الصراع على أرض السودان.. الأزمة تتفاقم وحمدوك يحاول تصحيح المسار

أزمة السودان تتعمق.. وباحث سياسي لـ«رؤية»: جذور صراع القوى يعود لـ٢٠٢١

أحمد  حويدق

ما زالت الجهود التي بُذلت دون جدوى، في مسألة إنهاء الصراع المستمر منذ 10 أشهر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، والذي أوقع آلاف الأشخاص وأجبر أكثر من 6 ملايين على الفرار من منازلهم، ووصفت الانتهاكات بأنها “ترقى إلى مستوى جرائم حرب”.

وفي ظل الصراع الدائر، بدأت القوى الدولية في الدخول بشكل مباشر على خطى الأزمة خلال الأشهر الماضية، حيث وصلت أصداء النزاع السوداني إلى الحرب الروسية الأوكرانية، بعد أن أقرّت كييف بوجود قوات أوكرانية محدودة للتصدّي لقوات “فاغنر” في أرض السودان.

تعدد الأطراف الدولية

حسب المراقبين للوضع السوداني، فإنّه بعد أن سحبت “فاغنر” عناصرها من السودان منذ زمن، ونشرهم في دول مجاورة أخرى؛ كمالي وجمهورية إفريقيا الوسطى، استغلت واشنطن ذلك وبدأت تمارس نفوذها عبر عدة كروت؛ منها “المرتزقة الأوكران”.

2023 05 08T065354Z 1802812386 RC21P0A7U7XC RTRMADP 3 SUDAN POLITICS SOUTHSUDAN 1024x668 1

في السياق، يقول الباحث السوداني في الشؤون الدولية والإقليمية، الزاكي زكريا، إن “الأزمة السودانية تعاني تعدد الأطراف الدولية التي تصفّي حساباتها على حساب الشعب السوداني، فلطالما سعت الولايات المتحدة الأمريكية لتأجيج الصراعات في مناطق عدة، والهدف واضح، وهو السيطرة على الموارد والثروات الطبيعية في دول إفريقيا الغنية بها”.

ويُشير الزاكي زكريا، خلال تصريحاته لـ”رؤية”، إلى أن “وجود المقاتلين الأوكران خارج حدود بلادهم، أحد الشروط الأساسية لاستمرار واشنطن بكل تأكيد في تقديم دعمها المالي والعسكري لحكومة كييف”.

جذور الصراع

في تلك الزاوية، يرى الباحث السوداني في الشؤون الدولية أن النتائج الحالية تعود جذورها للسنوات الثلاثة الأخيرة، فبعد أن خطت البلاد خطواتٍ حثيثة نحو الحكم المدني، بدأت تحركات أكتوبر 2021، بعد أن قام الفريق أول عبدالفتاح البرهان على رأس القوات المسلحة السودانية من جهة، ومحمد حمدان دقلو المشهور بحميدتي من جهة أخرى، بالخروج من اتفاق تقاسم السلطة الهش الذي تم إبرامه بين المؤسسة العسكرية والمدنيين في ذلك التوقيت.

ويُضيف الزاكي زكريا أن في تلك الفترة بدأ عبدالله حمدوك، رئيس الوزراء السابق، تحركاته ضد تلك الخطوات، ما أدى إلى تأجيج غضب الشارع في ذلك التوقيت، وبدأت المطالب بحل المجلس العسكري ورفض الإجراءات الاستثنائية التي اتخذها قائد الجيش، عبدالفتاح البرهان، من فرض حالة الطوارئ، وحل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين.

عبدالله حمدوك الكناني هو سياسي سوداني شغل منصب رئيس الوزراء الخامس عشر لجمهورية السودان من 2019 إلى أكتوبر 2021، ونظرا لدراسته وعمله في الولايات المتحدة الأمريكية وحصوله على جنسيتها، استطاع حمدوك كسب ثقة السياسيين في البلاد، مما جعله على رأس قائمة المفضلين لديهم، وهو أكسبه دعما دوليا جعل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والقوى الغربية يصرحون بأنهم مستمرون في الاعتراف بحكومة حمدوك كقادة شرعيين للحكومة الانتقالية، مما أعاده رئيسا للوزارة في اتفاق مع الجيش السوداني.

ويؤكد الباحث السوداني أن تلك المرحلة المهمة هي التي عمقت الشرخ بين جميع القوى السودانية، كما عمل حمدوك على إثارة الخلافات بين الجيش وقوات الرد السريع، مما أدى في نهاية المطاف إلى إشعال فتيل الصراع المسلح بين الطرفين منذ أقل من سنة.

وحسب تقارير إعلامية، تسير واشنطن وفق خطة استراتيجية لتعزيز نفوذها في المنطقة واستخدام المرتزقة الأوكران لتحقيق مصالحها في القارة الإفريقية دون تدخّل مباشر منها، فالولايات المتحدة قدّمت على مدار العامين الكثير من المساعدات العسكرية إلى كييف، لكن دون جدوى أمام روسيا، مما جعلها تفكّر في استثمار ذلك الدعم خارج حدود أوكرانيا لخدمة نفوذها.

ربما يعجبك أيضا