السيطرة على أطراف التصعيد في المنطقة.. مهمة أمريكية

غياب السيطرة الأمريكية يضع المنطقة أمام سيناريوهات الحرب

يوسف بنده

يبدو أن إسرائيل تستغل الانتخابات الأمريكية للتخلص من كافة التهديدات، بما فيها الفصائل المسلحة، وكذلك ضرب المنشآت النووية داخل إيران، بما قد يجر الولايات المتحدة لمستنقع الحرب.


لا أحد يسعى لاندلاع حرب واسعة في منطقة الشرق الأوسط، خاصة أن القوى الدولية تعمل على عدم وقوعها، وإلا كانت قد سمحت بها منذ أحداث أزمة سوريا عام 2011م.

وتبدو التحركات الإقليمية والدولية، بل وحتى الإيرانية هذه الأيام، هي في إطار السيطرة على عدم انزلاق المنطقة في مستنقع حرب لا يمكن الخروج منه، خاصة أن إسرائيل تستغل الانتخابات الأمريكية، لتمديد عمليتها العسكرية في جنوب لبنان، وهو ما يعزز من فرص وقوع الخطأ.

عباس عراقچی

عراقجي مع جوزيب بوريل

رسائل تحذير إيرانية

بدت رسائل التحذير الإيرانية التي تحمل في طيتها التهديد للقوى الإقليمية والدولية هي في الحقيقة محاولة للتأكيد على خطورة التصعيد في المنطقة ومنع تقديم الدعم لأحد أطراف التصعيد.

فقد كشف وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أمس الأحد 13 أكتوبر 2024، على منصة “إكس”، عن ما دار في لقائه مع مسؤول السياسة الخارجية الأوروبية، جوزيب خلال تواجده في نيويورك، على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، وكانت تدوينة عراقجي بهدف أن تقوم أوروبا بواجبها تجاه الضغط على إسرائيل بعدم التصعيد العسكري مع إيران.

فقد أكد الوزير الإيراني على تزويد إيران لروسيا بأية صواريخ باليستية، بينما على العكس زود “بعض الأوروبيين إسرائيل بأسلحة متطورة وشاركوها في العمليات العسكرية ضد إيران”.

مضيفًا في رسالة إلى الولايات المتحدة أيضًا: “أمريكا ترسل أسلحة غير مسبوقة إلى إسرائيل، وتخاطر الآن بقواتها من خلال إرسالها لتوجيه أنظمة الصواريخ الأمريكية في إسرائيل”.

وتابع عراقجي: “بينما بذلنا جهودًا مضنية خلال الأيام الماضية لاحتواء حرب واسعة النطاق في المنطقة، إلا أنني أقولها بوضوح، إنّه ليس لدينا خطوط حمر في الدفاع عن شعبنا ومصالحنا”.

الصواريخ الايرانية

الصواريخ الايرانية

التوتر المسيطر عليه

كتب ديفيد سانجر، كاتب العمود في صحيفة نيويورك تايمز، الخميس 10 أكتوبر، الأيام القليلة الماضية بمثابة نقطة تحول، فمنذ أن اغتالت إسرائيل زعيم حزب الله اللبناني، حسن نصر الله، تحولت سياسة إدارة بايدن من التحذير من حرب أوسع إلى محاولة إدارتها.

وقد دافع المسؤولون عن حق إسرائيل في مهاجمة إيران، لكنهم نصحوا بعدم شن هجمات مباشرة على المنشآت النووية في البلاد، الأمر الذي قد يؤدي إلى خروج الصراع عن نطاق السيطرة. خاصة أن إسرائيل تقاتل أربعة أطراف في الشرق الأوسط: حزب الله في لبنان، وحماس في غزة، والحوثيين في اليمن، وإيران.

وهذه هي دوامة التصعيد التي حذر منها الرئيس الأمريكي، جو بايدن، لكنه لم يتمكن من وقفها، حتى مع الوجود الكبير للقوات الأمريكية في المنطقة، وكل ما تفعل الإدارة الأمريكية هو محاولة السيطرة على التوتر المتصاعد في المنطقة.

بايدن 1

جو بايدن

ضعف التأثير الأمريكي

كتب هوارد لافرانشي، في موقع كريستيان ساينس مونيتور، الثلاثاء 8 أكتوبر، أن إدارة بايدن ضعيفة التأثير على رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو.

فقد سُئل الرئيس جو بايدن عما إذا كان يعتقد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتخذ عمدا خطوات للتأثير على الانتخابات الرئاسية الأمريكية. وكانت إجابته سلبية بشكل مدهش ومحبطة بشكل واضح، وكانت تحمل أكثر من مجرد إجابة بسيطة على السؤال.

فقد قال بايدن: “لا أعرف ما إذا كان يحاول التأثير على الانتخابات أم لا. على أي حال، يجب على السيد نتنياهو أن يتذكر أنه لم تفعل أي إدارة لإسرائيل أكثر من إدارتي. لا أحد، لا أحد، لا أحد”.

وأشار الكاتب الأمريكي الخبير بشؤون الشرق الأوسط، إلى أنه بعد حرب إسرائيل في غزة، فإن هناك عجز واضح من إدارة بايدن على احتواء بنيامين نتنياهو، بما أضر بمكانة أمريكا ومصداقيتها في المنطقة.

لافتة في طهران جيش النصر

لافتة في طهران: جيش النصر

الاستراتيجية الإيرانية على مفترق طرق

يشير تقرير موقع اكوايران، الجمعة 11 أكتوبر 2024، إلى أن الهجوم الصاروخي الأخير الذي نفذته طهران ضد إسرائيل يمثل محاولة أخرى من قبل إيران لاستعادة الردع في صراعها الطويل مع الكيان الإسرائيلي.

وأن طهران من خلال إظهار إرادتها وقدرتها على الانتقام بقوة، تهدف إلى إجبار تل أبيب على إعادة النظر في التكاليف المحتملة لأي عدوان على المصالح الإيرانية. لكنها قد تعيد النظر في هذه الاستراتيجية إذا ما شعرت بأنها لم تعد تلبي احتياجات أمنها القومي، وذلك بالتوجه نحو امتلاك السلاح النووي.

ويبدو أن إسرائيل تستغل الانتخابات الأمريكية للتخلص من كافة التهديدات المحيطة بها في المنطقة، بما فيها الفصائل المسلحة الموالية لإيران، وكذلك ضرب المنشآت النووية داخل إيران، بما قد يجر الولايات المتحدة الأمريكية لمستنقع الحرب، إذا ما ورطها رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو في حرب مع إيران.

ربما يعجبك أيضا