الصحراء.. ملاذ العرب الدافئ وتراثهم الأصيل

في الصحراء تمتزج الأساطير بالواقع، وتتبدى الحياة التقليدية والروح العربية القديمة، إنها الملاذ الدافئ وسط الطبيعة، وهي شاهد على التراث الأصيل.

صحراء الدول العربية ليست قاحلة، بل تنتشر بها المنتجعات التي تقدم تجارب عيش الحياة الصحراوية، ببساطتها وطرازها البدوي الأصيل، فهي رحلة إلى الماضي بتراثه وأصالته، والحاضر بأدواته الحديثة.

زايد.. قاهر الصحراء

الشيخ زايد بن سلطان

الصحراء في دولة الإمارات، ليست مجرد رمال ممتدة، بل هي غنية بأنواع مختلفة من الحيوانات والطيور، تغطيها النباتات وتزينها الواحات، وتتعدد بها الأنشطة مثل رحلات السفاري، ركوب الإبل، التزلج على الرمال، ارتداء الأزياء التقليدية، عروض الصقور وكلاب السلوقي.

واستطاع الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أن يقهر طبيعة الصحراء القاسية، ويؤسس دولة مدنية تغطيها المساحات الخضراء، فتحولت الرمال الصفراء إلى غابات من أشجار النخيل تقدَّر بنحو 60 مليون نخلة.

تجارب البر

يُروى أنه عندما جاء خبراء إلى الإمارات في بداية قيام الاتحاد وقالوا إنه لا يمكن زراعة الصحراء، قال لهم الشيخ زايد: “إذا كان هذا جوابكم، دعونا نجرب متوكلين على الله”، وبالفعل حققت التجربة نتائج مبهرة، وجرى تشجير آلاف الهكتارات، وتحولت الرمال الصفراء إلى جنان خضراء.

تجارب الصحراء

وتُشكل الصحاري ملاذًا لمحبي الهدوء والأجواء الطبيعية، بعيدًا عن صخب الحياة الحديثة. وتجتذب صحراء الإمارات الزائرين إلى واحاتها وكثبانها الرملية الساحرة لعيش تجارب “البر”، وما تحمله من حنين لتراث الأجداد.

اقرأ أيضًا: آبار الصحراء تمنح قمح العراق «قُبلة الحياة»

وتنتشر المنتجعات والفنادق الصحراوية التي تتميز بإطلالات رائعة على السهول الواسعة وسط الجبال، فيمكن ركوب الخيل والجمال، والتجول بالعربات السريعة وسط الكثبان الرملية، والخروج في رحلة سفاري، أو ممارسة فنون الرماية والصيد بالصقور، وحضور حفلات الشواء في المخيمات.

مقصد سياحي

الواحات الخضراء تزين الصحراء

في الصحراء تتنوع المناظر الطبيعية بين الامتدادات الصحراوية الرملية، التشكيلات الصخرية، والمحميات الطبيعية. والصحراء من أهم المقاصد السياحية في الإمارات.

ونجحت الإمارات في تحويل البيئة الصحراوية إلى بيئة جاذبة للزوار من خلال نموذج فريد يجمع بين المحافظة على البيئة وتنميتها وتحويلها إلى مقصد سياحي عالمي.

أسرار تاريخية

في قلب الجزيرة العربية، تقع صحراء المملكة السعودية، فمثلت نقطة التقاء بالدول العربية المجاورة ودول مجلس التعاون الخليجي، واكتسبت تنوّعًا في العادات والتقاليد والثقافات.

ولا تزال الكثير من الأسرار التاريخية تختبئ في باطن الصحراء السعودية، إذ يسعى علماء الآثار إلى استخراج آثار مملكتي دادان ولحيان القديمتين. ومملكة دادان مذكورة في العهد القديم، أما مملكة لحيان، فكانت من أكبر الممالك في زمانها، وامتدت من يثرب في الجنوب إلى العقبة في الشمال (الأردن حاليًّا).

صمت مطبق لا يشبه عالمنا

صحراء الربع الخالي

تتعدد الصحاري في السعودية، أكبرها هي الربع الخالي، التي وصفها المستكشف السير ويلفريد ثيسيجر بقوله: “ساد صمت مطبق لا يشبه عالمنا الصاخب بشيء”.

ويعود أصل بعض المناطق الصحراوية بالمملكة إلى غابات متحجرة، وتضم حفريات لحيوانات وطيور من عصور ما قبل التاريخ. وأخرى تضم أشهر الفنون الصخرية في السعودية، التي تعود إلى العصر الحجري القديم.

مراقبة النجوم

مراقبة النجوم أمتع لحظات بالصحراء

تستقبل صحاري السعودية أعدادًا متزايدة من عشاق السياحة البرية، وفيها تكثر المعالم التاريخية، كحيّ الطريف في الدرعية ومدائن صالح اللذين صنفا ضمن لائحة اليونيسكو لمواقع التراث العالمي.

ويمكنك في تلك الصحاري التخييم، مراقبة النجوم، والمشي لمسافات طويلة، وتسلق الجبال، ورياضات الفروسية، وغيرها من الأنشطة.

اقرأ أيضًا: صورة| مشهد ساحر لصحراء الجزائر من الفضاء