الرئيس الأوكراني يطالب بمحكمة خاصة للحرب.. هل من استجابة؟

محمد النحاس

تسعى أوكرانيا لحشد الدعم العالمي إلى جانبها في الحرب مع روسيا.. ما أسباب صعوبة الأمر؟


ليس بالأمر اليسير أن تسلط الأضواء على شخص واحد في الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة بمدينة نيويورك الأمريكية.

لكن هذا على وجه التحديد ما يحدث مع الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، الذي يسعى عدد من قادة العالم التقاط صور رفقته دون الاضطرار إلى ركوب قطار لمدة 10 ساعات، والذهاب إلى منطقة حرب مشتعلة، وفق ما ذكرت مجلة فورين بوليسي الأمريكية.

الرئيس الأوكراني يبحث عن الدعم

مع وفد صغير وأجندة مزدحمة وآمال كبيرة، وصل زيلينسكي إلى نيويورك، ساعيًا إلى حشد دعم دولي خلف خطته الطموح للسلام، المكوّنة من 10 نقاط.

وتأمل كييف الذهاب أبعد من ذلك، والاتفاق على تقديم الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لمحاكمة خاصة بتهم “العدوان والإبادة الجماعية”، حسب اتهامات كييف، كما ذكر تقرير المجلة الأمريكية، الذي نشر يوم أمس الثلاثاء 19 سبتمبر 2023.

فرصة تاريخية

خلال خطابه على منصة الأمم المتحدة، يوم أمس، قال الرئيس الأوكراني إنه للمرة الأولى في التاريخ الحديث، أمام العالم فرصة حقيقية “لإنهاء العدوان بشروط الدولة التي تعرضت للهجوم”.

وأضاف متحدثًا باللغة الإنجليزية: “في وقت تدفع روسيا العالم نحو الحرب، تبذل أوكرانيا كل ما في وسعها لضمان أنه بعد العدوان، لن يجرؤ أي بلد في العالم على مهاجمة آخر”، مشددًا على ضرورة ” محاسبة مرتكبي جرائم الحرب”، وأن “المحتل يجب أن يعود إلى أرضه”.

تسليح الغذاء

اتهم الرئيس الأوكراني روسيا بتسليح الغذاء لتحقيق أهدافها، وقال إن موسكو “تحاول استخدام نقص الغذاء في السوق العالمية كسلاح، مقابل الاعتراف ببعض، إن لم يكن جميع الأراضي التي استولت عليها”.

وأعلن أن بلاده تعد لـ”قمّة عالمية للسلام”، تعهد أن يدعو إليها كل قادة العالم “الذين يعارضون العدوان الروسي”. مشدّدًا في خطابه على أن “نقاشات مهمة” في هذا الشأن جرت في هيروشيما وكوبنهاجن وجدة.

وأوضح زيلينسكي أنه لا يعتقد أن الوعود ستكون كافية لطمأنة أوكرانيا، مشددًا على أنه من غير الممكن “الوثوق في الشر.. اسأل زعيم فاجنر، يفجيني بريوجوجين، إذ كان المرء يراهن على وعود بوتين.

إنشاء محكمة خاصة لبوتين

فيما يتعلق بإنشاء محكمة خاصة لمحاكمة الرئيس الروسي، شكك مدير مجموعة الأزمات الدولية، ريتشارد جوان، في قبول الفكرة،  وقال إنه إذا ما استمر بطئ الهجوم المضاد لأوكرانيا، فمن “من الصعب جدًا إقناع أعضاء الأمم المتحدة بالتوقيع على هذا النوع من الخطط، عندما لا يزالون متشككين للغاية بشأن كيفية سير الأمور في ساحة المعركة”.

ويواجه بوتين بالفعل اتهامات في المحكمة الجنائية الدولية من بينها الترحيل غير القانوني لأطفال من أوكرانيا، لكن كان إنشاء محكمة مستقلة من بين أهداف كييف منذ الأيام الأولى للحرب، التي بدأت 24 فبراير 2022.

إدانة عودة الإمبريالية

رأى أستاذ العلوم السياسية بمركز الدراسات العليا بجامعة مدينة نيويورك والمراقب بالأمم المتحدة، توماس فايس، أنه من المحير أن أكثر من 40 دولة لا تزال جالسة على هامش الجمعية العامة.

وقال: “من الناحية البلاغية، فإن الشيء الوحيد الذي قد يتفقوا عليه عادة، هو أن الاستعمار لم يكن فكرة عظيمة”. “ومع ذلك فإنهم لا يدينون هذه العودة الصارخة إلى الإمبريالية”.

اقرأ أيضًا| العالم منقسم بقمة الأمم المتحدة 78.. الأهداف والحاضرون والغائبون

اقرأ أيضًا| هل تستطيع الأمم المتحدة تحقيق «أهداف التنمية»؟

ربما يعجبك أيضا