الرئيس الروسي في مرمى القضاء البرازيلي.. هل يعتقل بوتين؟

محمد النحاس
الرئيس الروسي في مرمى القضاء البرازيلي.. هل يعتقل بوتين؟

ترى المديرة التنفيذية لمركز السلام، إليان بطرس، أن اعتقال بوتين ليس ممكنًا، وأن المذكرة الصادرة ضده من الجنائية الدولية، ليست سوى "حرب نفسية".


في شهر مارس من العام الحالي، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال ضد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بتهمة ارتكاب جرائم حرب.

ولاقت الخطوة ردودًا أفعال متنوعة، ورأى البعض أنها خطوة إيجابية بسبب انتهاكات الروس في أوكرانيا، وذهب آخرون إلى أنها بلا معنى ومتأثرة بعوامل سياسية، فالإقدام على اعتقال بوتين يعني إعلان الحرب على روسيا.

غياب بوتين عن قمة نيودلهي

منذ إصدار مذكرة الاعتقال ضد الرئيس الروسي، أُثيرت تكهنات جمة بشأن إمكانية الإقدام على مثل هذه الخطوة، وما لها من تبعات محتملة، ولم يتمكن بوتين على إثر المذكرة من حضور قمة مجموعة بريكس الشهر الماضي في جوهانسبرج بجنوب إفريقيا.

ولم يحضر الرئيس الروسي قمة مجموعة العشرين التي انعقدت في العاصمة الهندية نيودلهي، يومي 9 و10 من الشهر الحالي، على الرغم من أن الهند ليست من الدول الموقعة على ميثاق روما الخاص بالمحكمة الجنائية الدولية، بسبب “جدول أعماله المزدحم”، حسب ما قال الكرملين آنذاك.

لا يمكن اعتقال بوتين

أما في ما يتعلق بالبرازيل، فقد استبعدت خبيرة شؤون أمريكا اللاتينية، إليان بطرس، في حديثها مع شبكة “رؤية” الإخبارية، إقدام أي دولة، سواءً كانت البرازيل أو غيرها على اعتقال الرئيس الروسي.

اقرأ أيضًا| الصين عن مذكرة اعتقال بوتين: على المحكمة الجنائية اتخاذ موقف منصف

ترجح إليان بطرس، وهي المدير التنفيذي لمركز السلام للدارسات الاستراتيجية، عدم إمكانية اعتقال بوتين، لأن روسيا “قوة عظمى” على الصعيد الدولي، غير أن البرازيل من الدول المقربة سياسيًّا من موسكو، وأحد الأعضاء المؤسسين لمجموعة بريكس.

روسيا والبرازيل.. رؤية مشتركة

وفق خبيرة شؤون أمريكا اللاتينية، تشاطر البرازيل روسيا تصوراتها بشأن عدم عدالة النظام الدولي في بنيته الحالية، والمطالبة بـ”التمثيل العادل” لدول الجنوب العالمي، غير الممثلة بما يتناسب مع وزنها في المؤسسات الدولية، لافتةً إلى أن موسكو تدعم حصول البرازيل على مقعد دائم في مجلس الأمن.

ورأت الباحثة السياسية أن الهدف الرئيس من إصدار مذكرة اعتقال ضد بوتين يتمثل في محاولة إظهاره “مجرمًا ملاحقًا دوليًّا”، مشيرةً إلى أن هذا يأتي في سياق الحرب النفسية التي تشنها القوى الغربية، بقيادة الولايات المتحدة ضد روسيا.

وأشارت إلى احتمالية انسحاب البرازيل من اتفاقية الجنائية الدولية، مع تساؤل الرئيس البرازيلي، لولا دا سيلفا، عن جدوى توقيع البرازيل ميثاق روما، على الرغم من غياب دول كبرى.

اعتقال بوتين

أثار الرئيس البرازيلي موجة من الجدل داخليًّا وخارجيًّا، بعد تصريحاته بشأن اعتزام بلاده عدم اعتقال بوتين، حال وجوده في البرازيل خلال قمة العشرين العام المقبل، في حديثٍ صحفي مع محاور هندي على هامش القمة في نيودلهي، التي غاب عنها -بالإضافة إلى بوتين- الزعيم الصيني، شي جين بينج.

وقال “لا يوجد سبب للإقدام على اعتقال بوتين”، لكنه تراجع عن هذه التصريحات، موضحًا أن “القضية من اختصاص الجهات القضائية وليس الكونجرس أو الحكومة”، مضيفًا: “إذا قرر الرئيس الروسي القدوم إلى البرازيل، فالقضاء الجهة المخول إليها تحديد ما إذا كان ينبغي اعتقاله”.

اقرأ أيضًا| ميدفيديف: أي محاولة للقبض على بوتين ستكون إعلان حرب على روسيا

ربما يعجبك أيضا