الذكاء الاصطناعي يزيد إنتاجية المحاصيل ويعزز الأمن الغذائي

خبير يوضح لـ«رؤية» كيفية دعم الذكاء الاصطناعي للزراعة

محمود عبدالله

أصبح للذكاء الاصطناعي دورًا مهمًا في مواجهة تحديات الأمن الغذائي، بعد أن باتت هذه المعضلة تهدد مستقبل الغذاء في العالم، لا سيما مع الزيادة السكنية الكبيرة وتضاعف أعداد البشر وذلك بالتزامن مع تناقص مساحة الرقعة الزراعية، وتكمن أهمية الذكاء الاصطناعي في أنه يوفر حلولاً من شأنها تهدئة الروع والقلق من مستقبل أمن الغذاء.

وتتيح بعض أدوات الذكاء الاصطناعي الجديدة والابتكارات التي يشهدها مجال الحاسب الآلي رؤى واعدة حول تفاعل النباتات مع بيئتها، كما يمكن أن تساعد هذه الاكتشافات المزارعين على إنتاج محاصيل أكثر مرونة والاستعداد لمواجهة التحديات المستقبلية في الزراعة، وفق موقع “أكسيوس” المتخصص في التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.

الزيادة السكانية

سبب اللجوء إلى التقنيات الحديثة، هو تزايد عدد السكان عالميًا وضعف الحياة النباتية، فمع الازدهار السكاني، زادت الضغوط من أجل توفير الغذاء للسكان باستخدام أقل مساحة من الأرض، كما تواجه الزراعة ضغوطًا أخرى مثل مشاكل جودة التربة والحشرات والأمراض وتغير المناخ.

الذكاء الاصطناعي في الزراعة

وحسب الدراسات العالمية، يمكن لبرامج الذكاء الاصطناعي التقاط صور للنباتات واستخدام أساليب التعلم العميق للكشف عن الأمراض وتحليل سماتها، وهو ما يوفر بيانات دقيقة وموثوقة تسمح للذكاء الاصطناعي بتحليل سمات النباتات والتنبؤ بالتوليفات الجينية التي يمكن أن تكون من خلالها قادرة على مواجهة الظروف القاسية، مثل الجفاف والأمراض.

الذكاء الاصطناعي

يسمح الذكاء الاصطناعي أيضًا بكشف التفاصيل المعقدة لبيولوجيا النبات، والتي كانت غير واضحة سابقًا، إذ تعد أداة ألفا فولد إحدى الأنظمة التي زادت من فهم البروتينات النباتية، فقبل تطويرها لم يتعرف البشر على سوى 2% فقط من البروتينات الموجودة في نبات أرابيدوبسيس ثاليانا مثلاً، بينما يعرف العلماء الآن ما يصل إلى 76% منها.

وتشير إحدى الدراسات العالمية إلى أن التعلم الآلي يمكن أن يتنبأ بعلم الوراثة النباتية بناء على ميكروبيومات التربة، ما يشير إلى إمكانية دعم المحاصيل للميكروبات المفيدة وتقليل الاستخدام الكيميائي.

الذكاء الاصطناعي والزراعة

بحسب خبير الزراعة والمياه الدكتور عباس شراقي، فإن الذكاء الاصطناعي يدعم الزراعة عبر عدد من المحاور، منها مرحلة ما قبل الزراعة حيث تعد التكنولوجيا واعدة في كل ما يتعلق بالشق التنظيمي وذلك من خلال تقديم المشورة للمزارعين، وهذا في حد ذاته تخفيف للعبء الذهني للمزارع أو الإداري لدى أصحاب المزارع الكبرى.

ai 2

وأضاف “شراقي” في تصريحات لـ”شبكة رؤية الإخبارية“، أن الذكاء الاصطناعي يدعم الزراعة عبر مساهمته في زيادة الإنتاجية من خلال تحليل دقيق للتربة وملائمة الطقس، فضلاً عن تحسن إدارة الموارد خاصة الأجزاء المرتبطة بالري والأسمدة، حيث يحدد كميات الري من المياه بدقة ما يوفر الماء، فضلًا عن الناحية الصحية بعدم التبذير في الأسمدة.

الكشف المبكر

أوضح خبير الزراعة والمياه، أنه من المزايا المهمة للذكاء الاصطناعي أيضًا، أنه يقي النباتات من التلف عبر الكشف المبكر عن الأمراض، حيث يمكن إجراء الكشف أو التحاليل على النباتات، ما يسهم في التنبؤ بوجود الحشرات أو الأمراض، ومن ثم تحديد العلاجات المناسبة للتغلب على ذلك.

الزراعة الحديثة

وحسب التقارير العالمية، فإن الأمر ليس سهلاً تمامًا، لأن توفر البيانات وجودتها من الإشكاليات الأساسية في هذا الصدد، نظرًا لندرة الصور الرقمية اللازمة للتحليل، كما أن هناك نقصًا في علماء الأحياء البارعين في التعامل مع علوم الكمبيوتر، فضلًا عن أن أبحاث النباتات ليست رائجة مثلما هو الحال مع الدراسات الطبية، ما يؤثر على الاستثمارات في المجال.

ربما يعجبك أيضا