الرهائن الأمريكيون في غزة.. قضية مُهملة في خضم السباق الرئاسي

هل تتراجع قضية الرهائن الأمريكيين أمام الأجندة السياسية في واشنطن؟

أحمد عبد الحفيظ

في خضم السباق الرئاسي الأمريكي والانشغال الداخلي، تبرز قضية حاسمة يشعر الأمريكيون أنها ليست في الحسبان بالنسبة للقادة بالولايات المتحدة، وهي تخص أمريكيين مُحتجزين لدى حركة حماس الفلسطينية.

وقالت صحيفة “responsible state craft”، في تقرير نشرته الأربعاء 14 أغسطس 2024، إن 6 مواطنين أمريكيين لا يزالون ضمن الاحتجاز كرهائن لدى حماس في غزة، ورغم الجهود التي تبذلها إدارة بايدن لمنع اندلاع حرب إقليمية وضمان عودة هؤلاء الرهائن إلى ديارهم، فإن التوتر يتصاعد في المنطقة مع تعنت حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورفض حماس المشاركة في المحادثات.

مسألة ثانوية

رغم تعهد الرئيس بايدن بعدم التوقف حتى يعود جميع الرهائن، إلا أن الوقت يمر دون أي تقدم يذكر، فبينما يسعى نتنياهو لتحقيق “النصر الكامل” ضد حماس، يبدو أن مصير الرهائن قد أصبح مسألة ثانوية، سواء بالنسبة لنتنياهو أو لحماس.

ومع اغتيال إسرائيل لإسماعيل هنية بطهران، تزداد المسافة بين الحلول الدبلوماسية وإطلاق سراح الرهائن.

استمرار احتجاز الرهائن الأمريكيين

بالأمس، أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، عن مقتل رهينة إسرائيلي وإصابة اثنين آخرين في غارة جوية إسرائيلية، وفيما تواصل الولايات المتحدة جهودها لتحرير الأمريكيين المحتجزين ظلمًا في الخارج، مثل عمليات تبادل الأسرى مع روسيا، فإن 6 أمريكيين لا يزالون في قبضة حماس في غزة.

ورغم محاولات إدارة بايدن لمنع اندلاع حرب إقليمية وضمان إطلاق سراح الرهائن، فإن حماس ترفض الانخراط في المحادثات، بينما تتخذ حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو موقفًا أكثر صرامة.

النفوذ الأمريكي على إسرائيل

تتمتع واشنطن بنفوذ كبير على حكومة نتنياهو، مما يجعل من الضروري للرئيس بايدن أن يعطي أولوية قصوى لقضية الرهائن، وفي مكالمة أجراها الرئيس بايدن مع نتنياهو قبل أسبوعين، أكد دعم الولايات المتحدة لإسرائيل في مواجهة تهديدات حماس وحزب الله وإيران، دون الإشارة بشكل واضح إلى قضية الرهائن.

ورغم أن مفاوضات الرهائن غالبًا ما تتم خلف الكواليس، يظل التساؤل قائمًا عما إذا كانت قضية الرهائن قد أصبحت ثانوية في الأجندة الأمريكية.

أولوية الحرب على حساب الرهائن

من الواضح أن إطلاق سراح الرهائن ليس من أولويات حكومة نتنياهو، التي أبدت اهتمامًا ضئيلًا بقضية الرهائن سواء كانوا إسرائيليين أو من دول أخرى.

وبعد احتجاز حماس لـ10 رهائن أمريكيين في السابع من أكتوبر، قُتل 3 منهم على الفور، وتم إطلاق سراح 2 آخرين لاحقًا بوساطة دولية، لكن مع تزايد حدة النزاع، تراجعت فرص الوصول إلى حل دبلوماسي يضمن تحرير باقي الرهائن.

تعهدات بايدن.. هل تحققت؟

تعهد بايدن في نوفمبر بأنه لن يتوقف حتى يتم إطلاق سراح جميع الرهائن الأمريكيين، وفي مايو، اقترح خطة وقف إطلاق نار تشمل إطلاق سراح الرهائن في المرحلة الأولى منها، لكن هذه الخطة لم تنجح، وإسرائيل تبدو أبعد من أي وقت مضى عن تحقيق وقف لإطلاق النار.

ويلقي كثير من الأمريكيين اللوم على نتنياهو واعتبروه تجاوز الخطوط الحمراء الأمريكية، مفضلًا الاستمرار في حملته العسكرية على غزة رغم الانتقادات الدولية.

اغتيال زعيم حماس وتصاعد التوتر

أدى اغتيال إسرائيل لرئيس المكتب السياسي السابق لحماس إسماعيل هنية في إيران إلى تعقيد الجهود الدبلوماسية، مما يزيد من صعوبة التوصل إلى وقف إطلاق نار يمكن أن يضمن تحرير الرهائن.

ورغم امتلاك حماس القدرة على إطلاق سراح الرهائن، فمن غير المتوقع أن تفعل ذلك دون الحصول على مكاسب ملموسة.

ربما يعجبك أيضا