الدور الأمريكي في ليبيا.. لماذا غاب وكيف يعود؟

عمر رأفت
لماذا انحصر الدور الأمريكي في ليبيا؟

أدى بعد الولايات المتحدة عن ليبيا إلى قراءة ليست دقيقة بقدر كافٍ للتحديات التي يواجهها هذا البلد.


تساءلت مجلة فورين بوليسي الأمريكية عن أسباب انعدام دور الولايات المتحدة في ليبيا، منذ حادثة اقتحام القنصلية الأمريكية في بنغازي عام 2012.

ووصفت المجلة الأمريكية في تقرير للباحث في شؤون الشرق الأوسط، فريدريك ويري، نهج ووزارة الخارجية في طرابلس، بأنه مجرد شعارات أكثر من سياسة قابلة للتنفيذ.

سبب انعدام الدور الأمريكي

أوضح التقرير أن الدبلوماسيين الأمريكيين أغلقوا سفارتهم في طرابلس، وجرى إجلاءهم إلى تونس، بعد اشتداد القتال، الذي اندلع في جميع أنحاء العاصمة الليبية، في صيف 2014، ولم يعودوا منذ هذا الوقت.

اقرأ أيضًا: وزير خارجية تركيا: آن الأوان لإجراء انتخابات حرة وشفافة في ليبيا

وأشارت فورين بوليسي إلى أنه على الرغم من عودة الهدوء النسبي إلى ليبيا، وإعادة فتح السفارات الأجنبية، لكن لا يزال الدور الأمريكي مجهولًا حتى الآن، وهذا يعود إلى الهجوم عام 2012 على القنصلية الأمريكية في مدينة بنغازي، شرق ليبيا.

وحينها، قتل السفير الأمريكي في ليبيا، آنذاك جيه كريستوفر ستيفنز، و3 أمريكيين آخرين، وهذا الحادث المأساوي جعل مسؤولي إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، لا يريدون المخاطرة بعودة السفارة إلى ليبيا.

ليبيا

ليبيا

تفاؤل حذر

أضاف التقرير أنه، في وقت سابق من الشهر الحالي، ظهر تفاؤل حذر بإمكانية وجود تغيير في السياسة الأمريكية الخاصة بليبيا، حين قال وزير الخارجية، أنتوني بلينكين، إن وزارته تعمل بجد على إعادة الوجود الدبلوماسي الأمريكي في ليبيا.

وأوضح أن الخارجية الأمريكية رصدت أموالًا لعودة سفارتها في طرابلس، داخل الميزانية المقدمة إلى الكونجرس، لكن هذا لا يعني أن ذلك سيحدث في وقت قريب، وفق التقرير.

اقرأ أيضًا| كيف تلعب مصر وليبيا وتونس دورًا رئيسًا في دبلوماسية إيطاليا الجديدة؟

انتخابات ليبيا

انتخابات ليبيا

النفوذ الروسي في ليبيا

أشارت المجلة إلى أن الدبلوماسيين الأمريكيين لدى ليبيا مستمرون في العمل من مقر السفارة الأمريكية في تونس المجاورة، لكنهم فشلوا في كسب ود وثقة الأطراف الليبية الرئيسة والتأثير فيهم.

وتزايدت تلك المشكلات، خاصة مع تنامي أهمية الأمن والطاقة في ليبيا في السنوات الأخيرة، وأعطت مجموعة من القوى الخارجية اهتمامًا متزايدًا بالدولة الإفريقية الغنية بالنفط.

وأوضحت أن روسيا نشرت الآلاف من قوات فاجنر الخاصة والجيش الروسي في ليبيا، إلى جانب بعض الأسلحة المتطورة، ما بين عامي 2019 و2020، وحتى الآن، تتمتع موسكو بنفوذ داخل مناطق الشرق الليبي.

ليبيا

ليبيا

إسقاط الوجود الروسي في ليبيا

وصفت فورين بوليسي الوجود العسكري الروسي بأنه بديل ليس بالسيء لليبيبن، مقارنة بنظيريه الفرنسي أو الأمريكي، الذي وصف بالمتعجرف، والذين يمارسون استبدادهم بدءًا من التدريب العسكري، ومكافحة التمرد، مع ارتكاب انتهاكات مروعة.

وقالت إن الوجود الروسي بمثابة مقياس لجدية الإدارة الأمريكية ونظرتها لليبيا، وكيفية إسقاط هذا الوجود، خاصة في ظل تقارير تفيد بأن قوات فاجنر تستغل عائدات النفط الليبي.

نشاط أمريكي في ليبيا

نوهت المجلة الأمريكية بزيارة مدير وكالة المخابرات المركزية، ويليام بيرنز، إلى بنغازي في يناير الماضي، وتبعته مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، باربرا ليف، في مارس الماضي.

اقرأ أيضًا: المبعوث الأممي يبحث في تشاد انسحاب المرتزقة من ليبيا

وأوضحت أن تلك الزيارات تركزت على دعم  قائد الجيش الليبي، خليفة حفتر، للانتخابات المخطط لها في وقت لاحق من هذا العام، من جهة، وحثه على قطع علاقاته مع موسكو، وإخراج فاجنر من ليبيا.

الانتخابات الليبية حجر الزاوية

أشارت فورين بوليسي إلى أن المسؤولين الأمريكيين ضحوا بليبيا في سبيل قضايا أخرى أكثر أهمية وإلحاحًا في الشرق الأوسط، مثل إيران، وأدى بعد الولايات المتحدة عن ليبيا وعدم الاهتمام بها إلى قراءة ليست دقيقة بقدر كافٍ للتحديات التي يواجهها هذا البلد.

ووصفت المجلة الأمريكية أن إجراء الانتخابات الليبية بمثابة حجر الزاوية في خارطة طريق وصفت بالطموحة، كشف عنها مبعوث الأمم المتحدة الجديد إلى ليبيا، عبد الله باتيلي. وقالت الولايات المتحدة ودول غربية أخرى إنها تدعم هذه الخطة، لكنها محفوفة بالمخاطر، وتفتقر إلى التفاصيل.

ربما يعجبك أيضا