السياسة الخارجية الإيرانية: ماذا سيغير الرئيس الجديد؟

ما الذي يمكن لـ«مسعود بيزشكيان» تحقيقه من تعهداته الداخلية والخارجية؟

بسام عباس
بيزشكيان بين أنصاره يحتفلون بالفوز

بدعم من نسبة المشاركة المنخفضة القياسية والإحباط العميق تجاه الطبقة الحاكمة في إيران، هَزَمَ المرشح الإصلاحي غير المعروف مسعود بيزشكيان منافسه المحافظ المتشدد سعيد جليلي ليصبح الرئيس التاسع لإيران.

وحصد بيزشكيان، الطبيب الجراح، أكثر من 16 مليون صوت (53,6%) من أصل 30 مليونًا، وفق السلطات الانتخابية، واستفاد من دعم الائتلاف الرئيسي للإصلاحيين في إيران، وأيّده غالبية الإيرانيين خشية سيطرة مطلقة للمحافظين المتشددين على البلاد.

إصلاح معتدل

قالت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، السبت 6 يوليو 2024، إن بيزشكيان، دافع من أجل إصلاح معتدل ولكن دون تحدي نظام الحكم الثيوقراطي في البلاد تحت حكم آية الله علي خامنئي، المرشد الأعلى لإيران، ودعا خلال حملته الانتخابية إلى “علاقات بناءة” مع واشنطن والدول الأوروبية “بغية إخراج إيران من عزلتها”.

وأثناء حملته الانتخابية للرئاسة، دعا إلى تخفيف بعض القيود الاجتماعية والتعامل مع الولايات المتحدة بشأن البرنامج النووي الإيراني لرفع العقوبات التي أصابت الاقتصاد بالشلل، ويستشهد أنصار بيزشكيان بتراثه باعتباره أذربيجانيًا، وهي إحدى الأقليات العرقية في إيران، كأحد الأسباب التي تجعلهم يقولون إنه يستطيع العمل كقوة موحدة في البلاد.

وبعد فوزه أمس السبت، خاطب بيزشكيان الشعب الإيراني في بيان نشره على موقع X قائلاً: “هذه مجرد بداية تعاوننا أمد يدي إليكم وأقسم بشرفي أنني لن أتخلى عنكم في هذا الطريق”، متعهدًا بسد “الفجوة” بين الشعب الإيراني والحكومة: “سأبذل قصارى جهدي للنظر إلى أولئك الذين لم يراهم الأقوياء والذين لم تُسمع أصواتهم”.

أنصار بيزشكيان يهتفون خلال مسيرة انتخابية

أنصار بيزشكيان يهتفون خلال مسيرة انتخابية

تعهدات داخلية وخارجية

أوضحت الصحيفة أن بيزشكيان تعهد ببذل جهود لإحياء الاتفاق المبرم في العام 2015 بشأن النووي الإيراني مع القوى الدولية ومن بينها الولايات المتحدة. وكان الاتفاق يفرض قيودًا على الأنشطة النووية الإيرانية مقابل تخفيف للعقوبات، ووقفت المفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني أمام أفق مسدود بعد الانسحاب الأحادي للولايات المتحدة من الاتفاق في العام 2018.

وعلى الصعيد الداخلي، تعهد بيزشكيان برفع القيود المفروضة على الإنترنت، وأعلن معارضته “بالكامل” دوريات شرطة الأخلاق المكلفة بالتثبت من تقيّد النساء بإلزامية الحجاب، ودعا إلى تمثيل حكومي أوسع نطاقًا للنساء وللأقليات الدينية والإثنية خصوصا الأكراد والبلوش، كما وعد بخفض التضخّم الذي يسجّل حاليًا نسبة تقارب 40%.

ولا يزال العديد من الإيرانيين يعانون من القمع الحكومي الوحشي للاحتجاجات التي اندلعت في أنحاء البلاد عام 2022، في أعقاب وفاة “ماهسا أميني”، أثناء احتجازها من قبل “شرطة الأخلاق” المكروهة على نطاق واسع، ووسط الاضطرابات الاجتماعية المتصاعدة والأزمة الاقتصادية المتفاقمة، تميزت الحملة الرئاسية ببعض الاعتراف النادر بالتحديات التي تواجهها الطبقة الحاكمة في البلاد.

عراقيل المحافظين

أوضح محلل الشؤون الإيرانية وعميد جامعة ميسوري للعلوم والتكنولوجيا، مهرزاد بروجردي، أن فوز بيزشكيان يظهر أنه كان قادرًا على توسيع قاعدة دعمه، من خلال الانسحاب من صفوف الإصلاحيين والمحافظين، ولكن بمجرد وصوله إلى منصبه، قد يحبط المحافظون الإيرانيون الخطط التي وضعها بيزيشكيان خلال حملته الانتخابية.

وقال بروجردي: “سيحاول المحافظون خلق العقبات منذ اليوم الأول”، لافتًا إلى أن بيزشكيان “لن يقضي الكثير من شهر العسل، لأنهم سيضغطون على المكابح لأي شيء سيقوم به بيزيشكيان.

ربما يعجبك أيضا