الدول الناشئة مرشحة لزيادة كبرى في الطلب على مصادر الطاقة الأحفورية

هدى اسماعيل

رؤية

واشنطن – توقعت الوكالة الدولية للطاقة زيادة في انبعاثات الغازات المسببة للاحترار المرتبطة بإنتاج الطاقة واستهلاكها إلى مستوى يقارب الذروة التي سجلتها قبل تفشي وباء كوفيد – 19، تحت تأثير معاودة استخدام الفحم.

وبعد تراجع تاريخي بنسبة 5.8 في المائة، عام 2020 بسبب الوباء وما واكبه من تدابير عزل وحجر، من المتوقع أن تسجل الانبعاثات المرتبطة بالطاقة التي تمثل نحو 75 في المائة، من إجمالي الانبعاثات العالمية، ارتفاعا كبيرا بنسبة 4.8 في المائة، ما يعني زيادة قدرها 1.5 مليار طن لتصل إلى 33 مليار طن.

وستكون هذه ثاني أكبر زيادة سنوية على الإطلاق في انبعاثات هذا الغاز المسبب لمفعول الدفيئة، بعد الزيادة التي تلت الأزمة المالية عام 2010، وفقا لـ”الفرنسية”.

غير أن الانبعاثات العالمية المرتبطة بالطاقة ستكون بصورة إجمالية عام 2021 أدنى بـ1.2 في المائة من مستواها عام 2019، بما يمثل تراجعا مقداره 400 مليار طن.

ومن المتوقع أن تسجل الدول الناشئة عام 2021 زيادة كبرى في الطلب على جميع مصادر الطاقة الأحفورية، ولا سيما الفحم الذي يعد المصدر الأول لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

وتشير الأرقام إلى زيادة الطلب على الفحم بنسبة 4.5 في المائة، ليتخطى بذلك مستوى عام 2019، مقاربا الحد الأقصى المسجل عام 2014. ومن المتوقع أن تكون زيادته التي تستند بصورة خاصة إلى القطاع الكهربائي، أعلى بنسبة 60 في المائة، من زيادة الطلب على الطاقات المتجددة، رغم أنها تسجل نموا أيضا.

كما سيتخطى الطلب على الغاز مستواه عام 2019. ويسجل الطلب على النفط أيضا زيادة قوية، لكن من غير المرتقب أن يبلغ حده الأقصى المسجل عام 2019، بسبب الغموض الذي لا يزال يلف مصير قطاع الطيران.

أما بالنسبة إلى الطاقات المتجددة، فسيسجل قطاع توليد الكهرباء نموا بنسبة 8 في المائة، لترتفع حصته في إنتاج الكهرباء في العالم إلى نحو 30 في المائة، مقابل أقل من 27 في المائة، عام 2019.

وسيسجل إنتاج الكهرباء بواسطة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بصورة خاصة نموا سنويا قياسيا، سيصل إلى نحو 18 في المائة، و17 في المائة، على التوالي مقارنة بـ2020، وتحقق الصين وحدها نصف هذا النمو.

وقال فاتح بيرول مدير الوكالة الدولية للطاقة في بيان “إنه تحذير خطير يظهر أن الانتعاش الاقتصادي بعد أزمة كوفيد غير مستدام إطلاقا حتى الآن بالنسبة إلى المناخ”.

وحذر الخبير الاقتصادي بأنه “إذا لم تتحرك الحكومات سريعا للبدء في خفض هذه الانبعاثات، فمن المرجح أن نواجه وضعا أسوأ من ذلك عام 2022″، عادا “القمة حول المناخ التي ينظمها الرئيس الأمريكي جو بايدن تشكل محطة حاسمة للتعهد بتحركات واضحة وآنية قبل مؤتمر الأطراف الـ26 حول المناخ في جلاسكو”.

وتعهدت الولايات المتحدة والصين، اللتان تختلفان على مواضيع متعددة بخلاف المعتاد، بالتعاون بشأن قضية تغير المناخ، قبل القمة العالمية، التي ينظمها الرئيس الأمريكي جو بايدن، وفقا لـ”الفرنسية”.

وجاء في البيان المشترك الذي وقعه في شنغهاي جون كيري المبعوث الأمريكي لشؤون المناخ ونظيره الصيني شي شينهوا البارحة الأولى، أن “الولايات المتحدة والصين تتعهدان بالتعاون مع بعضهما بعضا ومع دول أخرى لمعالجة أزمة المناخ، التي يجب التعامل معها بالجدية والعجلة التي تتطلبها”.

وأكد البيان أن الدولتين “تنتظران بفارغ الصبر” القمة العالمية حول المناخ، التي ينظمها عبر الإنترنت بايدن الخميس والجمعة المقبلين، على الرغم من أن النص لا يذكر إذا ما كان الرئيس الصيني شي جين بيج سيشارك فيها.

وقال كيري لصحافيين في سيئول، حيث توجه بعد شنغهاي، “نأمل كثيرا في أن يشارك فيها الرئيس الصيني، بالطبع، كل دولة ستتخذ قراراتها الخاصة، لا نسعى إلى إرغام أيا كان على شيء، نسعى إلى التعاون”.

ربما يعجبك أيضا