الشيخ خليفة واضع التمكين للتحول إلى الحياد الكربوني في الإمارات

فاروق محمد
الشيخ خليفة

كانت انطلاقة البرنامج خلال عام 2008، فقد ساهم في ريادة دولة الإمارات للمجال في العالم العربي من بين الدول التي تمتلك مشروعًا للطاقة النووية السلمية متعدد المحطات في مرحلة التشغيل.


وضع الشيخ خليفة بن زايد، الذي توفي أمس الجمعة 13 مايو 2022، أسس التمكين لتحول الإمارات العربية المتحدة من الطاقة الأحفورية التقليدية إلى الطاقة غير النفطية عبر مجموعة برامج اقتصادية تهدف إلى تنويع مصادر الإيرادات.

وأسس خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، في ديسمبر 2009، مؤسسة الإمارات للطاقة النووية، لتنضم إلى سلسلة من الإنجازات التاريخية والاستراتيجية الكبرى التي شهدها البرنامج النووي السلمي الإماراتي، وفقًا لوكالة أنباء الإمارات (وام) اليوم السبت 14 مايو.

الحياد المناخي

كانت انطلاقة البرنامج خلال عام 2008، فقد ساهم في ريادة الإمارات للمجال في العالم العربي من بين الدول التي تمتلك مشروعًا للطاقة النووية السلمية متعدد المحطات في مرحلة التشغيل، وساعد في مواجهة ظاهرة التغير المناخي تمهيدًا للوصول إلى الحياد المناخي بحلول عام 2050.

خلال عقد فقط من الزمن، حققت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية والشركات التابعة لها إنجازات استثنائية، أحدثت نقلة نوعية في قطاع الطاقة في دولة الإمارات والاقتصاد بنحو عام، الأمر الذي ساهم في تسريع خفض البصمة الكربونية لقطاع الطاقة، وبالتالي الحد من الانبعاثات الكربونية إلى جانب المساهمة الكبيرة في تحقيق أهداف مبادرة الإمارات الاستراتيجية للحياد المناخي 2050.

براكة للطاقة النووية

شهد العام الماضي، بدء أولى محطات براكة للطاقة النووية السلمية في منطقة الظفرة بإمارة أبوظبي للتشغيل التجاري، لتنتج ما يصل إلى 1400 ميجاوات من الكهرباء الخالية من الانبعاثات الكربونية، وتحد من أكثر من 5 ملايين طن من هذه الانبعاثات.

كان ذلك إنجازًا تاريخيًّا جعل الإمارات أول دولة في العالم العربي تنتج الكهرباء باستخدام تكنولوجيا الطاقة النووية، وبعد أقل من 12 شهرًا، تحديدًا مارس الماضي، بدأت المحطة الثانية في براكة التشغيل التجاري أيضًا لتضاعف من كمية الكهرباء الصديقة للبيئة التي تنتجها براكة، ولتضاعف أيضًا الحد من حجم الانبعاثات الكربونية.

توفير 25% من استهلاك الدولة عبر “النووية”

قطعت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية، أكثر من نصف المسافة لتحقيق هدفها المتمثل في إنتاج ما يصل إلى 5 آلاف و600 ميجاوات من الكهرباء الصديقة للبيئة، ما يغطي 25% من احتياجات الدولة من الكهرباء.

ودشن الشيخ خليفة عام 2013 محطة “شمس 1” للطاقة الشمسية المركزة في المنطقة الغربية من إمارة أبوظبي، ضمن رؤية دولة الإمارات العربية المتحدة الرامية إلى تنويع اقتصادها ومواردها من الطاقة.

بحسب “وام” تعتبر محطة “شمس 1” من أكبر مشاريع الطاقة الشمسية المركزة العاملة على مستوى العالم وتسهم في إنتاج 100 ميجاوات من الطاقة الكهربائية النظيفة بما يكفي لإمداد 20 ألف منزل في دولة الإمارات العربية المتحدة.

4.9 مليار دولار استثمارات في توليد الكهرباء 2021

توقع رئيس دائرة الطاقة – أبوظبي، عويضة مرشد المرر، في تصريحات سابقة لوكالة”وام” أن تشكل الاستثمارات في الطاقة النظيفة والمتجددة حتى العام 2025 أكثر من 90% من إجمالي استثمارات الطاقة. وقال المرر إن الاستثمارات في قطاع توليد الطاقة الكهربائية لعام 2021 بلغت 18 مليار درهم، أي 4.9 مليار دولار، في مصادر الطاقة التقليدية وغيرها.

تحتضن أبوظبي وحدها عددًا من أكبر محطات الطاقة الشمسية وأكثرها كفاءة من حيث التكلفة في العالم، مثل محطة نور أبوظبي ومشروع الظفرة، ومن المتوقع أن تصل نسبة إنتاج الطاقة النظيفة في الإمارة إلى أكثر من 54% بحلول عام 2025.

الطاقة الشمسية في دبي

في دبي تنفذ هيئة كهرباء ومياه دبي “ديوا”مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، الذي يعد أكبر مجمع في موقع واحد على مستوى العالم وستبلغ قدرته الإنتاجية 5 آلاف ميجا وات بحلول عام 2030 باستثمارات 50 مليار درهم نحو 13.6 مليار دولار .

سيسهم مجمع محمد بن راشد عند اكتماله في تخفيض أكثر من 6.5 ملايين طن من الانبعاثات الكربونية سنويًا. جذبت”ديوا”استثمارات تقدر بنحو 40 مليار درهم، أي 10.8 مليار دولار ، عبر نموذج يشجع الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص.

القدرة التوليدية الحالية للمجمع

تبلغ قدرة المشروعات المشغلة في مجمع محمد بن راشد نحو ألف و527 ميجا وات بتقنية الألواح الشمسية الكهروضوئية، ولدى الهيئة مشاريع بقدرة ألف و333 ميجا وات قيد التنفيذ بتقنيتي الألواح الكهروضوئية والطاقة الشمسية المركزة، بالإضافة إلى مراحل مستقبلية أخرى للوصول إلى 5 آلاف ميجا وات بحلول 2030.

ووصلت القدرة الإنتاجية للطاقة النظيفة إلى نحو 11.4% من إجمالي مزيج الطاقة في دبي ومتوقع أن تصل إلى 14% بنهاية 2022.

ربما يعجبك أيضا