الرسوم الجمركية على السيارات الكهربائية الصينية تثير جدلًا

أحمد السيد

أدت الرسوم الجمركية الأوروبية على السيارات الكهربائية الصينية إلى إثارة أزمات للشركات الكبرى العاملة في القطاع في الصين والاتحاد الأوروبي، وفق تقرير بلومبرج، اليوم الأحد 25 أغسطس 2024.

غزت الشركات الصينية أوروبا بعددٍ يتزايد من المركبات الكهربائية منخفضة الأسعار منذ عدة سنوات، وقادت حملة الصادرات هذه، شركة “بي واي دي” (BYD)، التي كانت بين أبرز رعاة آخر بطولات كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم، ومعها في ذلك شركة “إم جي” (MG)، صانعة السيارات التي تخصصت في منتصف القرن الماضي بمركبات رودستر خفيضة الهيكل، واليوم تصدّر سيارات لها باب خلفي يفتح لأعلى ومركبات رياضية متعددة الأغراض من الصين.

بدأ هذا الجهد بعدد قليل من السيارات في 2019 لكن ذلك ارتفع العام الماضي إلى 175 ألف سيارة، وفقًا لباحثين من شركة “داتا فورس” (Dataforce)، وهذا تحوّل كبير يتابعه بقلق أعضاء مجالس إدارة شركات “فولكس واجن” و”ستيلانتيس” (Stellantis)، مالكة علامات “جيب” و”فيات” و”بيجو”، وغيرها من شركات السيارات الأوروبية.

أسهمت الشركات الصينية بنحو 9% من إجمالي مبيعات المركبات الكهربائية في القارة العجوز خلال 2023.

وبرغم أن مبيعات المركبات الكهربائية ما تزال نسبتها صغيرة من سوق السيارات في أوروبا، فقد سجل عددها ارتفاعاً متسارعاً، إذ أن الاتحاد الأوروبي يعول على هذه التقنية لتعزيز الابتكار، خاصة مع اقتراب موعد التخلي عن سيارات الاحتراق الداخلي بحلول عام 2035.

طرح ذلك تحديًا لصانعي السياسات في الاتحاد الأوروبي، الذين يسعون في الوقت نفسه لحماية قطاع يوفر ملايين الوظائف مرتفعة الأجور خلال هذه الفترة الانتقالية.

خلص تحقيق من الاتحاد الأوروبي في مارس إلى أن الدعم الحكومي الصيني ساعد الشركات على بيع المركبات الكهربائية بأسعار منخفضة بشدة وقد أثر ذلك سلباً على المنافسة. لمواجهة هذا التحدي، أقر الاتحاد الأوروبي زيادةً مؤقتةً للتعرفة الجمركية تصل إلى 48%.

دخلت هذه الضوابط حيز التنفيذ في 5 يوليو، لكن شركات السيارات المصدّرة لن تضطر لدفع الرسوم فعلاً إلى أن تصبح هذه القواعد دائمة، وقد انعقد الأمر على أن يبدأ ذلك في نوفمبر.

إلا أن أوروبا ليست على قلب رجل واحد حيال هذا القرار، ما يثير تساؤلات حول مدى صوابية فرض هذه الرسوم، التي قد تشعل حرباً تجارية مع بكين، بالتزامن مع تباطؤ نمو مبيعات السيارات الكهربائية عالمياً، وهو ما زاد الضغوط على الشركات المصنعة في كل مكان.

لا تؤيد جميع شركات السيارات الأوروبية زيادة التعرفة، إذ تخشى رداً انتقامياً صينياً في سوق مهمة لديها، وأيضاً لأن السيارات الكهربائية التي تصنعها هذه الشركات في الصين ستتأثر هي الأخرى بالتعرفة.

قال الرئيس التنفيذي لشركة “بي إم دابليو” أوليفر زيبس، في مؤتمر عبر الهاتف في 5 أغسطس: “ستقودنا هذه الرسوم إلى طريق مسدود ولن تساعد في جعل المصنعين الأوروبيين أكثر تنافسية”.

ودخلت بروكسل في محادثات مع بكين بحثاً عن حلول أقل استفزازية لمعالجة مخاوفها، في وقت صعّدت فيه الصين حدة التوتر من خلال الردّ على التعريفات الجمركية الأوروبية بفتح تحقيق يستهدف صادرات لحم الخنزير من الاتحاد الأوروبي.

في حال الإخفاق في التوصل إلى اتفاق، ستصبح الرسوم الجمركية المؤقتة على السيارات الكهربائية الصينية دائمة بعد تصويت الدول الأعضاء، وهو أمر متوقع في أواخر أكتوبر.

ربما يعجبك أيضا