الصواريخ الإيرانية.. ورقة رابحة لروسيا في معركة أوكرانيا

تعزيز التعاون الروسي الإيراني.. هل الصواريخ الباليستية الحل؟

أحمد عبد الحفيظ

مع استمرار الحرب في أوكرانيا وتصاعد التوترات بين روسيا والغرب، يثار التساؤل حول مدى استفادة روسيا من التعاون العسكري مع دول مثل إيران، وخاصة فيما يتعلق بالصواريخ الباليستية الإيرانية.
وبحسب صحيفة “واشنطن بوست الأمريكية” في تقرير لها نشرته الثلاثاء 10 سبتمبر 2024 فإنه في ظل العقوبات الغربية المفروضة على روسيا، ظهرت احتمالات جديدة لتعزيز قدراتها العسكرية من خلال علاقاتها مع حلفاء غير تقليديين، كإيران التي تمتلك ترسانة متطورة من الصواريخ الباليستية.

خلفية العلاقات العسكرية بين روسيا وإيران

تاريخ التعاون العسكري بين روسيا وإيران يعود لعقود، خاصة في مجالات الدفاع والتكنولوجيا العسكرية.
وفي السنوات الأخيرة، تعزز هذا التعاون بشكل ملحوظ، حيث برزت إيران كحليف استراتيجي لروسيا في مواجهة الضغوط الغربية، وخاصة في سوريا وأزمات الشرق الأوسط. هذا التعاون دفع بعض المحللين إلى التساؤل حول إمكانية نقل إيران صواريخ باليستية إلى روسيا لاستخدامها في أوكرانيا، وما إذا كانت هذه الخطوة ستحدث فرقًا في ساحة المعركة.

الإمكانيات العسكرية للصواريخ الباليستية الإيرانية

إيران تمتلك واحدة من أكثر ترسانات الصواريخ الباليستية تطورًا في المنطقة، يشمل ذلك صواريخ متوسطة وبعيدة المدى قادرة على ضرب أهداف على مسافات تتجاوز 2000 كيلومتر.
هذه الصواريخ أثبتت فعاليتها في العديد من النزاعات الإقليمية، ما يجعلها خيارًا مغريًا لدولة مثل روسيا التي تواجه تحديات لوجستية وعسكرية في أوكرانيا.

إذا تمكنت روسيا من الحصول على صواريخ باليستية إيرانية، فقد تعزز قدرتها على استهداف البنية التحتية الحيوية في أوكرانيا من مسافات بعيدة، وبالتالي تغيير مسار الصراع.

الفوائد المحتملة لروسيا

استفادة روسيا من الصواريخ الإيرانية قد تكون متعددة الجوانب، أولها أن هذه الصواريخ قد توفر لروسيا قوة نارية إضافية في وقت تحتاج فيه لتعويض خسائرها العسكرية.
كما أن الصواريخ الباليستية تمتاز بقدرتها على تجاوز أنظمة الدفاع الجوي المتقدمة، مما يعني أن القوات الأوكرانية قد تجد صعوبة أكبر في اعتراضها.
استخدام الصواريخ الإيرانية قد يمنح روسيا عنصرًا من المفاجأة التكتيكية، إذ قد تكون أنظمة الدفاع الأوكرانية غير مهيأة للتعامل مع هذا النوع من التهديد.

التحديات والمخاطر

رغم الفوائد المحتملة، هناك تحديات تواجه روسيا إذا ما قررت الاعتماد على الصواريخ الإيرانية.
من أبرز هذه التحديات هو الاعتماد على دولة ثالثة لتزويدها بالأسلحة، مما قد يجعلها عرضة لضغوط دولية إضافية، كما أن نقل الصواريخ من إيران إلى روسيا يتطلب لوجستيات معقدة وقد يتعرض لشبكات المراقبة والاستهداف الغربي، مما يزيد من مخاطر الفشل.
بالإضافة إلى ذلك، استخدام الصواريخ الباليستية قد يفاقم التوترات بين روسيا والدول الغربية، حيث أن استخدام هذا النوع من الأسلحة في صراع مثل أوكرانيا قد يعتبر تصعيدًا خطيرًا، وهذا قد يدفع الغرب إلى تعزيز دعمه العسكري لأوكرانيا، وربما حتى فرض عقوبات جديدة على روسيا وإيران.

حرب نفسية

رغم أن روسيا تملك ترسانة صواريخ باليستية متطورة، إلا أن تعاونها مع إيران قد يكون ضمن الحرب النفسية المشتعلة بينها وبين أمريكا والغرب.

على الأرض الصواريخ الإيرانية قد تكون ذات مفعول أقل من تلك التي تملكها روسيا، لكن رفع التعاون العسكري في هذا الوقت مع إيران التي تشهد اختناق اقتصادي بسبب العقوبات قد يكون هدفه توجيه رسالة للغرب بأن روسيا لن تترك إيران وحدها في أزماتها خاصة وأن التقارير تقول أن تلك الأموال ستنقل لإيران دون المرور على أي بنوك أمريكية أو غربية أو حتى نظام سويفت ما يعني أنها ستتحايل على العقوبات.

رد الفعل الدولي

استخدام روسيا للصواريخ الإيرانية قد يثير ردود فعل دولية واسعة النطاق، من المحتمل أن تتسبب هذه الخطوة في توترات إضافية مع الولايات المتحدة والدول الأوروبية التي قد تعتبر ذلك خرقًا للتوازن العسكري في المنطقة.
علاوة على ذلك، قد تواجه إيران نفسها ضغوطًا دبلوماسية وعقوبات جديدة إذا ما تأكد تورطها في تزويد روسيا بالصواريخ.

ربما يعجبك أيضا