الصفدي يلتقي عباس في رام الله.. التحام أردني فلسطيني بمواجهة الضم الإسرائيلي

علاء الدين فايق

رؤية – علاء الدين فايق

عمّان – تأتي زيارة وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إلى الضفة الغربية ولقاؤه الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله، مع اقتراب موعد تنفيذ إسرائيل خطة ضم أراض فلسطينية تحت سيادتها وهو أمر ترى فيه عمّان “مفترق طرق للمنطقة بأكملها”.

وهذه الزيارة المفاجئة والأولى من نوعها منذ أشهر طويلة، في ظل توتر العلاقات الرسمية بين عمّان وتل أبيب، تأتي بعد يوم من تخيير الصفدي لإسرائيل ما بين “سلام عادل” عن طريق حل الدولتين أو “صراع طويل أليم” نتيجة الضم.

وحمل الصفدي، الذي وصل الأراضي الفلسطينية على الرغم من الحدود المغلقة منذ منتصف آذار الماضي، رسالة من الملك عبدالله الثاني للرئيس عباس”.

وقالت وزارة الخارجية عبر صفحتها على تويتر إن الرسالة التي حملها الصفدي “في إطار التنسيق والتشاور المستمرين بين الجانبين حول التطورات المرتبطة بالقضية الفلسطينية”.

ويواصل الأردن منذ إعلان الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو، مساعيه وتحذيراته ودعواته لوقف المخططات الإسرائيلية لضم المزيد من الأراضي الفلسطينية.

لماذا الصفدي في رام الله؟

يرى مقرر لجنة فلسطين في مجلس الأعيان الأردني، صخر دودين أن توقيت زيارة الصفدي إلى رام الله يدل على عمق العلاقة بين الأردن وفلسطين سيما في هذه المرحلة الحاسمة من عمر الصراع العربي الإسرائيلي.

وقال دودين في تصريحات صحفية اليوم الخميس، إن توقيت الزيارة مهم جدًا سيما أنه يأتي في ظل عزل دول العالم بعضها عن بعض بسبب تداعيات كورونا.

وأوضح أن هناك اتصالات عديدة أجراها الملك عبدالله الثاني مع أبرز أعضاء الكونغرس الأمريكي للتحذير من قضية الضم الإسرائيلي، وهو ما يستلزم إطلاع القيادة الفلسطينية على مستجداتها ووجهة النظر الأمريكية المعارضة لخطوة إسرائيل التي تدعمها الإدارة الأمريكية.

وأكد أن الزيارة لها دلالات كبيرة، وتؤكد على جدية الأردن من أن خطة الضم سيكون لها نتائج خطيرة تصل حد الصدام الكبير الذي حذر منه العاهل الأردني قبل أسابيع.

وخلال مقابلة مع مجلة “دير شبيغل” الألمانية الشهر الماضي، قال الملك عبد الله الثاني إن إقدام تل أبيب على الضم سيؤدي إلى “صدام كبير” مع الأردن في حين هدد رئيس وزرائه عمر الرزاز ب”إعادة النظر” في العلاقة مع اسرائيل “بكافة أبعادها”.

وقبل أيام قال وزير الدولة لشؤون الإعلام أمجد العضايلة إن الضم “لن يمر دون رد”، وأكد على أن إسرائيل والمنطقة لن تهدأ حال تنفيذ هذه الخطوة. 

وفي هذا السياق، قال مقرر لجنة فلسطين في مجلس الأعيان الأردني، إن الموقف الرسمي من القضية ثابت لا يتبدل، مشيرا إلى أنه مبنى على صلابة الموقف الشعبي الأردن، وكذلك أن الأردن محاط بدعم من مواقف عربية توافق على مخالفة الضم.

وأوضح الصفدي في بيان رسمي حصلت “رؤية” على نسخة منه، أن “تنفيذ إسرائيل قرار الضم سيقتل كل فرص تحقيق السلام الشامل ما يشكل خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين”.

وأكد الصفدي “ضرورة تحرك المجتمع الدولي بشكل سريع وفاعل لمنع الضم وإعادة إحياء آفاق تحقيق السلام العادل الذي تقبله الشعوب والذي اعتمدته كل الدول العربية خيارا إستراتيجيا”.

غانتس يعارض نتنياهو بخطة الضم

وبالتزامن مع زيارة وزير الخارجية الأردني للأراضي الفلسطيني، في وقت أعلن فيه وزير الأمن الإسرائيلي ورئيس الحكومة البديل بيني غانتس، لأول مرة موقفه من خطة نتنياهو القاضية بضم أراض فلسطينية.

وقال إنه لن يدعم فرض السيادة في مناطق “مع سكان فلسطينيين كثر”.

ونشرت وسائل إعلام عبرية عن غانتس قوله، إنه سيحرص على عرض هذه العمليات أمام المستويات المهنية في حزب أبيض أزرق حتى تبدي رأيها بالموضوع.

وصرح عانتس لأول مرة بشكل حاسم انه لن يدعم العملية- هذا بهدف منع اشتعال المنطقة.

وقال “أنا متأكد أن رئيس الحكومة لن يعرض اتفاق السلام مع الأردن والعلاقات الاستراتيجية للكيان مع الولايات المتحدة للخطر من خلال خطوة غير مسؤولة”.

وتعهد نتانياهو، في مناسبات كثيرة، بضم مستوطنات وأجزاء من الضفة الغربية بينها غور الأردن الاستراتيجي، وأنه سيقدّم اعتبارا من الأول من يوليو استراتيجيته لتنفيذ ذلك.

وحتى الآن لم يتم الكشف عن تفاصيل خطة الضم بشكل كامل، فيما تمهد هذه الخطوة حال تنفيذها بتطبيق “صفقة القرن الأمريكية” القاضية بإنهاء القضية الفلسطينية.

ربما يعجبك أيضا