السعودية تؤكد التزامها بتلبية متطلبات الهند من النفط الخام

شيرين صبحي

رؤية

نيودلهي- أكدت السعودية التزامها بتلبية متطلبات الهند من النفط الخام، ضمن محاولة نيودلهي تخفيف خفض الإنتاج العالمي لكبح جماح ارتفاع أسعار النفط.

وقال سفير المملكة لدى الهند، سعود بن محمد الساطي، إن السعودية استثمرت في الهند بقيمة 2.81 مليار دولار أميركي عام 2020، وتتطلع إلى زخم أكبر في العلاقات الاقتصادية الثنائية في مجالات مثل النفط والطاقة المتجددة وتكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي.

وأوضح وزير النفط الهندي، دارمندرا برادان، أن المملكة ملتزمة بتلبية متطلبات بلاده من النفط والمنتجات النفطية، وقد تعزّز التعاون بين البلدين بشكل أكبر خلال الاتصالات الأخيرة والمستمرة مع وزير الطاقة السعودي، الأمير عبدالعزيز بن سلمان، حسبما نشره موقع “إيكونوميك تايمز”، اليوم الإثنين.

وجاءت تعليقات الوزير الهندي ردًا على سؤال حول موقف السعودية من الضغط على الهند من أجل تخفيف تخفيضات إنتاج النفط الخام من قبل تحالف أوبك+.

قال السفير سعود الساطي، في حديثه عن رؤية وإستراتيجية السعودية 2030 (وهي برنامج طموح يهدف إلى نقل اقتصاد البلاد بعيدًا عن اعتماده على أرباح النفط)، إن الإستراتيجية تنصّ على توسيع المشاركة الاقتصادية مع الهند والشركاء الإستراتيجيين الآخرين، وفقا لمنصة “الطاقة”.

وأكد أن عدد الشركات الهندية المستثمرة والعاملة في السعودية يتزايد، وفي العام الماضي، أُصْدِر 44 ترخيصًا جديدًا للاستثمارات الهندية.

وتابع: “السعودية لديها أيضًا أعلى زيادة في الاستثمار الأجنبي المباشر إلى الهند في عام 2020، باستثمارات بقيمة 2.81 مليار دولار أميركي”.

الطاقة المتجددة والذكاء الاصطناعي

قال الساطي، إن الجميع يتحرك في الوقت الحالي لاستئناف الحياة الطبيعية والانفتاح الكامل مرة أخرى في جميع الاقتصادات، بعد التأثّر الكبير بسبب تفشّي وباء كورونا، وسنبني على التقدّم المحرَز، وسيكون هناك زخم أكبر لتعاوننا الاقتصادي والاستثمارات المتبادلة خاصة في قطاع الطاقة المتجددة وتكنولوجيا المعلومات، والذكاء الاصطناعي.

وأضاف أن شراكة السعودية الإستراتيجية مع الهند تتسع لتشمل مجالات متنوعة، ويبرز التعاون الصحي واحدًا من أهم جوانب العلاقات.

وقال: “إن التعاون الصحي سيستمر بصفته مجالًا مهمًا للتركيز بتعاوننا الثنائي، في أعقاب الوباء وتأثيره الاقتصادي والاجتماعي والصحي، استمر تعاوننا في النمو”.

السعودية تدعم الهند في أزمة كورونا

قال الساطي، إن المملكة حافظت على سلاسل التوريد للسلع والمنتجات الطبية ذات الصلة دون انقطاع، على الرغم من تفشّي وباء كورونا، وسهلت توريد الأكسجين الطبي إلى مختلف الكيانات في الهند.

وتابع: “سنواصل تقديم جميع أشكال الدعم الممكن إلى الهند للتغلب على وباء كورونا، ونحن واثقون من قدرتها على تجاوز المحنة، والقدرة على التعامل مع التحدي الحالي”.

جدير بالذكر أنه خلال الزيارة التي قام بها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى الهند عام 2019، وافقت السعودية على مواءمة رؤية 2030 وبرامجها الـ13 لتحقيق الرؤية مع مبادرات الهند مثل”صنع في الهند” وستارت آب إنديا” و” المدن الذكية” و”الهند الرقمية “.

في فبراير/شباط من عام 2019، أعلن الأمير محمد بن سلمان أن السعودية تستثمر أكثر من 100 مليار دولار في الهند بمجال البتروكيماويات والتكرير والبنية التحتية والتعدين والتصنيع والزراعة والعديد من القطاعات الأخرى.

وأضاف: “في سعينا لإصلاح وتحقيق أهدافنا الإستراتيجية لرؤية 2030، أوجدنا فرصًا هائلة وبيئة أعمال مواتية لشركائنا الإستراتيجيين”.

وقال، إنه في السنوات الـ5 الماضية، زادت الإيرادات غير النفطية للسعودية بنسبة 222%، بينما ارتفع معدل تطور الخدمات الحكومية الرقمية من 60% إلى 81.3%، وزادت مشاركة المرأة السعودية في القوى العاملة من 19.4% إلى 33.2%.

وأوضح أن توقعات صندوق النقد الدولي رسمت صورة إيجابية، حيث يُقدّر نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للسعودية عند 4.8%، وتعافي نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي غير النفطي عند 3.6%، ونمو إجمالي الناتج المحلي النفطي الحقيقي 6.8%، في عام 2022.

مكافحة التغيّر المناخي

قال الساطي: “تأمل السعودية في الحصول على 50% من طاقتها الكهربائية من مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2030”.

وتأتي هذه الرغبة ضمن المبادرات الخضراء للمملكة لتقليل انبعاثات الكربون، ومكافحة التلوث، وتحقيق الحياد الكربوني.

وقال السفير، إن السنوات الـ 5 الماضية شهدت تغيّرات هائلة في السعودية، حيث تمرّ البلاد بتحوّل تاريخي.

وأضاف أن المملكة لديها إجراءات إدارية مبسّطة ومشاركة بيانات بين مختلف الكيانات، مما يتيح للمستثمرين وروّاد الأعمال بدء أعمالهم إلكترونيًا.

ربما يعجبك أيضا