الزي الفلسطيني على لائحة التراث الثقافي لليونسكو

محمود

رؤية – محمد عبد الكريم

القدس المحتلة – لا تتوقف إسرائيل عن سرقة كل ما هو فلسطيني ومحاولة تزويره عبر التهويد الفج والفاضح، اخر محاولا القرصنة على التراث الفلسطيني، ألبس المنظمون لمسابقة ملكة جمال الكون المقامة في دولة الاحتلال، الشهر الجاري، بارتداء الأثواب الفلسطينية، ونشرت صورهن بالأثواب التراثية الفلسطينية ، وهن يعددن أطباقٍ فلسطينية متنوعة كورق العنب والمعمول الفلسطيني.

جاءت الصور المتداولة في ختام زيارة نظمها القائمون على مسابقة ملكة جمال الكون لمناطق فلسطينية عدة والتي بدأت في القدس المحتلة وزيارة لإحدى القرى البدوية، وانتهت في مدينة “إيلات” المبنية على أنقاض بلدة صيد الفلسطينية، التي كانت تسمى “أم الرشراش” قبل النكبة الفلسطينية عام 1948.

3 4

وكان مانديلا مانديلا، حفيد الزعيم الجنوب أفريقي الراحل نيلسون مانديلا، دعا الفائزات بملكة جمال جنوب أفريقيا السابقة إلى مقاطعة الحدث، احتجاجاً على نظام الفصل العنصري الإسرائيلي بحق الفلسطينيين، وأعلنت حكومة جنوب إفريقيا أنها “سحبت الدعم” عن ملكة جمال البلاد الحالية بسبب تمسّك القائمين على نشاطاتها بإشراكها في المسابقة، كما انسحبت ملكة جمال اليونان رافاييلا بلاستيرا من المسابقة، حسبما أعلنت الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل والتابعة لحركة المقاطعة وسحب الاستثمارات “بي دي أس”، فيما أعلنت ماليزيا أنها لن ترسل متسابقتها لإسرائيل للسبب ذاته.

امس الأربعاء، اعتمدت اللجنة الدولية لحماية التراث الثقافي غير المادي في “اليونسكو”، إدراج “فن التطريز في فلسطين: الممارسات، والمهارات، والمعارف، والطقوس” في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية.

واللباس التقليدي الفلسطيني التي هي جزء من ثقافة الشعب الفلسطيني وتراثه الشعبي على امتداد تواجده في فلسطين التاريخية وعلى مر التاريخ الذي بدأ مع أول هجرة كنعانية عربية قبل 5 آلاف سنة مضت.

ويأتي هذا القرار، في ظل الهجمة الإسرائيلية الشرسة على كل ما يندرج تحت التراث الفلسطيني بما يشمل الثوب والتطريز الفلسطيني.

ويعتبر فن التطريز من الفنون الشعبية الفلسطينية المتوارثة عبر الأجيال، والتي تطورت مع مرور الزمن إلى حرفة؛ فأصبحت مورد رزق لفئة كبيرة من النساء في فلسطين؛ حيث توفرت فيها خصائص تتلاءم مع البيئة الاجتماعية والاقتصادية للمجتمع الفلسطيني. وقد رافق هذا التطور ابتكار نماذج جديدة ذات قيم جمالية عالية مستوحاة من أصالة هذه الحرفة.

2 13

كان الثوب الفلسطيني المطرز جزءا من الصراع الذي انتقل من الساحة العسكرية إلى مساحة القماش، وتحديدا بعد سعى الاحتلال الإسرائيلي لاغتصاب الزي بدلالته ورمزيته الحقيقية والمعنوية، عندما اختارت شركة الطيران الإسرائيلية الزي المطرز زيا رسميا لمضيفات “العال”.

ومن هنا دخل الزي ساحة المعركة والصراع بأدوات جديدة، ودخل منصة العمل السياسي بلغة وخطاب جديدين، وفق حرب استبدلت الرمزيات التراثية وعلاماتها بالرصاص، للدفاع عن كينونتها.

وكان ظهور رشيدة طليب بالثوب الفلسطيني المطرز بعيد فوزها بالانتخابات التي أوصلتها للكونغرس الأميركي مدعاة لطرح السؤال مرة أخرى.

يقول باحثون إن حركات التحرر تميل إلى التحصن بتراثها الذي تنظر إليه بنوع من الرومانسية والحنين للماضي، وأن الزي الفلسطيني تجاوز فكرته الوظيفية -لباسا تزيينيا- إلى مدونة للكفاح وإبراز الهوية.

لعبة الزي في الصراع ليست جديدة، ففي عام 1936 عندما نظم الشعب الفلسطيني أطول إضراب في التاريخ ضد الاستعمار الإنجليزي، وجرى ملاحقة الثوار الذين كانوا يعتمرون الكوفية (المرقطة)، ارتدى جميع الرجال والشباب تلك الكوفية لتضليل جنود المستعمر، وبقيت الكوفية رمزيةً للنضال.

.

ربما يعجبك أيضا