدراما السورية.. محاولات النهوض من الركام

شيرين صبحي

عودة قوية للدراما السورية تحاول خلالها أن تنفض عنها ركام الحرب التي امتدت لسنوات.


عادت الدراما السورية هذا الموسم بـ20 مسلسلًا بزيادة 6 عن العام الماضي، في محاولات نهوض وصفها البعض بـ”الانتفاضة”، لتقدم القضايا الاجتماعية، والتشويق والإثارة، والكوميديا، والوقائع التاريخية.

لا تزال انعكاسات الحرب السورية التي أرخت بظلالها على المجتمع، تتواتر داخل الأعمال الدرامية السورية، وهو ما تناولته بعض المسلسلات مثل “كسر عضم، ومع وقف التنفيذ، والفرسان الثلاثة، وحوازيق، بقعة ضوء 15، وغيرها”.

البيئة الشامية

تظهر البيئة الشامية من خلال 6 أعمال خلال موسم رمضان، منها الجزء الثاني من مسلسل “الكندوش”، الذي تدور أحداثه في ثلاثينات القرن الماضي، أبان فترة الحكم العثماني لسوريا، تأليف حسام تحسين بيك، وإخراج سمير حسن، بطولة أيمن زيدان، وسلاف فواخرجي.

ويتناول الجزء الثاني من مسلسل “حارة القبة”، الاضطهاد العثماني لبلاد الشام في القرن التاسع عشر، ويسلط الضوء على أهل المدينة القديمة ومعاناتهم من الفقر والجوع والتشرد، تأليف أسامة كوكش، وإخراج رشا شربتجي، وبطولة عباس النوري، وسلافة معمار.

 سوريا الثلاثينات والأربعينات

تدور أحداث الجزء الثاني من مسلسل “بروكار”، في أربعينات القرن الماضي، حول سرقة أحد المهندسين الفرنسيين فكرة صناعة أقمشة البروكار الشهيرة بسوريا، تأليف سمير هزيم، وإخراج محمد زهير رجب، بطولة جمال قبش، وفاديا خطاب.

الجزء الـ12 من “باب الحارة” يناقش أحوال الحارة الشامية في أربعينات القرن الماضي، تأليف مروان قاووق، وإخراج محمد زهير رجب. ويدور مسلسل “جوقة عزيزة”، في الثلاثينات ويتناول السيرة الذاتية للفنانة الاستعراضية الملقبة بملكة المسرح، وحب كولونيل فرنسي لها ومحاولته السيطرة عليها. تأليف خلدون قتلان، وإخراج تامر إسحاق، بطولة سلوم حداد، ونسرين طافش، وفقا لصحيفة الاتحاد.

أوراق رابحة

خلال السنوات السابقة، عانت الدراما السورية من الرقابة، وعدم وجود سيولة مالية كافية لإنتاج درامي لائق، بالإضافة إلى معاناة الكتاب والمخرجين والممثلين من قلة الأجور والعائد المالي لأتعابهم. لكن الدراما السورية لا تزال تملك أوراقًا رابحة، وبرغم أن تقدمها بطيئًا مقارنةً بما كان عليه عز مشهدها الرمضاني، فإن النهوض من الركام هذا العام لافت.

وقالت فاطمة عبدالله في صحيفة الشرق الأوسط: “يشبه الأمر من يهده الزمن ومع ذلك يتمسك بالمحاولات. لم تكن الظروف سهلة على شركات الإنتاج، وتعثر كل منها بأوضاع أعادت العقارب إلى الوراء. شيء من الزخم السوري يعود إلى رمضان 2022”.

الحرب السورية

ما زالت الحرب السورية تسيطر على معظم إنتاجات الدراما المحلية، فنجد “مع وقف التنفيذ” و”كسر عضم”، يتصدران المشهد الدرامي السوري في شهر رمضان. وتروي المخرجة رشا شربتجي والكاتب علي صالح، في مسلسل “كسر عضم” حكايات عن نافذين جمركيين، استفادوا من تداعيات الحرب السورية، يعمل معظمهم في التهريب، والكسب الخيالي.

ولا تغيب مشاهد الحرب الموازية للقصة، فتلقي بأعبائها على الواقع السوري حتى في فترة ما قبل الحرب. المسلسل أثار الكثير من الجدال مع بدء عرضه، فلاحقته اتهامات بسرقة النص والإساءة لمؤسسات التعليم الجامعية، وأساتذة الجامعات، والمحامين، والأطباء، والجمارك، وأجهزة النظام الأمنية، والإعلام السوري.

معاناة التهجير

8219d24c

مسلسل مع وقف التنفيذ

تدور أحداث مسلسل “مع وقف التنفيذ” حول عائلات سورية عانت من التهـجير بسبب الأزمة السورية التي بدأت منذ مارس 2011، ما دفع الكثير من العائلات لترك منازلها بعد أن فقدت أفرادًا منها، وتصور الأحداث معاناتهم، وتسلط الضوء على قدرة الأشخاص على تخطى هذه الأزمات الكثيرة التي خلفتها تداعيات الأزمة منذ سنوات.

ويقدم المسلسل تشريحًا للمجتمع السوري من خلال أهالي حارة “العطارين” الذين غادروا منازلهم بسبب الحـرب وعادوا إليها مجددًا ليشهدوا تغير كل شيء، إلى جانب المواقف والصعوبات التي يتعرضون لها بسبب تغير أحوال البلاد، ومحاولتهم البدء من جديد. المسلسل تأليف علي وجيه ويامن الحجلي وإخراج سيف الدين سبيعي، بطولة غسان مسعود، وعباس النوري، وسلاف فواخرجي وآخرين.

عودة الغائبين

عودة وجوه غائبة ساهمت في بناء الدراما السورية واختفت لسنوات، تعد سمة تميز هذا العام الذي يشهد عودة الكاتب السوري هاني السعدي، بعد غياب 10 سنوات عن الساحة، ليقدم المسلسل التاريخي “فرسان الظلام”. كذلك يعود الفنان دريد لحام من خلال مسلسل “على قيد الحب”، بالتزامن مع عودة الفنان أسامة الروماني في المسلسل نفسه، وفي “حوازيق”.

مسلسل “على قيد الحب” دراما اجتماعية معاصرة تتناول العلاقات الإنسانية، وتدور حول التصادم بين عالمين ومنظومتي قيم متناقضتين، وإن كانتا تبدوان في لحظة التقائهما منسجمتين. تدور الأحداث حول “أمين” و”حسان” صديقان منذ فترة طويلة تكللت علاقتهما بالمصاهرة، لكن علاقتهما ستتعرض لاختبار كبير بسبب الأبناء وأحداث يلقي بها الماضي على الحاضر، فهل ستصمد علاقة الصديقين؟

ربما يعجبك أيضا