الدعم الإماراتي المتواصل للقضية الفلسطينية.. رؤية ممتدة

محمود
الإمارات في مجلس الأمن

لم يكن الموقف الإماراتي الأخير الداعم للقضية الفلسطينية في أروقة الأمم المتحدة جديدًا بل هو امتداد لرؤيتها الداعمة للحق الفلسطيني.


رام الله – رؤية

أول من أمس الخميس 5 يناير 2023، أدان العالم كله إصرار حكومة الاحتلال الإسرائيلي على انتهاك حرمة المسجد الأقصى المبارك.

ويوم الثلاثاء الماضي، اقتحم وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف، إيتمار بن غفير، باحات الحرم القدسي، ودعا إلى تقسيمه زمانيًّا ومكانيًّا، وهو ما تصدت له دولة الإمارات العربية المتحدة بتحرك تقوده في مجلس الأمن الدولي للأمم المتحدة.

الإمارات تقود التحرك الأممي

قادت الإمارات طلب الدول العربية والإسلامية من مجلس الأمن الدولي ضرورة أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤوليته تجاه الحق الفلسطيني، والتصدي لعنجهية إسرائيل وإدانة اختراقها للقانون الدولي، وضرورة الحفاظ على الوضع التاريخي الراهن في القدس ومواقعها الإسلامية والمسيحية، وحمايتها.

 

وشدد نائب مندوبة دولة الإمارات لدى الأمم المتحدة، السفير محمد بو شهاب، في جلسة طارئة على إدانة الإمارات لاقتحام الأقصى، واعتبر أن هذه الاستفزازات تدل على عدم الالتزام بالوضع التاريخي والقانوني في الأماكن المقدسة بالقدس، فضلًا عن كونها تزعزع استقرار الوضع الهش في الأرض المحتلة.

وقال بو شهاب إن “استمرار هذه الانتهاكات يمثل تطورًا خطيرًا يبعد المنطقة عن طريق السلام الذي نَصبو إليه جميعًا، ويهدد بتصاعد الاحتقان والمواجهة التي نشهدها في الوقت الحالي، ويغذي التطرف والكراهية في المنطقة”.

حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية

شددت الإمارات على لسان سفيرها في الأمم المتحدة، على موقفها الثابت من ضرورة توفير الحماية الكاملة للمسجد الأقصى، ووقف أي انتهاكات من شأنها المَساس بمشاعر ملايين المؤمنين في مختلف أنحاء العالم، نظرًا إلى ما يحظى به المسجد الأقصى من مكانة مقدسة.

وأدانت الإمارات الاعتداء على المقبرة المسيحية في جبل صهيون، وطالبت بمحاسبة المسؤولين عن انتهاك حرمة المقابر وتخريب هذا المَعلَم التاريخي والديني المهم، وقال السفير بو شهاب: “تأتي هذه الأفعال الشنيعة ضمن سلسلة من الاعتداءات على المقدسات الدينية، التي إن مرّت من دون رادع تشجع على المزيد من الانتهاكات”.

وشددت الإمارات على ضرورة احترام دور المملكة الأردنية الهاشمية في رعاية المقدسات والأوقاف، بموجب القانون الدولي والوضع التاريخي القائم، وعدم المساس بسلطة إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى وصلاحياتها في تنظيم شؤون الحرم وإجراءات الدخول إليه كافة”.

فلسطين تشكر الإمارات لذودها عن الحق الفلسطيني

وجّهت فلسطين الشكر إلى دولة الإمارات على دورها وتحركها في مجلس الأمن الدولي دفاعًا عن المسجد الأقصى، الذي دفع الدول الأعضاء في مجلس الأمن للتشديد على وجوب التزام إسرائيل بالوضع القائم في المسجد الأقصى، إثر اجتماع طارئ للمجلس بطلب من الإمارات والصين.

وقال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حسين الشيخ: “نشكر دولة الإمارات العربية المتحدة لحسن تمثيلها المجموعة العربية في جلسة مجلس الأمن، التي أدانت الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى”.

وأضاف الشيخ، في بيان نشرته وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) وموقع منظمة التحرير الفلسطينية: “الشكر موصول إلى جميع الدول الشقيقة والصديقة لوقفتها الصادقة”.

مواقف إماراتية سابقة داعمة للحق الفلسطيني

في 9 نوفمبر الماضي، جددت الإمارات خلال اجتماع للجمعية العامة للأمم المتحدة، التشديد على دعمها لفلسطين، وأنه لا يمكن تحقيق استقرار المنطقة دونَ إيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية وفقًا للشرعية الدولية، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وتواصل الإمارات مد يد العون والمساندة للشعب الفلسطيني عبر مشاريع تنموية وإغاثية وتطويرية، خاصة في مدينة القدس المحتلة، وقطاع غزة، وفي المناطق المهددة بالاستيطان بالضفة الغربية، في رؤية القيادة الإماراتية عبر تاريخها الممتد في دعم فلسطين والعلاقات الاستراتيجية التي تربط الشعبين الشقيقين.

وتعد الإمارات من كبار الداعمين لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) كعنوان لحق اللاجئين بالعودة إلى ديارهم، وقدمت الإمارات بين 2015 و2020 أكثر من 187 مليون دولار، فضلًا عن تمويل “الأونروا” بأكثر من 218 مليون دولار، منها 166 مليون دولار للتعليم، و19 مليونًا للسلع والبرامج الاجتماعية.

هيئة الأعمال الخيرية الإماراتية وفلسطين

في مقابلة سابقة مع شبكة “رؤية” الإخبارية، قال مدير مكتب هيئة الأعمال الخيرية الإماراتية فرع فلسطين، إبراهيم الراشد، إن الإمارات تدعم الشعب الفلسطيني بأكثر من 20 مليون دولار سنويًّا، في مجالات الصحة والتعليم والإغاثة، ويتضاعف هذا الرقم في حالات الحروب أو الطوارئ مثل ضرب غزة وجائحة كورونا.

وأشار الراشد إلى أن المناطق المستهدفة بالدعم هي قطاع غزة المحاصر، والقدس المحتلة، والمناطق المهمشة والمستهدفة بالاستيطان في الضفة الغربية المحتلة، عبر حفر الآبار وتقديم مشاريع الطاقة المتجددة والإغاثة الاجتماعية.

خدمات شاملة ومتنوعة

أشار الراشد إلى أن الهيئة تقدم خدمات شاملة ومتنوعة للشعب الفلسطيني، فتكفل رعاية 20 ألف يتيم، وتقدم خدمات متواصلة لأكثر من 10 آلاف أسرة متعففة ومحتاجة، ومساعدات طبية وعلاجات وأدوية ومستلزمات وأجهزة طبية.

ونوه الراشد بأن خدمات هيئة الأعمال الخيرية الإماراتية في فلسطين تمتد أيضًا إلى القطاع التعليمي، عبر بناء المدارس وترميم الصفوف، والتجهيزات العلمية، ودعم الطلبة الجامعيين.

ربما يعجبك أيضا