الصين تتجه لتصدر مجال تكرير النفط حول العالم

رؤيـة

باريس – كانت الولايات المتحدة تحتل صدارة مجال التكرير منذ بداية عصر النفط منتصف القرن التاسع عشر، لكن تتوقع وكالة الطاقة الدولية أن الصين ستطيح بها في وقت مبكر من العام المقبل.

وأضرت أزمة “كوفيد-19” بصناعة التكرير العالمية، مع نمو الطلب على البلاستيك والوقود في الصين وبقية آسيا، مع تعافي الاقتصادات سريعًا من الوباء، بينما تعاني المصافي في الولايات المتحدة وأوروبا من أزمة اقتصادية أعمق، إلى جانب أن التحول بعيدًا عن الوقود الأحفوري يضعف التوقعات طويلة الأجل للطلب على النفط.

وأغلقت “رويال داتش شل” مصفاة تكرير النفط التابعة لها في كونفنت بولاية لويزيانا في وقت سابق هذا الشهر، وذلك على الرغم من أنها لم تكن قديمة وكانت كبيرة حسب المعايير الأمريكية، ومتطورة بشكل يكفي لتحويل كمية كبيرة من النفط الخام إلى وقود عالي القيمة.

ومع إغلاق المنصة أصبح حوالي 700 عامل بلا وظيفة، في الوقت الذي كانت تطلق فيه وحدة جديدة في مجمع “تشجيانغ” التابع لشركة “رونغ شنغ للبتروكيماويات” شمال شرق الصين، بحسب وكالة “بلومبيرج”.

ويعد ذلك المشروع واحدًا من أربعة مشروعات قيد التنفيذ في البلاد، بقدرة معالجة للنفط الخام يصل إجماليها إلى 1.2 مليون برميل يوميًا، أي ما يعادل قدرة التكرير الإجمالية للمملكة المتحدة.

ويشهد نظام الطاقة العالمي صعود صناعة التكرير في الصين، إلى جانب العديد من المصانع الجديدة الكبرى في الهند والشرق الأوسط، كما أن مصدري النفط يبيعون مزيدًا من النفط الخام إلى آسيا والقليل إلى العملاء القدامى في أمريكا الشمالية وأوروبا.

وأصبحت مصافي التكرير الصينية مع زيادة الطاقة الإنتاجية قوة متنامية في الأسواق الدولية للبنزين والديزل وأنواع الوقود الأخرى، مما يضغط أيضًا على المصافي القديمة في أجزاء أخرى في آسيا، فخلال الشهر الجاري، أعلنت “شل” أنها ستخفض طاقتها إلى النصف في مصفاتها في سنغافورة.

ربما يعجبك أيضا