السياسة الأوروبية الجديدة.. الانقسام سيد الموقف

أوروبا تواجه المخاطر... الأصوات في فرنسا والمملكة المتحدة تُظهر انقسام الأوروبيين

بسام عباس
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون

تُعد الهجرة والسياسات البيئية وفواتير الكهرباء والأجور المنخفضة وخدمات الرعاية الصحية المرهقة بين مصادر سخط مواطني الدول الأوروبية على أداء النظام السياسي.

وأدى الانقسام السياسي إلى أن تكون دول، مثل فرنسا وألمانيا وإسبانيا وهولندا، أقل قابلية للحكم، في وقت تتزايد فيه الضغوط الجيوسياسية على أوروبا.

الانقسام سيد الموقف

قالت صحيفة وول ستريت جورنال، في تقرير نشرته الثلاثاء 9 يوليو 2024، إن فرنسا والمملكة المتحدة تحديتا النظرية القائلة إنّ السياسة الأوروبية تتحول، بصورة حاسمة، نحو مناهضة الهجرة، فقد كشفت نتائج الانتخابات الأخيرة، عن أنّ الانقسام سيد الموقف، فيما تضاعفت الانقسامات في المجتمعات الأوروبية، ما جعل من الصعب على القادة أن يجمعوا أغلبية حاكمة متماسكة.

وأضافت أن انقسام الجمعية الوطنية الجديدة في فرنسا سيجعل تشكيل الحكومة أكثر صعوبة من أي وقت مضى، منذ إنشاء الجمهورية الخامسة في عام 1958، ومن غير المرجح أن تتمكن أيّ حكومة متعددة الأحزاب من المحافظة على تماسكها، باستثناء المعارضة المشتركة لحزب التجمع الوطني اليميني المتطرف، بزعامة مارين لوبان.

أما في المملكة المتحدة، ففاز حزب العمال، بما يقرب من ثلثي مقاعد مجلس العموم بنحو ثلث الأصوات، وفاز الحزبان اللذان هيمنا فترة طويلة في بريطانيا، حزب العمل وحزب المحافظين، بما يزيد قليلاً على 57% من الأصوات، وهي أدنى حصة لهما مجتمعين منذ أكثر من قرن من الزمان.

رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر

رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر

 الأمريكيون ليسوا سعداء

كشفت الصحيفة، عن أن الحزبين الأساسيين في الولايات المتحدة حافظا على هيمنتهما على النظام الانتخابي، وتجنّبا تفتيت الديمقراطيات البرلمانية في أوروبا، لكن بدلاً من ذلك، فإن الانقسامات نفسها تحدث داخل الحزبين الجمهوري والديمقراطي، بما في ذلك التنافس بين الفصائل المؤسسة والفصائل المناهضة للمؤسسة.

وأضافت أن الناخبين الأمريكيين ليسوا أكثر سعادة من الأوروبيين بشأن الخيارات السياسية التي يعرضونها، الرئيس السابق دونالد ترامب والرئيس بايدن هما المرشحان الأقل شعبية منذ 30 عامًا على الأقل، وفقًا لمسح أجراه مركز “بيو” للأبحاث نُشر في يونيو الماضي.

المستشار الألماني أولاف شولتس

المستشار الألماني أولاف شولتس

انقسام الناخبين في ألمانيا

تُظهِر ألمانيا مدى صعوبة الحكم عندما ينقسم الناخبون بين أحزاب راسخة وأحزاب ناشئة، ومعتدلة ومتطرفة، ويقود المستشار أولاف شولتس ائتلافًا منقسمًا يضم الديمقراطيين الاشتراكيين من يسار الوسط، والديمقراطيين الأحرار المؤيدين لقطاع الأعمال، والخضر الذين أغرقتهم تناقضاتهم في صراع مستمر على الأولويات.

ومن ناحية أخرى، نجح حزب البديل من أجل ألمانيا، من أحزاب أقصى اليمين، في ترسيخ نفسه كجزء من المشهد السياسي في البلاد، رغم المحاولات التي بذلها بعض مسؤوليه لإعادة تأهيل صورة الرايخ الثالث، ولا يزال حزب البديل من أجل ألمانيا غير مستساغ شريكًا في الائتلاف بالنسبة إلى معظم الألمان.

ماري لوبان

ماري لوبان

هل تصبح فرنسا مثل إيطاليا؟

أما في فرنسا فقد أظهرت نتائج الانتخابات الفرنسية يوم الأحد الماضي أن أغلبية الناخبين ما زالت تنظر إلى حزب التجمع الوطني، كونه قوة متطرفة خطيرة، بما في ذلك موقفه تجاه الأقليات المسلمة والاتحاد الأوروبي، لقد صوت الكثيرون لأحزاب تتراوح بين الوسط وأقصى اليسار، لمنع حزب التجمع الوطني من الفوز بالسلطة.

وقالت الصحيفة إنّ فرنسا قد تُضطر الآن إلى إيجاد معادل لماريو دراجي، الرئيس السابق للبنك المركزي الأوروبي، والذي قاد الحكومة الإيطالية المتباينة، متعددة الأحزاب، بعد الوباء. ومع ذلك، لا يوجد مرشح واضح في فرنسا يحظى باحترام مماثل.

وأضافت أنه بعد انهيار ائتلاف دراجي، ذهب الفوز في الانتخابات في عام 2022 إلى اليمين المناهض للهجرة في إيطاليا، بقيادة رئيسة الوزراء الحالية جيورجيا ميلوني. ويقول عدد من المراقبين الفرنسيين إنّ حكومة متعددة الأحزاب ومتذبذبة يمكن أن تعزز حضور لوبان في الانتخابات الرئاسية المقبلة في البلاد في عام 2027.

ربما يعجبك أيضا