الصحافة الفرنسية| بايدن يدفع فاتورة 20 عامًا من الأكاذيب.. وانتصار طالبان سيشجع جميع الجهاديين

مترجمو رؤية

ترجمة: فريق رؤية

في فرنسا.. أحزاب اليمين واليسار والتجمع الوطني تحذر من الوضع في أفغانستان

تابعت الصحافة الفرنسية الأسبوع الماضي الوضع في أفغانستان، وقالت صحيفة “لوفيغارو”، إنه أمام التقدم المتزايد لحركة طالبان؛ أعرب عدد كبير من مسئولي الأحزاب اليمينية عن قلقهم من سقوط أفغانستان في أيدي طالبان، حيث ندّد “إكزافييه برتران”، رئيس تجمع أعالي فرنسا والمرشح الرئاسي بفشل المجتمع الدولي المقترن بتهديد إرهابي جديد، محذرًا من حرب الجيل ضد تيار الإسلام الأصولي، ومن موجة جديدة محتملة من الهجرة إلى أوروبا.

من جانبها، أشارت فاليري بيكريس، نظيرته ومنافسته من منطقة إيل دو فرانس، إلى “الهزيمة النكراء في المعركة ضد الإسلامويين، والتي أعادت الظلامية بعد 20 عامًا من هجمات 11 سبتمبر”. من جانبه، أعرب برونو ريتايلو، رئيس نواب الجمهوريين في مجلس الشيوخ عن قلقه من تهديد جديد للسلام العالمي، منتقدًا “ضعف الغرب الشديد”.

وإلى جانب اليمين، قال رئيس حزب “فرنسا انهضي” نيكولا دوبون آينيان: “هذه هزيمة نكراء ستكلفنا الكثير”. وفيما يخص التجمع الوطني اليميني المتطرف، تحدثت مارين لوبان عن عدم فاعلية الاتحاد الأوروبي، وقالت: “بينما يناقش هؤلاء التكنوقراط جنس الملائكة ويتحدثون عن تهديداتهم السخيفة؛ تتقدم الإسلاموية وتقوّي نفسها، وستقيم خلافة في أفغانستان، وستكون الشعوب وأمن العالم كله في خطر شديد”. وفي رد فعل آخر، استنكر جوردان بارديلا، نائب رئيس الحزب عودة المتعصبين الإسلامويين، ودعا إلى القيام بخطوة دولية لحماية فرنسا وأوروبا من موجة هجرة جديدة.

النساء أول ضحايا الإسلاموية

من جانبها، ظلت الأغلبية الرئاسية صامتة إلى حد ما، غير أن “إيفلين أورور بيرجي” النائبة بحزب الجمهورية إلى الأمام أعربت عن تأثرها بمصير النساء “المهمشات” اللاتي يعتبرن أول ضحايا البربرية والإرهاب الإسلاموي، كما أعرب هيوج رنسون زميلها ونائب رئيس الجمعية الوطنية وعضو لجنة الشؤون الخارجية عن قلقه من غرق سفينة السياسة والدخول في مأساة إنسانية.

وعلى جبهة اليسار، كانت ردود الفعل نادرة أيضًا، حيث هاجم “جان لوك ميلينشون” زعيم حزب فرنسا الأبية، الولايات المتحدة قائلًا: “لقد أشدت بهزيمة الولايات المتحدة في فيتنام. لكنني أشعر بالخيبة لهزيمتهم في أفغانستان. وإذا لم تنجح الحرب في إيجاد حل، فإن الهزيمة ستغير كل شيء”. فيما أشار “أوليفييه فور” رئيس الحزب الاشتراكي إلى السكان الفارين من طالبان، وتساءل: هل يجب أن نتذكر كيف كانت طرق النزوح في وجه النازية؟ أما “رافاييل جلوكسمان”، عضو البرلمان الأوروبي، فأعرب عن أسفه لأنه سيتم التخلي عن الأفغان الذين ساعدونا خلال العشرين عامًا الماضية وتركهم في أيدي طالبان.

وعلى الصعيد الرسمي، قال الإليزيه إن الرئاسة تراقب كل ساعة التدهور المقلق للغاية، وأن سلامة الفرنسيين، الذين جرى استدعاؤهم لمغادرة البلاد، أولوية، مؤكدًا انعقاد مجلس الدفاع لمناقشة الملف الأفغاني.

