الركود يلوح في الأفق.. الأسواق العالمية تنهار وخسائر مليارية

عبدالرحمن طه
خسائر مليارية وانهيار الأسهم الأمريكية .. الأسباب والتداعيات

شهدت أسواق الأسهم العالمية بشكل عام، والأمريكية بشكل خاص خسائر مليارية بختام تعاملات الأسبوع الماضي، وسط تراجعات، هي الأعلى منذ جائحة فيروس كورونا، مع ظهور بيانات الوظائف ونتائج أقل من التوقعات للشركات.

كذلك تراجعت أسواق السلع وخاصة النفط والمعادن وسط ارتفاع حالة عدم اليقين عالميًا، حيث أثارت البيانات الاقتصادية الضعيفة مخاوف الركود، مع تضارب اتجاهات السياسة النقدية هذا الأسبوع بين الاقتصادات الكبرى.

الأسباب

كشفت بيانات وزارة العمل الأمريكية، أمس الجمعة 2 أغسطس 2024، عن أن الوظائف غير الزراعية زادت 114 ألف وظيفة في الشهر الماضي، وهو رقم أقل بكثير من متوسط ​​التوقعات البالغ 175 ألف وظيفة بحسب استطلاع أجرته رويترز لآراء خبراء الاقتصاد.

في حين زاد معدل البطالة إلى 4.3% وهو ما يقرب من أعلى مستوى في ثلاث سنوات، وهو ما زاد من المخاوف من تباطؤ الاقتصاد بوتيرة أسرع من المتوقع ومن أن يكون مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أخطأ عندما ثبت معدلات الفائدة في اجتماعه الذي اختتم يوم الأربعاء.

ومما زاد الضغط الهبوطي، نزول سهمي أمازون وإنتل بنسبة تقترب من الـ20% بعد نتائجهما الفصلية وتوقعاتهما المخيبة للآمال.

خسائر الأسهم الأمريكية

عند إغلاق التداولات، انخفض “داو جونز” بنسبة 1.5% أو 610 نقاط عند 39737 نقطة، لينهي المؤشر الصناعي سلسلة مكاسب امتدت لأربعة أسابيع، بعد تراجعه منذ بداية الأسبوع بنسبة 2.10%، بحسب بيانات “رويترز”.

فيما تراجع “إس آند بي 500” بنسبة 1.85% أو 100 نقطة عند 5346 نقطة، ليسجل المؤشر خسائر للأسبوع الثالث على التوالي، بعد انخفاضه خلال تعاملات الأسبوع بأكثر من 2%.

وهبط “ناسداك” بنسبة 2.45% أو 417 نقطة عند 16776 نقطة، ليواصل مؤشر التكنولوجيا تراجعه للأسبوع الثالث على التوالي، ويدخل نطاق التصحيح، بعد خسارته هذا الأسبوع بنسبة 3.35%.

الأسهم الأوروبية تزيد الخسائر

هبط مؤشر “ستوكس 600” الأوروبي بنسبة 2.75% عند 497.85 نقطة، ليسجل المؤشر الأوروبي خسائر أسبوعية 2.90%، كما تراجع مؤشر “داكس” الألماني بنسبة 2.35% عند 17661 نقطة، فيما انخفض “فوتسي 100” البريطاني بنسبة 1.3% عند 8174 نقطة.

وفي اليابان، هبط مؤشر “نيكي” بنسبة 5.8% أو ما يعادل 2216 نقطة إلى 35909 نقاط، فيما انخفض مؤشر “توبكس” الأوسع نطاقاً بنسبة 6.15% إلى 2537 نقطة، ليسجل كلا المؤشرين خسائر أسبوعية بلغت 4.65% و6% على التوالي.

بينما قفزت التوقعات بخفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في اجتماع الاحتياطي الفيدرالي في سبتمبر المقبل إلى 69.5% صعودا من 22% في الجلسة السابقة، وفقا لأداة “فيد ووتش” التابعة لمشغلة البورصات “سي إم إي”.

التداعيات

ارتفع مؤشر الخوف في وول ستريت -والذي يقيس التقلبات المتوقعة في سوق الأسهم الأمريكية- بأعلى وتيرة يومية منذ قرابة 3 سنوات، ونما بنسبة 58.45% إلى 29.46 نقطة.

في حين تزايد طلب المستثمرين في السوق الأمريكي على عقود الخيارات التي توفر لهم الحماية ضد انهيار الأسهم، مسجلًا أعلى مستوى منذ يناير عام 2022، بالتزامن مع الهبوط الحاد.

وارتفع مؤشر “فيفيكس سي بي أو إي- Cboe VVIX” الذي يقيس الطلب على عقود الخيارات المرتبطة بمؤشر “فيكس” أو “الخوف في وول ستريت” إلى ما يزيد على 150 نقطة، ملامسًا أعلى مستوى له منذ يناير 2022.

ماذا عن الذهب

لم يلعب الذهب دورًا في كونه الملاذ الآمن للمستثمرين، حيث انخفضت أسعار العقود الآجلة تسليم شهر ديسمبر بنسبة 0.45% أو 11 دولارًا عند 2469.8 دولار للأوقية، لكن المعدن الأصفر حقق مكاسب أسبوعية بنحو 1.75%.

وفي سوق النفط، انخفضت العقود الآجلة لخام برنت القياسي تسليم أكتوبر بنسبة 3.40% بما يعادل 2.71 دولار عند 76.81 دولار للبرميل، لتسجل خسائر أسبوعية بنسبة 4.30%.

فيما تراجع سعر خام نايمكس الأمريكي تسليم سبتمبر بنسبة 3.65% أو 2.79 دولار، عند 73.52 دولار للبرميل، ليسجل خسائر منذ بداية الأسبوع بنسبة 4.70%

ربما يعجبك أيضا