الضغط يتصاعد على ألمانيا لإرسال دبابات «ليوبارد» إلى أوكرانيا

آية سيد
الضغط يتصاعد على ألمانيا لإرسال دبابات إلى أوكرانيا

أعربت عدة دول، مثل بولندا وفنلندا، عن رغبتها في إرسال بعض الدبابات إلى أوكرانيا، لكنها لا تستطيع فعل هذا دون موافقة برلين.


بعد مرور 11 شهرًا على الحرب الروسية الأوكرانية، تقول كييف إنها تحتاج إلى الدبابات الغربية لطرد القوات الروسية في المعارك الحاسمة خلال 2023.

وعلى الرغم من أن دبابات ليوبارد الألمانية تُعد الخيار المنطقي الوحيد المتاح بأعداد كافية، اعترضت برلين، حتى الآن، على إرسالها، لكن أوكرانيا اقتربت خطوة من نيل مرادها، في ظل تزايد الضغط على ألمانيا لحسم موقفها، قبل اجتماع غربي مرتقب، يوم الجمعة المقبل.

وزير دفاع جديد

بعد استقالة وزيرة الدفاع الألمانية، كريستين لامبريخت، اختارت برلين السياسي المغمور والحليف المقرب للمستشار، أولاف شولتز، بوريس بيستوريوس، خلفًا لها، وفق ما ذكر تقرير لوكالة أنباء “رويترز“، نشرته أمس الثلاثاء 17 يناير 2023.

وتوقع الكثيرون أن يكون إرسال الدبابات الألمانية الصنع إلى أوكرانيا على رأس أجندة الوزير الجديد. وصرّح وزير الاقتصاد، روبرت هابيك، قبل الإعلان عن اختيار بيستوريوس: “عند الإعلان عن وزير الدفاع، ستكون هذه أول قضية تُحسم عمليًّا”.

الضغط يتصاعد على ألمانيا لإرسال دبابات إلى أوكرانيا

وزير دفاع ألمانيا الجديد، بوريس بيستوريوس

إلا أن بيستوريوس، في أول تصريحاته، لم يذكر شيئًا عن إرسال الأسلحة لأوكرانيا. وقال في بيان: “أنا أعرف مدى أهمية المهمة. ومن المهم أن أُشرك الجنود معي”. ولفتت “رويترز” إلى أن ألمانيا كانت حذرة بشأن إرسال الأسلحة، التي تراها روسيا تصعيدًا للصراع.

جهود حثيثة

في ظل التوقعات بشن روسيا هجومًا جديدًا، بدأت أوكرانيا حملة جديدة لإقناع الحلفاء الغربيين بتزويدها بأسلحة أكثر تقدمًا، مثل الدبابات وصواريخ الدفاع الجوي، وفق ما أوردته صحيفة “نيويورك تايمز“.

وتبلورت هذه الجهود الأوكرانية، عندما التقى رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، الجنرال مارك مايلي، بنظيره الأوكراني وجهًا لوجه، للمرة الأولى في بولندا، أمس الثلاثاء. وحسب “رويترز”، أوضح الجنرال الأوكراني، فاليري زالوجني، في هذا الاجتماع “الاحتياجات الطارئة” لقواته.

وفي دافوس بسويسرا، حضر المسؤولون الأوكرانيون، والسيدة الأولى، أولينا زيلينسكا، المنتدى الاقتصادي العالمي، للضغط على القادة العالميين وصناع الرأي، لاستخدام نفوذهم في مساعدة كييف، وفق “نيويورك تايمز”.

اجتماعات رفيعة المستوى

من المقرر أن يلتقي وزراء دفاع الناتو، يومي الأربعاء والخميس المقبلين، في بروكسل، بهدف تقييم القتال لمساعدة أوكرانيا. ويوم الجمعة المقبل، سينضم إليهم مسؤولون من مجموعة أوسع من الدول، التي نسقت المساعدات لأوكرانيا، في قاعدة رامشتين الجوية بألمانيا.

وحسب الصحيفة الأمريكية، سيقود وزير الدفاع، لويد أوستن، هذه المباحثات، التي تركز على أنواع وكميات الأسلحة المرسلة، ويشمل ذلك السؤال المهم بشأن إرسال الدبابات الغربية من عدمه.

