الشيخ محمد رفعت.. الصوت الذي لامس عنان السماء (بروفايل)

مراسلو رؤية

/* Style Definitions */ table.MsoNormalTable{mso-style-name:”Table Normal”;mso-tstyle-rowband-size:0;mso-tstyle-colband-size:0;mso-style-noshow:yes;mso-style-priority:99;mso-style-parent:””;mso-padding-alt:0in 5.4pt 0in 5.4pt;mso-para-margin-top:0in;mso-para-margin-right:0in;mso-para-margin-bottom:8.0pt;mso-para-margin-left:0in;line-height:107%;mso-pagination:widow-orphan;font-size:11.0pt;font-family:”Calibri”,”sans-serif”;mso-ascii-font-family:Calibri;mso-ascii-theme-font:minor-latin;mso-hansi-font-family:Calibri;mso-hansi-theme-font:minor-latin;mso-bidi-font-family:Arial;mso-bidi-theme-font:minor-bidi;}

رؤية – محمد عاشور
في التاسع من مايو 1950م نعت الإذاعة المصرية الشيخ محمد رفعت إلى المستمعين بقولها: “أيها المسلمون، فقدنا اليوم عَلَمًا من أعلام الإسلام”. أما الإذاعة السورية فجاء النعي على لسان مُفتيها، حيث قال: “لقد مات المقرئ الذي وهب صوته للإسلام”!!.

وُلِدَ قيثارة السماء الشيخ رفعت في التاسع من مايو عام 1882م، وفي سن سنتين أُصيب بمرض كف فيه بصره، وكان يوما ميلاده ووفاته، في مثل هذا اليوم: التاسع من مايو، كما افتتحت الإذاعة بصوته في مايو 1934م.

بدأ الشيخ حفظ القرآن الكريم وهو في سن الخامسة، عندما أدخله والده كُتّاب بشتاك الملحق بمسجد فاضل باشا بدرب الجماميز بحي السيدة زينب في القاهرة، وأكمل حفظ القرآن ومجموعة من الأحاديث النبوية بعد ست سنوات.

كان الشيخ رفعت صاحب بصمة صوت جميل لا تتكرر، وأسلوب فريد ومميز في تلاوة القرآن، يكسوه الخشوع والتدبر عند القراءة، يجعل مستمعوه يعيشون أجمل أوقات حياتهم مع مصاحبة معاني القرآن الكريم، فكان يتم آيات القرآن الآية تلو الأخرى حتى يصل بك إلى ملامسة السماء.

اشتهر بالزهد كطبع فيه، صوفي النزعة، يميل للناس الفقراء البسطاء أكثر من مخالطة الأغنياء، فقد أحيا يومًا مناسبة لجارته الفقيرة مُفضّلاً إياها على الذهاب لإحياء الذكرى السنوية لوفاة الملك فؤاد والد الملك فاروق.

أدى الشيخ دورًا وطنيًّا مهمًّا، كما قرّب القبطي من المسلم أكثر بسبب صوته الشجي الذي يجعلك تحب مَن أمامك، وفي ذلك يقول حفيده إبراهيم رفعت: “في زمن الشيخ رفعت كانت الكثير من البيوت تقيم ندوة أو جلسة يقرأ فيها، وكان يحضرها الناس من مختلف الأديان مثل الممثل الراحل نجيب الريحاني وهو مسيحي، والمطربة ليلى مراد وكانت يهودية”.

كان “قيثارة السماء” ذا حس رقيق ومشاعر جياشة، رحيمًا بالفقراء والمحتاجين بغير أذى للنفس أو منٍّ منه، ومن أجمل ما يروى عن الشيخ أنه زار صديقًا له قبيل موته فقال له صديقه: من يرعى فتاتي بعد موتي؟ فتأثر الشيخ بذلك، وفي اليوم التالي والشيخ يقرأ من سورة الضحى وعند وصوله إلى آية (فَأمَّا اليتيمَ فَلا تَقْهَرْ) تذكّر الفتاة وانهال في البكاء، ثم خصّص لها مبلغًا من المال حتى تزوجت.

قبيل وفاته، قيل إنه اعتذر عن قبول مبلغ جُمع في اكتتاب (بحدود خمسين ألف جنيه) لعلاجه، رغم أنه لم يكن يملك تكاليف العلاج، وكان جوابه حينها جملته المشهورة: “إن قارئ القرآن لا يهان”.

ربما يعجبك أيضا