أفغانستان وعار الغرب في حرب القرن

وانتقدت جريدة “لوبوان” ما آلت إليه الأوضاع في هذا البلد، حيث أشار “إيريك سيوتي” النائب الجمهوري في الجمعية الوطنية عن منطقة ألب – ماريتيمز، إلى ضرورة محاربة طالبان بنفس قوة داعش إذا كنا لا نريد أن نرى قوسًا إرهابيًّا ينتشر من باكستان وحتى منطقة الساحل الإفريقي. وقال سيوتي إن التاريخ يعيد نفسه؛ فمن سايغون 1975 وحتى كابول 2021 تتطابق صور رحلة سفارة الولايات المتحدة في كابول بشكل مثالي تقريبًا مع صور طائرات الهليكوبتر التابعة للجيش الأمريكي التي أجلت طاقم سفارة سايغون قبل 45 عامًا أمام تقدم العدو.

لكن ما هو على المحك من هذا الرحيل الطوعي والمتسرع من أفغانستان يُعدّ أخطر بكثير من مجرد الهزيمة العسكرية والجغرافية السياسية الأمريكية؛ فما هو على المحك في كابول شرف الغرب وأمنه في حرب الجيل، وحرب القرن ضد الإسلاموية: عدو الإنسانية وقيم الديمقراطية والحرية.

وبعد عشرين عامًا من التدخل الأمريكي للإطاحة بطالبان في أعقاب هجوم 11 سبتمبر 2001، هجر الغرب كابول، ولا يكفي الصراخ المحرج للرئيس الأمريكي جو بايدن، المسؤول المشارك عن هذا الفشل الذريع، لإخفاء الدليل الدامغ على طالبان في أفغانستان في عام 2021، والتي باتت أخطر ألف مرة على السلام العالمي وأمن الغرب مما كانت عليه في عام 2001. وشهدت الحرب الأولية التي شنها التحالف الدولي ضد الإرهاب في أفغانستان مسارح عمليات جديدة على مدار عشر سنوات، لتمتد إلى الساحل والعراق وسوريا، وهذه هي الدول التي تتدخل فيها فرنسا عسكريًّا لتحييد الجماعات الإسلاموية المسلحة.

لقد اشتدت شوكة الإرهاب الإسلاموي في إفريقيا وآسيا وأصبحت تصيب الغرب مباشرة بالقلب دون أن تمنح ديمقراطياتنا أي فترة راحة. لقد أصبحت تداعياته أكثر كثافة، وتضاعفت المنظمات، وأحيانًا تتنافس فيما بينها، كالقاعدة وداعش، لكنها جميعًا تتوجه نحو الهدف نفسه وهو: فرض حكم الشريعة وتدمير حضارتنا اليهودية والمسيحية، والقيم الموروثة منذ عصر التنوير الذي صاغ ديمقراطياتنا المعاصرة.

وفيما يخص الشريعة، حكم نظام طالبان الإسلاموي أفغانستان في ظلامية إسلاموية لا تصدق من عام 1996 وحتى عام 2001، فلم يكن بإمكان المرأة أن تعمل أو تدرس، وصار البرقع إجباريًّا ولم يمكنها الخروج في الشوارع إلا برفقة أحد أقربائها من الرجال. وكان يتم رجم النساء والرجال المتهمين بالزنا حتى الموت، وقتل المثليين جنسيًّا، وقطع أيدي اللصوص، وحظر التلفزيون والرياضة والألعاب وحتى الطائرات الورقية، وهذا النظام سيفرض نفسه من جديد على السكان في الأيام المقبلة. ويصف ريجيس لو سومير، المراسل الرائد لقاءه الأخير مع طالبان وإنشاء المحاكم الشرعية حيث يقول: هذا النظام البغيض كان أيضًا ملاذًا لتنظيم القاعدة وبن لادن والإرهابيين الإسلامويين الذين أقسموا على تدمير الغرب وتصدير نموذجهم المستمد من العصور الوسطى إلى الخارج.

