تبني جيشًا بمستوى عالمي.. الصين تستعد لإدخال طائرة «KJ-600» الخدمة

علاء بريك

بعد صورها الأولى في أغسطس 2020، الطائرة الصينية "كي جي-600" تنهي آخر الطلعات الجوية الاختبارية قبيل دخولها إلى الخدمة رسميًّا في المستقبل.


بعد إطلاق حاملة الطائرات الصينية “فوجيان”، يستعد الجيش الصيني لتزويدها بأحدث طائرة إنذار مبكر إثر إتمامها آخر طلعات الاختبار، في إطار بناء جيش على مستوى عالمي.

لكن على الجهة المقابلة من المحيط، تدور معركة ضارية داخل المؤسسة العسكرية الأمريكية، بشأن تحديد الاستراتيجية العسكرية والخطط المثلى لضمان تفوق البحرية الأمريكية على الساحة الدولية وتقليل المخاطر العسكرية.

طائرة صينية جديدة

حسب موقع “ذا درايف“، بدأت الطائرة الصينية “KJ-600” تجارب الطيران في خريف عام 2020، وتتولى شركة “شي يان لصناعة الطائرات” تطويرها. والطائرة مزودة بمحرك توربيني مزدوج تشبه إلى حد بعيد طائرة “E-2 Hawkeye” التابعة للبحرية الأمريكية، وتتميز بحملها رادارًا كبيرًا فوق هيكلها.

تأتي هذه التطورات بعد نحو شهر من إطلاق حاملة الطائرات “فوجيان” الصينية الجديدة، ما يشير إلى إدخال جناح جوي جديد للحاملة يُتوقع أن تكون الطائرة أحد أبرز عناصره. وظهرت الصور الأولى للطائرة في أغسطس 2020، وكانت مطلية باللونين الأخضر والأبيض، ما يشير إلى أنها لا تزال نموذجًا أوليًّا.

دورها

تمتلك القوات الجوية لجيش التحرير الشعبي طائرات الإنذار المبكر الأرضية “KJ-2000” و”KJ-500″، لكن في الوقت الحالي يتعين على حاملات الطائرات البحرية الصينية الاعتماد على طائرات الهليكوبتر في نظام الإنذار المبكر المحمول جوًّا. ولأن محركها التوربيني غير المناسب لمنصات الإطلاق التقليدية، من المتوقع أن تلحق بالحاملة “فوجيان”.

وبمجرد دخول الطائرة “KJ-600” إلى الخدمة مع نطاق وسرعة وحمولة محسّنة كثيرًا، يمكن أن تعزز بقدر كبير منظومة الإنذار لمجموعة حاملة الطائرات الضاربة. ويمكنها أيضًا تحسين التواصل في سلسلة القيادة في ساحة المعركة وشبكة البيانات، ويمكن استخدامها حتى لتوجيه الصواريخ التي تطلقها المدمرات الأرضية، حسب  موقع “ساوث تشاينا مورننج بوست“.

1598977565 kj 600 5

بناء جيش على مستوى عالمي

وفقًا لموقع “تشاينا ميليتري“، دعا الرئيس الصيني، شي جين بينج، لبذل جهود لبناء قوات عسكرية على مستوى عالمي من خلال الاعتماد على الكفاءات العلمية والمهنية، وتعزيز مستوى التعليم التكنولوجي والابتكار في نظام الموارد البشرية العسكرية.

شي أدلى بهذه التصريحات في أثناء ترؤسه جلسة دراسة جماعية للمكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، أمس الجمعة 29 يوليو 2022، بشأن مواصلة تنفيذ استراتيجية تقوية المؤسسة العسكرية من خلال تدريب ورعاية الكفاءات في الظرف المستجد.

وقال شي إن الوضع العالمي المتقلب يعني أن الأمن القومي للصين يواجه مزيدًا من عدم الاستقرار وعدم اليقين، ودعا لتعزيز الوعي بالأخطار في نفس وقت اتجاه الجيش نحو تحقيق هدفه المئوي في عام 2027. وأشار إلى ضرورة متابعة الاتجاهات المتطورة في أنماط الحرب الحديثة، وأن يكون تعزيز القدرات القتالية والانتصار في الحروب هو الهدف الأساسي للجيش.

معركة داخل البحرية الأمريكية

تسعى البحرية الأمريكية لتعزيز أسطولها، لكن خلافًا حول العدد المطلوب ثار بين قادة البنتاجون والبحرية، نتيجة لمعركة داخلية ما زالت مستعرة بين كبار قادة البحرية ومشاة البحرية والبنتاجون. وتأتي هذه الخلافات في وقت عصيب للبحرية، كونها تكافح لزيادة حجم أسطولها وسط سلسلة من إخفاقات بناء السفن التي استنزفت ثقة الكونجرس.

نائبة وزير الدفاع، كاثلين هيكس، تقترح خفض عدد السفن البرمائية التقليدية والاستثمار في السفن المسيَّرة والسفن الخفيفة، حسب موقع “بوليتيكو“. لكن رؤية هيكس تتعارض مع خطط قادة البحرية وسلاح مشاة البحرية، الذين يريدون الاحتفاظ بالعشرات من السفن التي يقولون إنها عنصر أساسي لتحريك مشاة البحرية والطائرات في الهندوباسيفيك، حيث تسعى الولايات المتحدة لردع أي هجوم صيني.

ومن جهة ثانية، يرى بعض النقاد أن السفن الكبيرة فريسة سهلة للصواريخ الصينية بعيدة المدى، وبسبب طبيعتها فإنها لا تستيطع الرسو في الجزر الصغيرة في المحيط الهادئ لإنزال مشاة البحرية بأمان على الشاطئ. ولذا، يفضل الفريق الآخر أن َتصبح البحرية أصغر وأسرع وأن تطور أنظمة مسيَّرة.

ربما يعجبك أيضا