السنوار يُغيّر قواعد اللعبة.. ما سر قوته وتأثيره على صفقة الأسرى؟

«السنوار يقلب الموازين».. ما تأثيره على صفقة الأسرى؟

شروق صبري
يحي السنوار

كيف أصبح سينوار أقوى رغم التوقعات بانهياره، وما تأثير ذلك على المفاوضات الإسرائيلية المتعلقة بصفقة الأسرى ومستقبل غزة؟


في ظل الترقب الإسرائيلي للرد الإيراني وحزب الله على اغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي السابق لحماس، وفؤاد شكر، رئيس أركان حزب الله السابق، تستمر المفاوضات لإبرام صفقة لتحرير المختطفين.

تحدث رئيس قسم الأسرى والمفقودين السابق في الموساد، رامي إيجرا، اليوم الأحد 11 أغسطس 2024، في مقابلة مع إذاعة 103FM بشأن هذه المفاوضات، وأوضح أنه يشعر بالألم وهو يدافع عن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لكنه في نفس الوقت يعتقد أن الوضع الحالي لا يعتمد بشكل كامل عليه.

حماس والسياسة العالمية

أضاف إيجرا: “يحيى السنوار رئيس حماس المنتخب خلفًا للراحل اسماعيل هنية، لا يريد صفقة في الوقت الحالي، وليس لديه أي سبب لإبرام صفقة، لقد أصبح أقوى، ولم يضعف كما كان يتوقع البعض، وجرى تعيينه قائدًا لكل شيء في حماس، من جهة أخرى، عندما ينظر إلى العالم، يرى أن الأمور تسير كما أراد”.

وأوضح إيجرا أن المحور المعادي لإسرائيل بدأ يتحرك ضدها، ليس فقط المحور الإقليمي، بل أيضًا العالم الغربي والولايات المتحدة، التي تعمل على خلق مواقف تضع إسرائيل في زاوية حرجة، إذا تمكن السينوار من التوصل إلى وقف للقتال مع استمرار وجود حماس في غزة دون الحاجة لإبرام صفقة، فإن ذلك لن يكون قرارًا يعتمد على نتنياهو أو إسرائيل.

وأضاف أن إسرائيل إذا لم تقدم بديلًا حكوميًا حقيقيًا لحماس في غزة، فإن حماس ستستمر في الحكم، والسنوار أثبت ذلك من خلال تعيينه رئيسًا للمكتب السياسي، وقرار إسرائيل بالاستهداف المباشر لهنية يشير إلى فهمها أن المفاوضات معه عقيمة، وأن السنوار هو الوحيد الذي يتخذ القرارات.

الصفقة المقترحة “كابوس لإسرائيل”

أشار إيجرا إلى أن رئيس الوزراء وافق على صفقة وصفها بـ”الفظيعة” بالنسبة لإسرائيل، مشيرًَا إلى أن موافقته جاءت تحت ضغط شعبي ودولي، وأضاف أن الصفقة المحتملة ستؤدي إلى عودة عدد قليل جدًا من الأسرى أحياء، مما يعني عمليًا حسم مصير الآخرين.

وأوضح أن هذه الصفقة ستعيد حماس كقوة حاكمة في غزة، وستعزز بشكل كبير من مكانة الجهاد الإسلامي، لكن إسرائيل إذا وافقت على هذه الصفقة، فإنها ستستعيد فقط جزءاً صغيرًا من الأسرى، وتساءل: “من سينقذ باقي الأسرى الذين لديهم أيضًا عائلات؟ ماذا يمكننا أن نقدم لهم؟ ليس لدينا ما نقدمه، الخيار الوحيد المتبقي هو رفع الراية البيضاء والاستسلام لاستمرار وجود حماس“.

موقف حماس المتشدد

ولفت إيجرا إلى إن حماس ملتزمة بتدمير إسرائيل، ولا يمكن أن توافق حماس على السماح لإسرائيل بمحاربتها في وقت تستمر فيه في العمل لتحقيق هدفها النهائي.

ورغم أن إسرائيل قد تمكنت من ضرب حماس عسكريًا، فإن حماس لا تزال تجند قواتها وتسيطر على الأرض، وأن إسرائيل هي التي سمحت لهم بأن يكونوا القوة الحاكمة في غزة، طالما استمر هذا الوضع، فإن حماس ليس لديها أي سبب للدخول في صفقة.

مستقبل العلاقة مع الفلسطينيين

اختتم إيجرا حديثه بالإشارة إلى أن الوضع الحالي يتطلب من إسرائيل اتخاذ خيارات صعبة، وأن الخيارات المتاحة كلها سيئة، وأوضح أنه لا يرى قدرة الولايات المتحدة على تحقيق نجاح كبير في الشرق الأوسط.

وأضاف أن الشخصيات السياسية المتشددة في الحكومة الإسرائيلية، مثل وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، لن تسمح بتحقيق ذلك، وهو ما وصفه بأنه خطأ كبير من نتنياهو.

ربما يعجبك أيضا