فكيف نفسر إذن الفرار الأمريكي من أفغانستان عقب التدخل لهزيمة الدولة الإسلامية في السنوات الأخيرة في الشرق الأوسط أو بوكو حرام في مالي؟ لأن ما يميز داعش عن طالبان يتلخص ببساطة في الحصول على مقعد أفغاني في الجمعية العامة للأمم المتحدة، لكنهم يتشاركون في نفس الأيديولوجية السياسية والدينية، ونفس الكراهية للغرب والديمقراطية والنساء والمثليين جنسيًّا والأقليات الدينية وقيم الحرية والتحرر والمساواة.

ولن تكون اليقظة التي وعد بها الرئيس ماكرون كافية، فخطابه لم يرق إلى مستوى الحرب التي نخوضها ضد الإسلامويين، وعلينا محاربة طالبان بنفس قوة داعش إذا كنا لا نريد أن نرى قوسًا إرهابيًّا ينتشر من باكستان وحتى منطقة الساحل وسلسلة متصلة تربط القواعد الإرهابية في جميع أنحاء العالم بضرب فرنسا داخل أرضها.

إن عودة طالبان لا تعني الاقتصار على فرض الشريعة بين حدودها، بل الإعلان عن إمارة أفغانستان الإسلامية سيعرّض أوروبا الديمقراطية للخطر، ففي حوار مع شبكة سي إن إن الأمريكية، حذرت طالبان العالم من خلال أحد قادتها حين قال: “نحن مقتنعون أن المجاهدين سيحققون النصر يومًا ما، وأن الشريعة الإسلامية لن تسود فقط في أفغانستان؛ بل في جميع أنحاء العالم”.

لقد فهم الصحفيون العرب الخطر الكامن في ذلك، فبحسب صحيفة “عرب نيوز” السعودية، فإن تنظيم “داعش” هو الذي سيستفيد من انتصار طالبان؛ لأنه بمثابة دفعة شريرة لإحياء تيار الإسلام المتطرف، والإرهاب جزء من الحمض النووي لحركة طالبان التي حافظت على روابط ودية وحتى عائلية مع القاعدة، فالحركة لا تزال تستضيف ما يقرب من 600 مقاتل من القاعدة في أفغانستان.. إنها مسألة وقت فقط لرؤية المشاريع الإرهابية تخرج من كابول.

لهذا؛ يجب استخدام كل الوسائل لمنع طالبان من اكتساب القوة؛ لأن سقوط كابول بعد الانسحاب الأمريكي ليس مجرد قبر آخر أقيم في مقبرة الإمبراطوريات الأفغانية، كما كان الحال في السابق أثناء حقبتي البريطانيين ثم السوفييت، إنه يوم مظلم لديمقراطياتنا حين نشهد بلا حولٍ منّا ولا قوة انتصار الإسلاموية في العالم.. لقد خسرنا للتو معركة في حرب الجيل ضد هذا النظام الشمولي!

أفغانستان.. الأرض الأبدية لإحياء الجهاد العالمي

وفي صحيفة ” نوفيل أوبس”، أجاب “سيباستيان بوسوا”، الحاصل على دكتوراه في العلوم السياسية والمتخصص في شؤون الشرق الأوسط على التساؤل التالي: مع عودة طالبان إلى السلطة.. هل يمكن أن تصبح البلاد مرة أخرى ملاذًا للإرهاب الدولي؟

وقال “بوسوا” إنه من بين العديد من التساؤلات التي تطرح نفسها منذ استيلاء طالبان على أفغانستان، ما إذا كان يمكن للبلاد أن تتحول مرة أخرى لتصبح ملاذًا للإرهاب الدولي وتقلق الكوكب بأسره. وبعيدًا عن هزيمة الغرب من أجل تهدئة “طالبان” الجديدة، والمسؤولية الرئيسية للنخب الأفغانية الفاسدة على مدى عشرين عامًا في انهيار السلطة والجيش، تتخطى الأخبار كونها مجرد حدث بسيط وترقى تمامًا لكونها أزمة حضارية أكبر من مجرد مقاومة منظمة على هامش النظام العالمي. ومع ذلك، فإن المقاتلين المهمشين الذين يرفضون الغرب المهيمن منذ 2000 عام هم الإسلاميون الذي أصبحوا الأكثر فاعلية منذ سنوات، وتحتل أفغانستان مكانة بارزة في هذا الصراع اللامتناهي وتخاطر بالاستمرار على هذا الحال على المدى الطويل؛ لأنها أشبه بقلعة خضعت للمحاصرة مرات عديدة، وبالرغم من ذلك لم يتمكن أحد في عالمنا الحالي المنتصر من هزيمتها!

