باكستان تكافح للسيطرة على الفيضانات وكوارث تغير المناخ

بسام عباس

باكستان تواجه واحدة من أسوأ الكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ منذ سنوات ما يسلط الضوء على التفاوت الصارخ بين البلدان التي تعد أكبر مساهم في الظاهرة، وتلك التي تتحمل العبء الأكبر من تأثيرها.


تخوض السلطات الباكستانية سباقًا يائسًا مع الزمن لخفض مستويات المياه في بحيرة مانشار، أكبر بحيرة في البلاد، خشية أن يؤدي ارتفاع منسوب المياه لإغراق المناطق المجاورة.

وأوضح تقرير نشرته شبكة “سي إن إن“، يوم أمس الأربعاء 7 سبتمبر 2022، أن الفيضانات الناجمة عن ارتفاع منسوب المياه في بحيرة مانشار، في إقليم السند الجنوبي الشرقي، أدت إلى نزوح نحو 100 ألف شخص من منازلهم، وانهيار ضفاف البحيرة، ما أغرق المناطق المحيطة.

محاولات حثيثة لإنقاذ البلاد من الفيضانات

في محاولة لتجنب غرق البلاد، عملت الجهات المعنية على تصريف مياه الفيضانات مرتين، الأحد الماضي، إلى مناطق أقل كثافة سكانية، لإنقاذ المناطق ذات الكثافة السكانية العالية من تجمع مياه الفيضانات.

وصرَّح وزير الري في إقليم السند، جام خان شورو، لشبكة “سي إن إن”، يوم الأربعاء، إن الفيضانات أثرت في نحو 135 ألف شخص. وأضاف أن هذه الخطوة ضرورية لتجنب الفيضانات في منطقة دادو التي يقطنها نحو 1.55 مليون شخص، ويساعد في إنقاذ المزيد من التجمعات السكانية، ويقلل من مستويات المياه في المناطق الأخرى الأكثر تضررًا.

وأشار شورو إلى تجنيد الجيش والبحرية للمساعدة في جهود الإغاثة، وأن السلطات تتواصل مع المسؤولين في القرى. من جانبه، قال رئيس وزراء السند، مراد علي شاه، إنه لا يريد تصريف مياه البحيرة، ولكن إذا لم تقم السلطات بهذه الخطوة، فإن المدن التي تبعد 100 كيلومتر من البحيرة ستتعرض للخطر.

جهود الإغاثة لا تواكب تفاقم الأوضاع

قالت وكالة إدارة الكوارث الوطنية الباكستانية إن الفيضانات أثرت في قرابة 33 مليون شخص، وأودت بحياة نحو 1314 شخصًا على الأقل، بينهم 458 طفلًا، وفقًا لتقرير شبكة بي بي سي البريطانية. وتشير التقديرات إلى أن الفيضانات تسببت في أضرار لا تقل عن 10 مليارات دولار.

وقال المسؤولون إن ما يزيد قليلًا عن ربع مليون شخص موجودون في ملاجئ، وهو جزء بسيط من 33 مليون باكستاني متضرر. ولا تستطيع جهود الإغاثة مواكبة تفاقم الأوضاع، بسبب قلة الموارد، وتعرقل البنية التحتية المتضررة عمليات الإغاثة والإنقاذ، فبعض الطرق في إقليم السند، إما انهارت أو غمرتها المياه.

صور الأقمار الصناعية تنذر بكارثة

تُظهر صور الأقمار الصناعية الجديدة من مختبرات وكالة الفضاء الأوروبية كيف تضخمت البحيرة خلال الشهرين الماضيين في منطقة تغطي مئات الكيلومترات المربعة، بعد مستويات قياسية من الأمطار. وما كان في السابق جزرًا وشبه جزيرة في البحيرة اختفى وابتلعت الأراضي المحيطة، وفقًا لتقرير شبكة “سي إن إن.”

وتكشف صور الأقمار الصناعية أيضًا أنه على الرغم من عمليات التصريف، فإن مستويات المياه في البحيرة لا تزال مرتفعة بقدر خطير، ما يشير إلى أن الكارثة ستضرب سكان القرى المجاورة بشدة.

كوارث طبيعية بسبب تغير المناخ

قال تقرير شبكة “بي بي سي” إن باكستان تواجه واحدة من أسوأ الكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ منذ سنوات، فهطول الأمطار الغزيرة وذوبان الأنهار الجليدية في الجبال الشمالية للبلاد تسبب في حدوث فيضانات مدمرة. وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) إن المزيد من الأطفال معرضون لخطر الموت من المرض بسبب نقص المياه النظيفة.

وسلطت الكارثة الضوء على التفاوت الصارخ بين البلدان التي تعد أكبر مساهم في تغير المناخ، وتلك التي تتحمل العبء الأكبر من تأثيره. وتنتج باكستان أقل من 1% من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية، ولكن جغرافيتها تجعلها شديدة التأثر بتغير المناخ، بحسب “بي بي سي”.

ربما يعجبك أيضا