دبابات «ليوبارد»

تُعد ألمانيا محط تركيز رئيس لمباحثات الحلفاء، لأن دباباتها من طراز “ليوبارد 2” ممتازة ومتوفرة بعدد كبير في الجيوش الأوروبية. ووفق “نيويورك تايمز”، أعربت عدة دول، مثل بولندا وفنلندا، عن رغبتها في إرسال بعض الدبابات إلى أوكرانيا، لكنها لا تستطيع فعل هذا دون موافقة برلين.

وحتى الآن، لم يوافق شولتز على إمداد كييف بهذه الدبابات المتطورة، أو السماح لدول ثالثة بإرسالها. وفي حوار مع شبكة “بلومبرج“، أمس الثلاثاء، قال المستشار الألماني إنه يجري محادثات مع الحلفاء بشأن الدبابات، محذرًا من أن الإعلانات يجب أن تأتي بالتزامن مع الآخرين.

الضغط يتصاعد على ألمانيا لإرسال دبابات إلى أوكرانيا

دبابة ليوبارد الألمانية في مصنع بميونيخ

ضغوط متزايدة

لفتت “بلومبرج” إلى أن شولتز كان يتعرض للضغط من الحلفاء لإرسال دبابات ليوبارد إلى كييف، حال اشتداد القتال خلال الربيع. وكذلك تعرض لانتقادات بسبب إحجامه عن تزويد الأسلحة الثقيلة، خشية استفزاز الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.

وعلى الرغم من أن شولتز حصل على متنفس، مطلع هذا الشهر، عندما وافق على إرسال 40 مدرعة “ماردر”، ومنظومة “باتريوت” كجزء من إعلان مشترك مع الولايات المتحدة، استمرت الدعوات المطالبة بإرسال دبابات ليوبارد القوية.

وفي هذا الصدد، قال شولتز: “نحن ندعم أوكرانيا طالما لزم الأمر بكل السبل الممكنة”، مضيفًا أن الهدف هو “تجنب أن تصبح هذه حربًا بين روسيا وحلف شمال الأطلسي (ناتو)”.

هل تغير الدبابات مجرى الحرب؟

أشارت صحيفة “نيويورك تايمز” إلى أن العدد الصغير من الدبابات الغربية لن يغير شكل الصراع، لكن المئات منها قد تساعد القوات الأوكرانية في طرد الروس من مساحة أكبر من شرقي البلاد. ولهذا طلب المسؤولون الأوكرانيون 300 دبابة، وقرابة 600 عربة مشاة مدرعة.

وتمثل الدبابات أيضًا دفعة معنوية مهمة لأوكرانيا، التي تأمل طرد الروس إلى خطوط ما قبل الغزو. وحينها، يتوقع بعض المسؤولين الغربيين أن تصبح أوكرانيا مستعدة لمحادثات السلام مع روسيا.

الضغط يتصاعد على ألمانيا لإرسال دبابات إلى أوكرانيا

دبابات ليوبارد الألمانية

تحديات وعقبات

حذرت شركة “راينميتال” المُصنعّة لدبابات ليوبارد من أن الدبابات، التي تريدها أوكرانيا، لن تكون جاهزة للتسليم قبل 2024، حسب ما نقلت صحيفة “الجارديان” البريطانية. وفي تصريحات لصحيفة “بيلد آم زونتاج” الألمانية، قال الرئيس التنفيذي للشركة، آرمن بابرجر: “حتى لو صدر قرار إرسال دباباتنا إلى كييف غدًا، سيستغرق التسليم حتى بداية العام المقبل”.

وأضاف بابرجر أن “راينميتال” تمتلك 22 دبابة من طراز “ليوبارد 2″، و88 من طراز “ليوبارد 1” في مخازنها، موضحًا أن إرسال الدبابات الجاهزة للقتال سيستغرق شهورًا، ويكلف ملايين اليوروهات، التي لن تستطيع الشركة تحملها حتى تأكيد الطلب، لأنه “يجب تفكيك المركبات بالكامل، وإعادة بنائها”.

وفي سياق متصل، حذر مسؤولون عسكريون غربيون من أن تدريب القوات الأوكرانية على استخدام الدبابات وصيانتها سيستغرق وقتًا، حسب “نيويورك تايمز”.

ربما يعجبك أيضا