الصحافة الفرنسية|المصلحة العامة أولًا في عصر كورونا.. ورمضان فرصة لبناء مساجد دون تمويل خارجي

مترجمو رؤية

ترجمة: فريق رؤية

هل هناك استثناء لصلاة الفجر في ظل حظر التجوال في رمضان؟

انتقدت صحيفة “ماريان” تسامح بعض المحافظات الفرنسية مع المسلمين في شهر رمضان في ظل حظر التجوال المفروض. فمحافظة تارن أصدرت توجيهات إلى الشرطة بالسماح للمسلمين بتوزيع الصدقات بين الساعة 7 و10 مساءً والذهاب إلى صلاة الفجر في الساعة 5:30 صباحًا بالرغم من التعارض مع حظر التجول والقانون.

وهل يعد هذا القرار بمثابة هدايا مجانية للمسلمين في شهر رمضان؟ هكذا تساءلت جريدة “جورنال دي” المحلية، والتي كشفت عن توجيهات من المحافظة بشأن المسلمين لفترة رمضان، حيث أوضحت سلطة المحافظة للشرطة أن “المحافظة سمحت للمسلمين بصرف الصدقات حتى الساعة العاشرة مساءً” مؤكدة أن هذه “التوجيهات تخص المسلمين فقط”.

وأكد فريديريك روسيل، مدير ديوان المحافظة، أن “هذه التعليمات لا تنطبق على الحالات الفردية ولكن فقط على الأعمال التي يتم تنفيذها لصالح المحتاجين”. وذكرت الصحيفة أيضًا أن المسلمين سيتمكنون من الخروج في وقت مبكر من الساعة 5 صباحًا للذهاب إلى المسجد لأداء صلاة الفجر.

المحافظة ترجع إلى الخلف

لكن حاكمة تارن، كاثرين فيريير، علقت على الاستثناءات المذكورة، وكذلك على كلمات مدير مكتبها، ونشرت بيانًا تعبّر من خلاله عن أسفها “لسوء فهم التعليمات المعطاة للشرطة”. وتابعت بأن “كل مَن يخالف قواعد حظر التجول من السابعة مساءً يجب تغريمه”.

ومن خلال جريدة ماريان، يعتقد بيير أرشيت، مدير تحرير جورنال دي إيسي، أن “هذا البيان الصحفي لا ينفي أي شيء؛ بل يؤكد معلوماتنا من خلال لجوء المحافظة إلى حجة عدم فهم الشرطة بدليل مدير ديوانها الذي يبرر الإجراء”. كما يعتبر الصحفي أن هذه التعليمات “غير مجدية تمامًا؛ لأننا نادرًا ما نرى أشخاصًا بحاجة إلى هذه الصدقات في مدن منطقة تارن”.

ماذا عن الفجر؟

على الرغم من أن المحافظة تراجعت عن توجيهاتها المتعلقة بالمساء، إلا أنها لم تذكر شيئًا عن الإعفاء الصباحي. علاوة على ذلك، فإن منطقة تارن ليست القسم الوحيد الذي تلقّى مثل هذه التعليمات؛ فقوات الأمن في مدينة جيروند تلقت رسالة بريد إلكتروني مماثلة يوم الخميس الماضي، وجاء في نص الرسالة أن “العديد من القادة المحليين للديانة الإسلامية طلبوا السماح لإخوانهم في الدين الذين يرغبون في ممارسة صلاة الفجر الساعة 5:30 صباحًا، أي قبل نصف ساعة من انتهاء حظر التجول”. وهكذا، منحت المحافظة إذنًا للسماح بالصلاة على الرغم من انتهاء حظر التجوال عند الساعة السادسة صباحا، دون الحاجة إلى تعديل المرسوم”.

وكشف شرطيون في مدينة فار أيضًا عن رسالة بريد إلكتروني تلقوها مؤخرًا بهذا النوع من التعليمات جاء فيها: “فيما يتعلق بتجمع الناس بعد فرض حظر التجول، تعطي القيادة العليا تعليمات لإظهار الوسطية والتسامح والقدرة على التمييز، وفقًا للتعليمات الوزارية”.

