الطائرات المسيّرة.. كابوس يؤرق الأمريكيين والعراقيين

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

ما حذّر منه الأمريكيون بشأن استخدام المسيّرات في العراق حصل في الساعات الماضية، بعدما استهدفت ثلاث طائرات مسيّرة قاعدة فيكتوريا في مطار بغداد الدولي حيث يتمركز عسكريون أمريكيون، وذلك بعد وقت قليل من تعرض القاعدة لقصف صاروخي.

يبدو إذن أن إيران تطلب من ميليشياتها الموالية لها بالعراق التهدئة علنًا، وتقوم بطريقة سرية بممارسة تحريضهم على التصعيد وكأن إيران تلعب بورقة الاتفاق النووي.

نهاية عصر الكاتيوشا

ما كان كابوسا يؤرق واشنطن وبغداد، أصبح واقعا يحلق فوق القوات والقواعد الأمريكية والعراقية، في تطور ميداني ربما يأذن بنهاية عصر الكاتيوشا والصواريخ التقليدية، والطائرات المسيرة التي تحركها الميليشيات في الأجواء العراقية.

هجوم فيكتوريا الأخير سبقه بأيام هجوم تعرضت له قاعدة عين الأسد الجوية في محافظة الأنبار بطائرتين من نوع درون، وهو الهجوم «الثاني» من نوعه ضد القاعدة نفسها في الشهر ذاته. وفي أربيل أيضا استهدفت طائرة مفخخة مجمع مطار أربيل خلال شهر أبريل الماضي.

القلق الأمريكي المتنامي عبر عنه القائد الأعلى للقوات الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، الجنرال كينيث ماكينزي، بالقول إن الطائرات المسيرة المسلحة باتت تشكل تهديدا خطيرا وأن القوات الأمريكية تعمل على قدم وساق من أجل ابتكار الوسائل المناسبة لمواجهة الهجمات الجديدة.

خلاف داخل ميليشيات طهران

الجنرال صفوي مستشار خامنئي متحدثاً باسم الحشد الشعبي في وقت سابق، قال إن هناك 70 ألف عنصر من قوات الحشد الشعبي بإمكانها استهداف جميع القواعد الأمريكية في العراق، تهديد صريح ومباشر واعتراف بالميليشيات الموالية لطهران على الأراضي العراقية.

لكن المعضلة لدى طهران، تكمن في أن استهداف القواعد الأمريكية بطائرات مسيرة سيصَعب الأمر على الفصائل. لأنه وحسب المعلومات الواردة هناك خلافات كثيرة بينهم ، فالبعض منهم لا يريد استهداف قواعد أمريكية خوفًا من رد أمريكي محتمل بطريقة عراقية وليس كما كان ترامب يستخدمها. لذلك ، سيجعل القصف من الصعب عليهم البقاء دون أذى.

الانسحاب من العراق

في العراق لا يكاد يمر أسبوع إلا وتقوم ميليشيا طهران باستهداف قواعد عسكرية أمريكية، تارة في أربيل، وتارة أخرى في العاصمة بغداد، إذ تعتقد طهران أنها بذلك سوف تضغط وتسرع لاتخاذ الرئيس الأمريكي جو بايدن القرار – المنتظر – بالانسحاب من العراق على غرار الانسحاب من أفغانستان تحت وضع ضربات طالبان والقاعدة.

لذلك متوقع بعد أن كشف بايدن سياسته تجاه العراق، أنه قد تستغل طهران عبر مليشياتها لتكثيف استهداف القواعد والقوات الأمريكية بالعراق. الجديد في الأمر أن الأمر تطور من القصف الصاروخي إلى القصف باستخدام الطائرات المسيرة ما يعني وقوع أكثر واستهداف بدقة أكبر للأهداف الأمريكية وهو ما يمثل تطورا نوعيا يفرض على واشنطن تغيير تكتيكات التعامل مع المسيرات الإيرانية.

تقنية جديدة لإسقاط الطائرات دون طيار

في هذا السياق، طورت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون» صاروخا اعتراضيا يطلق «قاذفات شائكة قوية» على الطائرات دون طيار المعادية، تتسبب في سقوطها أرضاً مع الحد من الأضرار الجانبية.

وتقوم تلك القاذفات المشابهة لخيوط رذاذ «Silly String» بالتشابك مع مراوح الطائرات دون طيار المعادية، ما يتسبب في فقدان قوة الدفع، ويتسبب في إسقاطها. ونظرا لأن الطائرات دون طيار أصبحت جزءا أكبر من الحرب الحديثة، فإن القوات المقاتلة تبتكر طرقا أكثر ابتكاراً لإسقاطها أو تعطيلها.

ووفقا لوكالة مشاريع البحوث المتطورة الدفاعية (DARPA)، فإن الهدف هو ابتكار تقنية مضادة للطائرات دون طيار لا تسبب الكثير من الأضرار الجانبية مثل المتفجرات.

ربما يعجبك أيضا