الصين البلد الأكثر ديمقراطية في نظر شعبها.. ما الأسباب؟

علاء بريك

هل تُختَزل الديمقراطية إلى صندوق اقتراع وممارسة انتخابية؟


صدر عن منظمة ألاينس أوف ديموكراسيس بالتعاون مع مؤسسة لاتانا التقرير السنوي الخاص بمؤشر إدراك الديمقراطية.

أظهرت نتائج التقرير آراء لافتة بصدد الديمقراطية، بما يثير أسئلة حول معنى الديمقراطية اليوم. وضمت عينة الاستطلاع الذي جرى بين 30 مارس و10 مايو 2022 قرابة 53 ألف شخص من 53 بلدًا حول العالم يمثّل سكانها 75% من مجمل سكان الكوكب، فما أبرز نتائجه؟

إلامَ يهدف المؤشر؟ ومن يُصدره؟

بحسب التقرير، فإن المؤشر يستهدف معرفة رأي الناس بصدد الديمقراطية في بلدانهم وما تواجهه من تحديات كبرى. ويصدر التقرير عن منظمة ألاينس أوف ديموكراسيس غير الهادفة إلى الربح التي أسسها رئيس الوزراء الدانماركي السابق والأمين العام الأسبق لحلف الناتو، آندِرس فوج راسمسِن، في عام 2017.

أظهرت نتائج الاستطلاع أن 84% من الناس يرون أنه من الضروري وجود الديمقراطية في بلدانهم، وكانت اليونان، مسقط رأس الديمقراطية، صاحبة النسبة الأكبر، فقد رأى 96% من سكانها أنه يجب إرساء الديمقراطية في بلدهم.

من جهة ثانية، لا يزال أكثر من ثلاثة أرباع الناس يؤمنون بالديمقراطية، وهذه النسبة تزايدت عبر السنوات الماضية، فقد بلغت في 2019 79%، وفي 2020 نحو 80%، وفي 2022 وصلت إلى 84%.

مَن الأكثر ديمقراطية؟

على عكس التوقعات، رأى أغلبية الصينيين 83%، أن بلدهم ديمقراطي، في حين كانت البلد الأقل ديمقراطية في نظر شعبها هي فنزويلا 24%، تلتها إيران 28%.

وقد أكّد هذه النتائج مؤشر العجز الديمقراطي الذي يقيس الفرق بين أهمية الديمقراطية عند شعبٍ ما ورؤيته لمستوى الديمقراطية في بلد هذا الشعب، فقد أظهرت الصين أقل الفروقات (9 نقاط)، في حين كانت الفروقات في حالة فنزويلا (55 نقطة).

FUN9Vh UYAApEG9

ما سر ديمقراطية الصين؟

في الوقت الذي يرى فيه أغلب سكان دول العالم في التركيز على مكافحة الفقر أولوية قصوى، كانت الأولوية القصوى عند سكان الصين هي مكافحة الفساد، وكذلك لم يعطِ الصينيون أولوية قصوى لتقليل عدم المساواة في الدخل، في حين كانت هذه المسألة أولوية عند كوريا الجنوبية وتايوان والدول الديمقراطية.

يظهر من الاستطلاع أن 5% من الصينيين يرون أن حكومة بلدهم تخدم مصالح أقلية معينة، ولم يشاركهم الـ95% الباقين هذا الرأي، في حين أن أكثر من 50% من الأمريكيين يرون أن حكومة بلدهم تخدم أقلية معينة، لا عموم الشعب. إن الديمقراطية الغربية تركز أكثر على صندوق الاقتراع وحرية التعبير.

ما مهدِّدات الديمقراطية؟

يظهر من النتائج أن المهدِّد الأكبر للديمقراطية هو عدم المساواة الاقتصادية، فقد رأى 68% من سكان الدول الديمقراطية في هذا التهديد أبرز ما يهدد الديمقراطية في بلدانهم، تلاه مهدِّد الفساد والشركات العالمية الكبرى.

رأى 78% من الأمريكيين في الفساد مهدِّدًا للديمقراطية، ورأى 72% منهم في الشركات الكبرى تهديدًا لديمقراطية بلدهم، في حين أشار نحو 60% منهم إلى عدم المساواة الاقتصادية على أنه مهدِّد للديمقراطية في بلدهم.

ربما يعجبك أيضا