هل يعدّ ذلك تمييزًا للمسلمين؟

وعلقت وزارة الداخلية رسميًّا على البيان الصحفي الصادر عن محافظة تارن، لكن مع ذلك، يظل التساهل حيال صلاة الفجر “لبضع دقائق” هو الشعار داخل أروقة الوزارة. وتكمن إحدى المشكلات الرئيسية في هذه الاستثناءات في منحها لدين بعينه؛ لذا يسأل ديفيد أوليفييه ريفيردي، نائب الأمين الوطني الإقليمي لنقابة تحالف الشرطة الوطنية: “كيف يمكننا التعرف على أتباع دين بعينه؟ ويشير إلى أنه خلال الحجر العام الأول، لم تتلق الشرطة مثل هذه التوجيهات الدقيقة، ومع ذلك فقد واجهت “الكثير من التجاوزات”.

وبنفس القدر من الاستغراب، يأسف جوليان فينتري، الأمين الإداري لنقابة وحدة شرطة إس جي بي قائلًا: “لم يتم منح أي استثناء للأديان الأخرى، ونحن في خضمّ جائحة عالمية لا تهدأ، هذا تدخل في عمل قوات الشرطة. صحيح أن الأمر متروك للموظف العام لممارسة الحكم والتصرف وفقًا للخطورة، لكن هذه التعليمات لا تمتّ بصلة للوضع على أرض الواقع. “

وبخلاف هذه المشكلات، فإن هذه الاستثناءات الضمنية غير قانونية. يقول المحامي سيمون دوبوا: “لا يمكن تقرير أي شيء بالزيادة أو النقصان إذا كان المرسوم لا ينص على استثناءات”. ورأى أن “هذا خرق لمبدأ المساواة، ولا يمكن تقرير إعفاء إلا إذا كان يتماشى مع المعيار المعمول به، أي مكافحة الوباء. فمن الثانية الأولى بعد السابعة مساءً أو حتى الثانية الأخيرة قبل السادسة صباحًا، الاستثناء غير قانوني”.

في رمضان ثانٍ تحت الحجر بفرنسا.. المصلحة العامة أولًا

استطلعت جريدة “لوموند” آراء المسلمين في الشارع الفرنسي؛ حيث بدأ ما يقرب من ستة ملايين مسلم شهر رمضان ملتزمين بالقيود الصحية بسبب وباء كورونا، وذلك للعام الثاني على التوالي.

وإذا كانت دور العبادة الإسلامية قد اضطرت خلال فترة الحجر العام الأول في ربيع 2020 إلى إغلاق أبوابها، فسيكون بإمكان المساجد فتح أبوابها لاستقبال المصلين هذا العام، لكن مع حظر التجول الذي يبدأ في الساعة 7 مساءً، لن يكون هناك صلاة تراويح. كما نصحت السلطات الدينية بشدة بعدم التجمع خارج المنزل أو بين الجيران وقت الإفطار، بالرغم من أن هذا السلوك يعدّ أحد سمات هذا الشهر الكريم.

يقول الشاب الجزائري إيدير نسيم، مشيرًا إلى السماء الزرقاء الصافية: “على الأقل لدينا طقس رائع”. ويوضح هذا الشاب الذي لم يتمكن من مقابلة أسرته منذ عامين بسبب قيود السفر التي فرضتها الحالة الصحية، أن “هذا الشهر يساعد على الحفاظ على التقاليد”.

من جانبه يقول جوهر إيس، مالك أحد المطاعم والبالغ من العمر 37 عامًا، إن آخر مرة رأى فيها والديه المستقرين في الجزائر كانت في يناير 2020. وعلى الرغم من أنه يتحدث معهم عبر الهاتف كل يوم، لكن “التباعد أمر صعب”. وفي رمضان هذا العام، قال جوهر إنه سيلتزم بدقة بالإجراءات، ولكن في مجموعات صغيرة، فهذا العام “لن يجلس أكثر من ستة أشخاص على الطاولة. ونحن نولي اهتمامًا كبيرًا بهذا الأمر، ولن نحضر طاولات طعام كبيرة، ولكن لا داعي لتقليص حالة الود.