ودعونا نتذكر أن قدامى المحاربين في أفغانستان الذين قاتلوا ضد الاتحاد السوفيتي في عام 1979، كانوا بمثابة البذرة لجزء كبير من الجماعات الإسلامية العنيفة التي اجتاحت البلاد من شمال إفريقيا وحتى الساحل الإفريقي، ومن البوسنة إلى الشرق الأوسط، وحتى جنوب شرق آسيا، والتي انتهى بها الأمر إلى زعزعة استقرار أمريكا ثم أوروبا، وكانت نجاحاتهم ملحوظة من هجمات 11 سبتمبر 2001 في نيويورك، إلى الحرب في سوريا والهجمات التي ضربت الشرق الأوسط وقلب القارة الأوروبية. ومنذ سقوط تنظيم داعش في سوريا والعراق، أصبح قدامى محاربيه بلا شك نماذج جديدة، حتى أن بعضهم نجح في العودة إلى أراضي الجهاد الأصلية لإعادة شحن طاقتهم والاسترخاء والتعافي، وتعد أفغانستان واحدةً من تلك الوجهات الرئيسية لهؤلاء الإرهابيين.

طالبان الجديدة

كما لو كان تاريخ العشرين سنة الماضية يبرهن على أن نهاية أي حركة إسلاموية إرهابية لا يترك مجالًا لظهور أي هيكل آخر موروث من الماضي. ففي أفغانستان، حيث جميع أطياف الإسلاموية، نجد هناك بالطبع تنظيم القاعدة الذي موّل طالبان في وقتها، وتنظيم داعش الذي رأى هناك فريسة الأحلام وقد أشهر أسلحته بالفعل في ولاية خراسان في عام 2015، بالإضافة إلى هوس حركة طالبان في استعادة بلادهم منذ عام 2001. إننا أمام حالة من المزايدة من إجل إرساء الإسلاموية الأكثر “نجاحًا” في مواجهة الغربيين المهزومين، ولتقديم نفسها باعتبارها المحرّرة للشعب الأفغاني من الدول الفاشلة الفاسدة.

واليوم، يمكن لطالبان أن تتلمس نجاحها، بينما تحاول تقديم أنفسها على أنها باتت أكثر قبولًا لدى الغربيين مما كانوا عليه قبل عشرين عامًا. من الصعب طبعًا تصديق ذلك، لكن هل يمكننا أن نتخيل فقط أن انتصار الحركة الإسلاموية الخاطف تحقق دون موافقة واضحة من جزء كبير من الشعب الأفغاني، الذي سئم من الفساد وسوء الإدارة في دولة غير قادرة على تحقيق أي شيء من أجل أمنها وازدهارها وسلامها طوال عِقدين من الزمن قضتها مع الأمريكيين؟

انتصار طالبان سيشجع الجهاديين

من البديهي أن أفغانستان كانت مشروع طالبان وستظل كذلك، لكن من الواضح أن الحركة ستعطي أجنحة أيديولوجية ودينية للجماعات الأخرى التي تحلم أيضًا بإعادة تأسيس “خلافتها” من إفريقيا إلى جنوب شرق آسيا، ومرورًا بالشرق الأوسط، ولطالما اجتذبت الأيديولوجية الجهادية المرنة الناس من جميع أنحاء العالم، ويمكن لأفغانستان اليوم أن تُتيح فرصًا جديدة في ظل هذا المحيط من كراهية العالم العربي الإسلامي للغرب، ودائمًا ما عُرفت هذه الأيديولوجية القاتلة، التي تظل مشروعًا محتملًا لآلاف الأفراد في مواجهة الفراغ السياسي والاقتصادي والمأزق المستمر في الشرق الأوسط منذ عقود، كيف تعيد نشر نفسها بمهارة وعنف، وأمام حلم عودة أفغانستان المجيدة القابلة للتمويل مرة أخرى؛ ستتطور شهية الإسلامويين.

