السودان على شفا صراع مسلح بين الجيش والدعم السريع

اتهم الجيش السوداني، اليوم الخميس 13 إبريل 2023، قوات الدعم السريع بتعبئة قوات في الخرطوم ومدن أخرى دون إخطاره.

وحذر الجيش، في بيان أصدره عبر صفحته الرسمية على موقع “فيسبوك”، في وقت مبكر اليوم، من أن تعبئة القوات دون تنسيق معه قد يؤدي إلى صراع مسلح بين الجهتين، وهو ما نفته قوات الدعم السريع.

ناقوس الخطر

قال الجيش السوداني، في البيان، إن القوات المسلحة يقع على عاتقها، دستورًا وقانونًا، حفظ وصون أمن وسلامة البلاد، يعاونها في ذلك أجهزة الدولة المختلفة، ونظمت القوانين كيفية تقديم هذا العون.

وأضاف أنه “بناءً على ذلك، وجب علينا أن ندق ناقوس الخطر، بأن بلادنا تمر بمنعطف تاريخي وخطير، وتزداد مخاطره بتحشيد قيادة قوات الدعم السريع القوات والانفتاح داخل العاصمة وبعض المدن”.

تجاوز القانون

أوضح البيان أن “هذه التحركات والانفتاحات تمت دون موافقة قيادة القوات المسلحة، أو مجرد التنسيق معها، ما أثار الهلع والخوف في أوساط المواطنين، وفاقم من المخاطر الأمنية، وزاد من التوتر بين القوات النظامية”.

وتابع أنه “لم تنقطع محاولات القوات المسلحة في إيجاد الحلول السلمية لهذه التجاوزات، حفاظًا على الطمأنينة العامة وعدم الرغبة في نشوب صراع مسلح يقضي على الأخضر واليابس”، محذرًا من أن هذه الانفتاحات وإعادة تمركز القوات يخالف مهام ونظام عمل قوات الدعم السريع، وفيه تجاوز واضح للقانون.

انفراط عقد الأمن في السودان

شدد البيان على أن تحركات قوات الدعم السريع تعد مخالفة لتوجيهات اللجان الأمنية المركزية والولائية، واستمرارها سيؤدي حتمًا إلى المزيد من الانقسامات والتوترات التي قد تقود إلى انفراط عقد الأمن بالبلاد.

وجدد الجيش السوداني، خلال البيان، تمسك القوات المسلحة بما جرى التوافق عليه في دعم الانتقال السياسي، وفقًا لما جاء في الاتفاق الإطاري، محذرًا القوى السياسية من مخاطر المزايدة بمواقف القوات المسلحة، التي قال إنها لم تبخل في سبيل تحقيقها بتقديم المهج والأرواح رخيصة لينعم السودان بالأمن والاستقرار.

اقرأ أيضًا| السودان يفرض حظر التجوال في غرب دارفور

اقرأ أيضًا| قائد قوات الدعم السريع: ملتزمون بالاندماج في الجيش السوداني

لتحقيق الأمن والاستقرار

قالت قوات الدعم السريع، التي يقودها نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي، محمد حمدان دقلو، في بيان، إن مزاعم تنفيذها أعمالًا حربية تجاه مطار مروي بـ”الكاذبة والمضللة”، لافتةً إلى أن وجود الدعم السريع في مدينة مروي يأتي ضمن وجودها في بقية الولايات في إطار تأدية مهامها وواجباتها التي تمتد حتى الصحراء.

وذكر البيان أن الدعم السريع قوات قومية تضطلع بعدد من المهام والواجبات الوطنية، التي كفلها لها القانون، مضيفًا أنها تنتشر وتتنقل في كل أرجاء الوطن، من أجل تحقيق الأمن والاستقرار، ومحاربة ظواهر الاتجار بالبشر، والهجرة غير الشرعية، ومكافحة التهريب والمخدرات، والجريمة العابرة والتصدي لعصابات النهب المسلح أينما وجدت.

الإصلاح داخل مؤسسة الجيش

نقل تقرير لوكالة أنباء رويترز عن مصادر سياسية وعسكرية، أن التوترات بين الجيش وقوات الدعم السريع برزت على السطح في الأسابيع الماضية، بشأن الجدول الزمني المقترح لدمج القواتين.

وحسب المصادر، فإن الجيش يريد تحديد المدة بعامين، في حين تقول قوات الدعم السريع إن الأمر يحتاج إلى 10 سنوات، وإن إعادة الهيكلة يجب أن تشمل الإصلاح داخل مؤسسة الجيش.

مجلس مشترك لقادة الجيش والدعم

وحسب ما جاء في التقرير نفسه، فإن القيادة المؤقتة للجيش هي موضع خلاف آخر بين الجانبين، وتقترح قوات الدعم السريع ضم الرئيس المدني المقبل لمجلس السيادة، بموجب الاتفاق، إلى مجلس مشترك لقادة الجيش وقوات الدعم السريع.

وحسب هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، قال مسؤول في قوات الدّعم السريع، إن قائدها حميدتي قرر نقل مدرعات حربية من ولاية شمال دارفور إلى الخرطوم، تحسباً لأي طارئ. وحشد الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في الأسابيع الأخيرة قواتهما في العاصمة الخرطوم.