وللسنة الثانية على التوالي، قرر صاحب المطعم والبار الذي يقع في شارع جان بيير تيمبو، أن يحول مطعمه خلال الشهر الكريم إلى كشك للمعجنات والتمور الشرقية، تلك “المنتجات التي يحبها الناس، والتي يستمتعون بتشاركها خلال هذا الشهر”.

ومع بداية فترة ما بعد الظهيرة، امتدت طوابير طويلة في المنطقة بين مترو أنفاق بيلفيل ومترو كورون أمام الجزارين ومحال البقالة والحلويات، وأحيانًا يكون من الصعب فرض الحواجز وإجراءات التباعد. يقول سمير بن ناصر، 24 عامًا، والموظف في متجر خاص بالأغذية التونسية في بوليفارد دي بيلفيل: “اليوم حيوي للغاية”. وبما أن الكرم تجاه الأكثر احتياجًا هو أيضًا من السمات المميزة للشهر الفضيل، يوزع المطعم التونسي بعض الوجبات المجانية.

وشهد سوق الحي أيضًا نفس الحالة من الحيوية، يقول يحيى الزاوي الذي يدير كشكًا لزيت الزيتون والأعشاب: “كان لدينا اليوم الكثير من العملاء، الحمد لله”. في العادة، يذهب هذا المغربي البالغ من العمر 24 عامًا من منطقة “ريف” إلى المسجد كل مساء رمضاني لأداء صلاة الجماعة، لكنه يقول: “هذا العام، سأصلي مرة أخرى في المنزل، مثلما فعلت في رمضان الماضي”.

ومع انتهاء السوق، كان هناك تدفق متواصل من المصلين وهم يغادرون مسجد عمر بن الخطاب الموجود على بعد بضعة شوارع. يقول حمادي حمامي، رئيس جمعية الإيمان والممارسة التي تدير هذا المسجد: “لا يمكننا ممارسة الشعائر بهدوء، ولكن المصلحة العامة تأتي أولًا”، لكنه يأسف أيضًا لأن الوضع الصحي وحظر التجول الليلي يمنعان المسجد من توزيع الصدقات ويقول: “طلبنا من المحافظة تصريحًا بتوزيع الطعام، لكنه قوبل بالرفض”.

وإذا كانت السلطات الدينية قد فوجئت العام الماضي بالحجر العام، لكن هذه المرة كان لديها الوقت للاستعداد لسنة جديدة تحت شعار كوفيد. ونجد أن بعض المؤسسات، مثل المسجد الكبير في باريس، تبث الصلاة بالفيديو كل مساء، على مدار أربعين إلى خمسين دقيقة.

اللقاح محور النقاش

وبعيدًا عن الأبعاد الدينية والتقليدية، احتلت قضية أخرى قلب النقاشات، وهي قضية تناول اللقاح. فقد حذر المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية المسلمين الذين يقولون بحرمة التلقيح أثناء نهار شهر رمضان، وقال المجلس إن اللقاحات لا تعتبر “مغذية” لذا “لا تبطل الصيام”. من جهته، قام مسجد باريس بطباعة ملصق يروّج للقاحات كُتب عليه: “التطعيم عمل من أعمال الحفاظ على الحياة التي أوصى بها الإسلام”. ويؤكد حمادي حمامي على هذا الأمر قائلًا: “كلفنا أئمتنا بالحديث عن التطعيم”. بالطبع هناك العديد من الأسئلة، لكن الجميع يدرك أنه لا بد من الخضوع له للخروج من هذه الأزمة الصحية، وحتى نتمكن من السفر”.

 على المسلمين أن يتعلموا التعايش مع الآخرين

من جانبها، أجرت صحيفة “لوباريزان” حوارًا مع طارق أوبرو إمام مسجد بوردو ومؤلف كتاب “دعوة للمصالحة!”، والذي يتبنى موقفًا مناصرًا لبناء الإسلام في فرنسا بعيدًا عن الخارج.