النزاع من أجل الزعامة الإسلامية في البلاد

وإذا تطبعت طالبان وقبلها الغرب يومًا ما للحماية من الأسوأ الذي لم يأت بعد، فإنها ستبدو بمثابة خائن جديد للقضية الإسلاموية، وسيشبه ذلك إلى حد ما مقاتلي تحالف الشمال عام 2001 الذين أصبحوا خونة بانضمامهم إلى جزء من السلطة، والذين لم يتمكنوا من وقف عودة الإسلامويين. ومن خلال تقديمها لتنازلات مع العالم الحر، ستولد طالبان أيضًا مقاومة جديدة في البلاد، بدايةً من عدوهم الأبدي داعش، والذي كان حتى اليوم محدود السيطرة.

ولم يمنع كل هذا طالبان في تقدمهما من الاضطرار إلى مواجهة دولة الخلافة التي نصبت نفسها في عام 2015 على ولاية خراسان، ومع سقوط الرقة، سرعان ما طمح تنظيم داعش الذي أعلن نفسه في أفغانستان في فبراير 2015 إلى أن يعلن الخلافة الإسلامية الجديدة، وفي وقت مبكر من مايو 2015، رفع داعش علمه الأسود فوق ولاية خراسان وأقام مقرًّا له في وادي ماماند، قبل أن تجبره الضربات الأولى في يوليو 2015 على تبني نهج يعتمد بشكل أكبر على طالبان بعد مقتل ثلاثة من قادته على التوالي.

والأسوأ من ذلك كله، أن الشعب الأفغاني رحّب بهذا الممثل الجديد بشكل إيجابي، معتقدًا أنه يخدم مصالح الحكومة الأفغانية ضد حركة طالبان المحلية، لكن الأمور تبدلت ودخلت حركة طالبان مرحلة المواجهة مع ولاية خراسان داعش، وكانت للأخيرة اليد العليا، حيث سيطرت اعتبارًا من يونيو 2015 على ثماني مناطق من تسع مقاطعات في مقاطعة ننجرهار، وهنا بلغت ذروة قوتها قبل الانهيار. لكن يجب أن نتذكر أن هذه كانت المرة الأولى التي لا يبايع فيها تنظيم إرهابي خارجي الزعيم التاريخي الملا عمر، زعيم حركة طالبان، وفي الوقت نفسه، وعد أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم داعش المقتول بمعاقبة حركة طالبان لأنها اختارت عدم الانضمام إلى داعش.

بايدن يدفع فاتورة 20 سنة من الأخطاء والأكاذيب في أفغانستان

وفي الأشهر المقبلة، من المرجح أن تندلع حرب مفتوحة كما لم يحدث من قبل بين الطرفين المتنازعين على الزعامة الإسلامية للبلاد، وهذا هو المكان الذي يمكن أن يكون لوصول الداعشيين الجدد إليه من كل مكان أن يؤثر على الميزان، وبالفعل لا تعاني البلاد من نقص في المجندين. ففي الواقع، عرفت أفغانستان منذ عقود تيارًا متطرفًا مؤثرًا يوجد في جميع طبقات المجتمع، لا سيما بين الشباب الذين استوعبوا الأيديولوجية الجهادية، وسوف يلتزمون بالنسخة الجهادية الجديدة الأكثر عنفًا، خاصةً إذا جرى دفع طالبان إلى التطبيع بسرعة كبيرة.

لقد فهمنا أنه في أفغانستان، لم يكن عدد المقاتلين هو المهم في الفوز، فكثيرًا ما هزم عددٌ أقل بكثير من طالبان الجيش الأفغاني الخامل، وفي الوقت الحالي، يبلغ عدد أنصار داعش بضعة آلاف، لكنهم قد يشهدون تضخم صفوفهم في الأشهر المقبلة، وبعد ذلك، سنكون في الطريق نحو صراع يَعِد بآلاف القتلى وبتركيز كامل للقوى الإقليمية، الأمر الذي يهدّد بمزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة بأسرها.

وفي النهاية، ستصبح أفغانستان ملاذ الموت العالمي الجديد! فهل سنأتي يومًا ما لمساعدة طالبان المتسمة بالتطبيع للتغلب على وحش جهادي غير تقليدي أكثر عدمية منهم؟ في الواقع، لقد أثبت التاريخ أن أنصارنا وتحالفاتنا دائمًا ما كانت تتسم في نهاية الأمر بالبراغماتية الشديدة.

ربما يعجبك أيضا