الشارع السوداني ينتفض ضد الغلاء.. والسلطات تعلن الطوارئ وتعليق الدراسة

محمود طلعت

رؤية – محمود طلعت

شهدت بعض المدن السودانية، الأربعاء، مظاهرات عارمة، احتجاجًا على تصاعد الأسعار وغلاء المعيشة، الذي يتهم المواطنون الحكومة الحالية بأنها السبب الرئيسي فيه، وفي الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد.

وعمّت الاحتجاجات مدن عطبرة بولاية نهر النيل وولاية شمال كردفان، وبورتسودان في ولاية البحر الأحمر، التي يزورها الرئيس عمر البشير حالياً، في الوقت الذي ظلت فيه العاصمة الخرطوم بمنأى عن هذه الاحتجاجات.

وأضرم متظاهرون غاضبون النار في مقر حزب المؤتمر الوطني الحاكم في عطبرة، قبل أن تتزايد رقعة التظاهرات حيث أشعل المتظاهرون النيران في مقرات للحكومة المحلية.

والأحد الماضي تظاهر أيضا مئات الطلاب السودانيين، احتجاجا على ارتفاع الأسعار في مدينتي الفاشر في إقليم دارفور المضطرب (غرب) والدمازين، عاصمة ولاية النيل الأزرق جنوب شرقي الخرطوم.

غلاء ونفص في الوقود والخبز

وجاءت هذه الاحتجاجات في وقت تشهد مختلف مناطق السودان نقصا في الوقود والخبز، ففي الخرطوم ينتظر المواطنون لساعات طويلة أمام محطات الوقود، وفي الأحياء السكنية ينتظم أفراد الأسر في طوابير طويلة للحصول على الخبز.

وارتفعت أسعار المواد الغذائية في الآونة الأخيرة بنسبة 60%، وأفادت تقارير حكومية أن معدل التضخم بلغ 68,93% خلال نوفمبر.

وتراجعت قيمة الجنيه السوداني مقابل العملات الأجنبية من جراء شح العملات الأجنبية في بنك السودان المركزي.

وتضرر السودان بشدة حينما انفصل الجنوب في عام 2011، وهو ما أدى إلى فقدانه ثلاثة أرباع إنتاجه النفطي، المصدر المهم للنقد الأجنبي.

فرض الطوارئ وتعليق الدراسة

أعلنت حكومة ولاية نهر النيل السودانية فرض حالة الطوارئ وفرض حظر التجوال وتعليق الدراسة بكافة المدارس الأساسية والثانوية الحكومية والخاصة بمحلية عطبرة، اعتبارا من الخميس إلى حين إشعار آخر.

وأهاب إبراهيم مختار مصطفى، وزير التربية والتوجيه الناطق باسم حكومة الولاية في السودان، بمديري التعليم الأساسي والثانوي بمحلية عطبرة وضع قرار الطوارئ “موضع التنفيذ الفوري”.

الحكومة السودانية تهدئ الشارع

في غضون ذلك، أكد رئيس الوزراء السوداني، معتز موسي، أن حكومته ستواصل دعم بعض السلع الأساسية في موازنة العام الجديد، مشيرا إلى قيام الحكومة بتخصيص 66 مليار جنيه لدعم سلعتي القمح والوقود.

وقال إنه سيتم وضع معالجات محددة لضبط وتوجيه الدعم لمستحقيه، موضحا أن موازنة العام الجديد تهدف إلى معالجة تراجع الإنتاج ودفع الصادرات.

وأشار رئيس الوزراء إلى أن الحكومة تدفع 36 مليون دولار أسبوعيا لدعم الوقود و35 مليون جنيه سوداني لدعم الخبز يوميا.

حزب المؤتمر الوطني الحاكم

أبدى حزب المؤتمر الوطني الحاكم أسفه لـ”محاولات بعض القوى السياسية إثارة الفتنة وتقويض أمن واستقرار البلاد بالعمل على إثارة القلاقل ونسف الاستقرار وتخريب مقدرات الشعب وممتلكاته”.

وتحدث الدكتور إبراهيم الصديق رئيس قطاع الإعلام بالحزب الحاكم للوكالة السودانية، قائلا إن “حق التعبير عن المواقف والآراء مكفول بنص الدستور، ولكن التخريب غير مقبول ومرفوض”، معتبرا أن ما جرى فى عطبرة من بعض المتظاهرين لا يتسق مع مفهوم التظاهرات السلمية، واصفا ما تم بـ”محاولة لزعزعة الأمن والاستقرار”.

واعتبر أن الأجهزة الأمنية والشرطية في السودان تعاملت بمهنية عالية وضبط نفس وهدوء لتفويت الفرصة على الذين يسعون للخراب، مضيفا أن هذه التصرفات تعتبر محاولة لإحداث خلخلة أمنية، وهذا أمر يستوجب التوقف عنده.
https://www.youtube.com/watch?v=H4W7HpiWaM8

ربما يعجبك أيضا