ويبدأ شهر رمضان بفرنسا في ظل سياق سياسي مشحون يعيشه الإسلام بسبب عدة قضايا، مثل ميثاق الأئمة المثير للجدل، وقانون الانفصالية، وتمويل المساجد، لذا يتصدى “أوبرو” لتلك الملفات، داعيًا إلى تفكير عميق في الشعائر الدينية للمسلمين.. وإلى أبرز ما جاء في الحوار:

كيف يتكيف المسلمون مع النظام الصحي لشهر رمضان؟

صيام شهر رمضان يعني الإمساك عن الأكل والشرب والجماع أثناء النهار. ويمكن القيام بهذه العبادة في أي وقت وفي أي مكان، حيث إنها ليست مرتبطة بالمسجد، على الرغم من أن هذا الشهر يشهد حضورًا أكبر بالمساجد، لا سيما صلاة التراويح. وفي رمضان هناك أيضا بُعد آخر يتحقق بالمشاركة والصدقة؛ فهناك أشخاص يعانون من الجوع دائمًا، لكن بدلًا من دعوتهم لتناول الإفطار، نصنع الطرود عوضًا عن ذلك. فالهدف خلال شهر رمضان، ليس تعويض ما لم نأكله أثناء النهار في المساء؛ بل على المسلم أن يتشارك الجوع مع الفقراء في النهار ويتناول الطعام معهم في المساء.

هل تعطون تعليمات للعائلات باحترام القواعد الصحية؟

علينا بكل بساطة احترام قواعد الجمهورية؛ فالمسلم مواطن مثل أي شخص آخر، وبالإضافة إلى ذلك علينا ألا نتسبب في إصابة الآخرين بالوباء، ولا ينبغي تحقيق الكرم بأي ثمن.

يتيح رمضان الوصول لذروة الكرم.. فهل يمكن استغلال ذلك لبناء مساجد دون تمويل خارجي؟

يتم تمويل معظم دور العبادة في فرنسا من قِبل المسلمين، لكن لا شيء يمنع البحث عن المال أينما كان، ما دام كان ذلك قانونيًّا وشفافًا وقابلًا للتتبع وغير مشروط برأي سياسي أو ديني أو عقائدي معين. فالمال ليس أصوليًّا، وأسوار المسجد ليست أصولية، فقط الأشخاص والخطب هم من يمكنهم أن يتصفوا بهذا الأمر.

ما رأيك في شبهات وجود تدخل تركي في بناء مسجد ستراسبورغ؟

أنا مع وجود إسلام فرنسي، ولست مؤيدًا لوجود إسلام تركي أو جزائري في فرنسا ولا في أي مكان آخر، والولاءات السياسية للخارج تزعجني كثيرًا؛ فالإسلام يحتاج إلى مزيد من الاستقلالية ويجب ألا نستسلم للدول الإسلامية التي تمارس ضغوطًا على فرنسا.

في ظل وجهة النظر هذه.. هل ترون أن ميثاق مبادئ إسلام فرنسا الذي وضعه المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية بالاشتراك مع وزارة الداخلية يعطي ضمانة؟

لم يعد المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية يمثل أحدًا، ولا حتى الاتحادات التي وقّعت على هذا النص، حتى أنهم صاروا يعملون ليل نهار ضد هذا النص. فهذه المبادرة تتمتع بثقل إعلامي وسياسي ولكن دون أثر حقيقي على أرض الواقع؛ لأن العلاقات مع الدول الأجنبية لا تزال مستمرة. بالإضافة إلى أنها تطلب من العلمانيين تدريب الأئمة، وكأن الأمور تسير بالعكس! وعلى السياسة أن تؤدي دورها وتقوم بطمأنة المجتمع، لكننا لا نجد السياسة تقوم بشيء عدا الإعلام فقط. فبعد اغتيال المعلم صموئيل باتي، قرعت السلطة العامة الطاولة وقالت: “هيّا اصنعوا ميثاقًا”، بالرغم من أنهم يعلمون جيدًا أنهم يتفاوضون مع طرف ممزق؛ فالمجلس الفرنسي للديانة الإسلامية يعدّ بمثابة وحش يتألف من اتحادات لا تمتلك أي مشروع مشترك.

