الرئيس الصيني يعلن تجهيز بلاده للحرب.. من سيقاتل؟

شروق صبري
الزعيم الصيني شي جين بينج

صرح الزعيم الصيني بأنه يستعد للحرب، ونسج موضوع الاستعداد للحرب في 4 خطابات منفصلة.. فهل يندلع الصراع؟


نشرت مجلة فورين أفيرز الأمريكية تحليلًا لخطابات الزعيم الصيني، شي جين بينج، منذ إعادة انتخابه رئيسًا للبلاد لولاية ثالثة.

وقالت المجلة إن شي بدا في أول خطاب له أنه يستعد لانطلاقة صناعية من جهة، وللنضال والصراع من جهة أخرى، وكرر ذلك في 4 خطابات، أحدها أمام مندوبي المؤتمر الاستشاري السياسي للحزب، واثنان أمام البرلمان، وواحد أمام القادة العسكريين.

استعدادات بكين للحرب

خلال تلك الخطابات، وصف شي المشهد الجيوسياسي الكئيب، وخص الولايات المتحدة على أنها خصم بلاده، وحث الشركات الخاصة على خدمة الأهداف العسكرية والاستراتيجية للصين، وجدد  رؤيته نحو توحيد تايوان والبر الرئيس على اعتباره أمرًا حيويًّا لنجاح سياسته، على حد وصف المجلة.

وأشارت المجلة، في تحليلها، يوم الأربعاء 29 مارس 2023، إلى وجود دلائل على استعدادات بكين للحرب، وأعلنت حكومة شي زيادة 7.2% في ميزانية الدفاع، ووضعت خططًا لجعل البلاد أقل اعتمادًا على واردات الحبوب الأجنبية. وفي الأشهر الأخيرة، كشفت بكين النقاب عن قوانين جديدة للجاهزية العسكرية، وملاجئ جديدة للغارات الجوية في مدن عبر مضيق تايوان، ومكاتب جديدة للتعبئة على مستوى البلاد.

قوانين جديدة للجاهزية العسكرية

وفق التحليل، أصدرت بكين قانونًا جديدًا في ديسمبر 2022، من شأنه تمكين جيش التحرير الشعبي (PLA) من تنشيط قواته الاحتياطية بسهولة أكبر، وإضفاء الطابع المؤسسي على نظام الجيش لتجديد القوات القتالية في حالة الحرب.

ولاحظ المحللان لايل جولدشتاين وناثان واشتر، أن مثل هذه الإجراءات تشير إلى أن شي قد يكون استخلص دروسًا بشأن التعبئة العسكرية من إخفاقات الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في أوكرانيا.

الحرب ليست مؤكدة

أشار الكاتب الأمريكي، جون بومفريت، في تقرير بمجلة فورين أفيرز الأمريكية، إلى أن القانون الذي يحكم جنود الاحتياط العسكريين ليس التغيير القانوني الوحيد، الذي يلمح إلى استعدادات بكين للحرب، ففي فبراير 2023، تبنت الهيئة العليا للمجلس الوطني لنواب الشعب قرارًا بشأن تعديل بعض أحكام قانون الإجراءات الجنائية للجيش في أثناء الحرب.

ووفق صحيفة الشعب الحكومية الصينية، فإن تعديل أحكام القانون يعطي اللجنة العسكرية صلاحية “الاختصاص، والدفاع والتمثيل، والإجراءات الإجبارية، والتحقيق، والادعاء، والمحاكمة، وتنفيذ الأحكام”. وعليه، يصبح القانون سلاحًا لاستهداف الأفراد الذين يعارضون الاستيلاء على تايوان، على حد وصف بومفريت.

وقد يستخدم جيش التحرير الشعبي هذا القانون أيضًا للمطالبة بسلطة قضائية قانونية على منطقة محتلة، مثل تايوان. أو أن تستخدمه بكين لإجبار المواطنين الصينيين على دعم قراراتها في زمن الحرب.

تعبئة الدفاع الوطني

أشار الكاتب الأمريكي إلى أنه منذ ديسمبر 2022، فتحت الحكومة الصينية أيضًا عددًا كبيرًا من مكاتب تعبئة الدفاع الوطني (مراكز التجنيد) في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك في بكين، وفوجيان، وهوبي، وهونان، ومنغوليا الداخلية، وشاندونغ، وشنغهاي، وسيشوان، والتبت، ووهان.

إضافة إلى ذلك، بدأت المدن في مقاطعة فوجيان، عبر المضيق من تايوان، في تحديث ملاجئ الغارات الجوية و بناء “مستشفى طوارئ في زمن الحرب”. في مارس الحالي، بدأت فوجيان والعديد من المدن الأخرى بحظر عناوين (IP) الخارجية من الوصول إلى مواقع الويب الحكومية، لعرقلة تتبع استعدادات الصين للحرب.

الجيش الصيني

الجيش الصيني

قائمة سوداء

أشار بومفريت إلى أنه من بين المقترحات، التي ناقشها المؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، هو وضع قائمة سوداء تشمل النشطاء المؤيدين للاستقلال والقادة السياسيين في تايوان. وقد أعد القائمة المدون القومي المتطرف، تشو شياو بينج، وهي تُبيح اغتيال الأفراد المدرجين في القائمة السوداء، من بينهم، نائب رئيس تايوان، وليام لاي تشينغ تي.

وصرح تشو، في وقت لاحق لصحيفة مينج باو، في هونج كونج، أن اقتراح تشو قبله المؤتمر، وأُحيل إلى السلطات المعنية للتقييم. ويرى بومفريت أن مقترحات تشو لا تأتي عن طريق الصدفة، ففي عام 2014، أشاد شي بتشو وبـ”الطاقة الإيجابية” التي يتمتع بها رجاله خاصة من ناحية مواجهة تايوان وواشنطن.

زيادة الميزانية العسكرية

أعلن رئيس مجلس الدولة المنتهية ولايته، لي كه تشيانج، في الاجتماعات التي انعقدت على دورتين، عن ميزانية عسكرية تبلغ 1.55 تريليون يوان (224.8 مليار دولار) لعام 2023، بزيادة قدرها 7.2% عن العام الماضي.

ويعتقد الخبراء الغربيون منذ فترة طويلة أن الصين لا تبلغ عن نفقاتها الدفاعية، لكن في عام 2021، زعمت بكين أنها أنفقت 209 مليارات دولار على الدفاع، لكن معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام قدّر الرقم الحقيقي عند 293.4 مليار دولار.

وراهن بومفريت على أنه الأرقام الحقيقية لنفقات بكين الدفاعية، تتجاوز الإنفاق العسكري لجميع حلفاء معاهدة المحيط الهادئ للولايات المتحدة مجتمعة (أستراليا واليابان والفلبين وكوريا الجنوبية وتايلاند)، وهو ما يدلل على أن نفقات الصين العسكرية أكثر بكثير مما تقول.

الزعيم الصيني شي جين بينج

الزعيم الصيني شي جين بينج

الحرب ليست مؤكدة

وقال الكاتب الأمريكي إنه من السابق لأوانه تأكيد ما تعنيه هذه التطورات خاصة أن الصراع ليس مؤكدا أو وشيكا. لكن هناك مؤشرات على أن القادة الصينيين يخططوا لصراع محتمل.

ويرى بومفريت أن شيئًا ما تغير في بكين لا يستطيع صانعو السياسات وقادة الأعمال في جميع أنحاء العالم تجاهله. مضيفا، إذا قال شي إنه مستعد للحرب، فسيكون من الحماقة عدم الأخذ في الاعتبار هذه الكلمة.

ربما يعجبك أيضا