الرئيس الإيراني يزور الصين.. ما الأهداف؟

يوسف بنده

زيارة الرئيس الإيراني إلى الصين تزامنًا مع ضغوط غربية على بكين لإيقاف وارداتها من نفط طهران، وكذلك في ظل تقارب صيني خليجي.


يبدأ الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، زيارة إلى الصين، غدًا الثلاثاء، 14 فبراير 2023، ينظر إليها كطوق نجاة في وضع اقتصادي وسياسي حرج.

وأعلنت الخارجية الصينية، أن زيارة رئيسي تستمر يومين، بدعوة من نظيره الصيني، شي جين بينج. وتحتاج طهران لدعم بكين في خطتها لتخطي العقوبات والضغوط الغربية، التي تزايدت مؤخرًا، وكذلك قد تلعب دورًا في التقارب مع دول الخليج.

الصين وخامنئي 1

شراكة استراتيجية

تعهد رئيسي، في ديسمبر الماضي، بالبقاء ملتزمًا بتعميق الشراكة الاستراتيجية مع الصين، خلال اجتماع مع نائب رئيس مجلس الدولة، هو تشون هوا، بعد التوقيع على اتفاقية استراتيجية لمدة 25 عامًا، مارس 2021. وتشمل الاستثمار الصيني في مجالات اقتصادية وحقول النفط والسكك الحديدية والتعاون العسكري، في إطار ربط إيران بمبادرة الحزام والطريق.

وشهدت العلاقات الصينية الإيرانية، مؤخرًا، توترًا على إثر ما وصفته إيران بالمواقف، التي أثيرت خلال زيارة الرئيس الصيني، شي جين بينج، إلى السعودية، ومشاركته بالقمة الصينية الخليجية، ديسمبر الماضي، ولدى طهران قلق من التقارب الصيني الخليجي بما يؤثر في مصالحها التجارية، وثقلها في خريطة المسارات التجارية.

39 1

تبادل اقتصادي صيني إيراني

يرافق الرئيس الإيراني في زيارته إلى بكين وفد سياسي واقتصادي رفيع المستوى، حسب ما نقلته وكالة “ارنا”، وأشار المتحدث باسم الخارجية، ناصر كنعاني، إن صادرات بلاده إلى الصين بلغت، العام الماضي، 14 مليار دولار، وسجلت نموًا بمقدار 58%، وسجل الاستيراد أكثر 13 مليار دولار، بزيادة 43%، وتمثل بكين الوجهة الأولى للصادرات الإيرانية، والمورد الثاني لإيران.

195 001252 iran raisi government foreign exchange market 2

ويعد رئيس البنك المركزي الإيراني، محمد رضا فرزين، أبرز مرافقي رئيسي، حسب تقرير وكالة “ايسنا”، أمس الأحد، حتى يتمكن من إجراء مفاوضات لتعزيز الدبلوماسية النقدية والمصرفية مع توسيع التعاون المصرفي، وذلك من أجل دعم خطته للإفراج عن جزء من موارد النقد الأجنبي عبر قناة مالية، وربطها بمنظومة “نيما” لإدارة النقد الأجنبي واستخدامها في توفير الواردات من الخارج.

SDUHUZRFYP 1

صادرات النفط الإيراني

تستفيد إيران من الصين في إيجاد سوق لصادراتها النفطية، وكشفت بيانات شركات “تانكر تراكرز” و“كبلر” لتتبع مسار الناقلات النفطية عن أن صادرات النفط الخام الإيراني، ارتفعت بمتوسط قرابة مليون برميل يوميًّا، خلال الأشهر الـ3 الأخيرة، في ضوء تزايد الشحنات إلى دول مثل الصين.

وأعلن المبعوث الأمريكي الخاص لإيران، في مقابلة مع تلفزيون بلومبرج، 24 يناير الماضي، عزم بلاده زيادة الضغط على الصين لوقف واردات النفط من إيران، في إطار الرد الغربي على تورط الأخيرة في الحرب الروسية الأوكرانية والاحتجاجات داخل إيران ومحادثات العودة إلى الاتفاق النووي.

118244644 118236620 d4cc9518 90d2 403d bbfb 7d8856509393

دعم الصين للحوار الإقليمي

تأتي زيارة الرئيس الإيراني، بعد تقارير أشارت إلى دور صيني في الوساطة للحوار مع دول الخليج العربي، من خلال مبادرة على مرحلتين، تهدف الأولى إلى تهيئة الأرضية لعقد لقاء بين وزيري خارجية إيران والسعودية، وفي الثانية على دعوة باقي دول مجلس التعاون لقمة خليجية إيرانية بالصين. وأن الرئيس الصيني يعتزم طرح هذه المبادرة على نظيره الإيراني خلال الزيارة.

وتزامنًا مع هذا الطرح، كشف نائب وزير الخارجية الإيراني، باقري كني، في حوار مع قناة المنار اللبنانية، أمس الأحد، أن الرئيس الإيراني يضع قضية حسن الجوار علی رأس أولویات السیاسیة الخارجیة. وأن المحادثات مع السعودية بوساطة العراق في حالة تقدم.

ظريف ووانغ يوقعان التفاهم بين الصين وإيران

رهان على الصين

تراهن إيران على الصين في سياستها للقدرة على مواجهة العقوبات الغربية. ويشير الخبير السياسي، علي أصغر زركر، في صحيفة آرمان ملي أن زيارة رئيسي مهمة، لأنها تأتي في وقت تزايدت فيه العقوبات الغربية على البلاد، ما خلق حاجة للتعاون مع الصين. وأوضح أن انفتاح الصين عىل دول الخليج لا يؤثر في العلاقات مع إيران، بل يعزز من الوجود الصيني في المنطقة.

في حين شككت صحيفة “توسعه إيراني” في نتائج هذه الزيارة، ورأت فيها مجرد زيارة لتعزيز رؤية الحكومة بالتوجه شرقاً، في وقت تزداد فيه الضغوط الغربية. واستبعدت أن تكون الزيارة نافعة لإيران، إلا إذ طرح رئيسي على الصينيين اقتراحًا مغريًا، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن التنافس بين إيران والدول العربية يجعل زيارة رئيسي ومهمته في الصين غير ممكنة التحقيق.

ربما يعجبك أيضا