ما البديل الذي تقترحه لإيجاد صوت مشترك؟

أقترح تشكيل مجلس وطني يقوم على قاعدة تتألف من أئمة فرنسا، ولا ينبغي أن يستمر المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية على هذا النحو. كما يجب ألا يتكون من اتحادات تاريخية، بل من قاعدة من المساجد؛ ففي فرنسا، لدينا ما يكفي من القوانين المنظمة للأديان. نحن فقط نقوم بإصدار الكثير منها، دون أن نمنح أنفسنا الوسائل لتطبيقها، كما أرى أننا لسنا بحاجة لهيئة تمثيلية، ويمكن تنظيم الديانة الإسلامية بشكل مستقل.

هل يمكن لمبادرتك أن توحّد الناس؟

لا يُقصد بالمؤسسة التمثيلية تمثيل جميع الأديان، فهذا ليس هو الحال أبدًا، حتى بين اليهود أو الكاثوليك أو البروتستانت. يجب ألا نخدع أنفسنا، فدائمًا سيكون هناك أشخاص يرفضون، وأنا أريد أن يتم تنظيم الأئمة من القاعدة عن طريق ميثاق ديني وعقائدي ولوائح داخلية. إننا بحاجة إلى عقيدة لاهوتية؛ حيث إننا دين ولسنا حزبًا سياسيًّا ونتمتع بالجنسية الفرنسية، كما يجب علينا تحفيز المسلمين وإعادة تشكيل الهيكل، والدولة تمتلك الوسائل اللازمة لدعمهم، ووزير الداخلية أرسل منشورًا للمحافظين يطلب منهم تنظيم التمثيل على مستوى الدوائر لكن المجلس الوطني للأئمة لن يعمل إذا لم يكن مشكّلًا من الأئمة أنفسهم.

ما الرؤية التي تريد الترويج لها؟

نحن المسلمين لدينا الكثير من المشكلات، والخطأ وراء ذلك لا يعزى إلى الدولة، ولكن إلى دستور هذه الجالية المسلمة الذي يتسم بقراءة توحدية للإسلام لا يتحدث فيها إلا مع نفسه. نحن بحاجة إلى مجلس إسلامي لإعادة بناء القانون التنظيمي للديانة، ولا ننسى أن الدين فكر وخطاب وليس مجرد تنظيم.

ويجب علينا مراجعة الفكر الذي يغذي النزعة الانفصالية؛ لأن هناك بعض الخطب تتحدث عن العلاقة بين الرجل والمرأة، وعن الاقتصاد، وعن الربا بطريقة ساذجة ومتفجرة، وهذا الأمر يتسبب باختناق المسلمين الذين يجدون كل شيء ممنوعًا! في مقابل البنوك الإسلامية والرحلات الإسلامية والحجاب الإسلامي. حتى الطفل لا يستطيع أكل الحلوى بسبب وجود آثار جزيئية من جيلاتين لحم الخنزير! ما هذا الجنون؟ مثل هذا الخطاب ليس أصوليًّا ولا يدعو إلى القتل، لكنه يخلق القطيعة. لقد سمعت أحدهم يقول إنه لا ينبغي لأحد أن يأكل على طاولة حيث يوجد نبيذ أو لحم خنزير، لكن المحرم هو أكل لحم الخنزير وليس الجلوس مع شخص يتمتع بالحرية في اختيار طعامه، لذا يجب على المسلمين أن يتعلموا كيف يتعايشون مع الآخرين.

هل تعتقد أن على المسلمين أن يقللوا من اهتمامهم بالالتزام بالممارسات الدينية؟

باعتباري عالم دين، أنا أؤيد التكتم في العبادة؛ الله نفسه بقي في السماء. والأدب يكمن في معرفة كيفية العيش مع الآخر وعدم فرض قيمك عليه. أنا لا أقول إنه لا يجب على الإنسان التعبد، لكن يجب الالتزام بسرية العبادة. وعلى الرغم من المظاهر، فإن إسلام فرنسا في طريقه نحو التشكل بالثقافة ويسير نحو الاندماج، وما زلت واثقًا في قدرة الجمهورية على العمل بالرغم من ضعف أدواتها.

ربما يعجبك أيضا