الطائرات مقابل المسيرات.. صفقة جادة بين روسيا وإيران

يوسف بنده

تطمح إيران عبر الدعم العسكري الذي تقدمه لروسيا في أوكرانيا الحصول على أسلحة متطورة، منها طائرات من الجيل الرابع تساعدها في تطوير منظومتها الجوية.


يمثل قطاع الطيران الحربي نقطة ضعف للجيش الإيراني، بسبب تهالك وضعف هذا القطاع من التسليح، تحت ضغط العقوبات الغربية.

وتصف التقارير سلاح الجو الإيراني بالذراع القصيرة، لأنه عاجز عن صد أي هجوم أمريكي محتمل، وهو دافع لتورط إيران في الحرب الروسية الأوكرانية، من أجل الحصول على الطائرات الحربية الحديثة.

عين إيران على «سوخوي»

تعتزم إيران شراء مقاتلات من طراز سوخوي “سو-35″ الروسية، وفق ما أعلن قائد القوات الجوية، حميد وحيدي، في 4 سبتمبر الماضي. وحسب تقرير لـ”فرانس24“، تجري إيران وروسيا محادثات منذ أعوام بشأن تسليم المقاتلات، وأوضح وحيدي أن طهران تأمل مستقبلًا، في  الحصول على الجيل المعروف بـ”4++”.

وحسب ما نقلته صحيفة “الجريدة” الكويتية، في تقرير سابق لها، فإن السفير الإيراني في موسكو، أبرم، بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، تفاهمًا ينص على أن تدفع طهران نصف ثمن الصفقة على هيئة مقايضة، تسلم بموجبها مسيرات وصواريخ للروس، ما أوقع إيران في ورطة، وعرضها لضغوط دولية وغربية.

drone 1 1

صفقة جادة

حسب تقرير قناة “العربية“، نقلًا عن قناة 12 الإسرائيلية، فإن روسيا ستعد لتزويد إيران بطائرات سوخوي Sukhoi Su-35 المقاتلة في المستقبل القريب، في إطار صفقة تشمل ما يصل إلى 24 طائرة، كانت معدة أصلًا لمصر، في صفقة أحبطتها الولايات المتحدة.

وأشار التقرير إلى أن المعلومات الاستخباراتية أشارت إلى أن الطيارين الإيرانيين كانوا بالفعل يستخدمون الطائرات للتدريب. وحذرت واشنطن من علاقة واسعة النطاق بين إيران وروسيا، تنطوي على معدات عسكرية خاصة بعد دخول القوات الروسية أوكرانيا، فبراير الماضي.

2022111355223VL

وتشير التقارير إلى أن طهران زودت القوات الروسية حتى الآن بنحو ألف و700 طائرة بدون طيار، هجومية، وتخطط لتزويد 300 أخرى في المستقبل القريب. وقالت “الخارجية” البريطانية، إن الطائرات بدون طيار الإيرانية الصنع، التي زودت بها روسيا لعبت “دورًا مركزيًّا” في الهجمات على أهداف مدنية في أوكرانيا.

غضب أوكرانيا

تتهم حكومة كييف طهران بالتخطيط لمد روسيا بمزيد من الأسلحة، خاصة الطائرات المسيرة التي يستعملها الجيش الروسي في ضرب مواقع الطاقة. وحسب صحيفة “يورونيوز“، فقد طالب مستشار الرئيس الأوكراني، ميخائيلو بودولياك، السبت الماضي “بتصفية” مصانع المسيرات الإيرانية والقبض على موردي تلك الأسلحة.

واتهمت كييف طهران بتزويد موسكو بما يصل إلى ألف و700 طائرة مسيرة من طراز شاهد-136 القادرة على حمل ذخائر، في حين تنفي إيران هذه الاتهامات. وقال رئيس المخابرات الأوكرانية، إن روسيا أطلقت بالفعل نحو 540 طائرة مسيرة على أهداف عسكرية وأخرى للطاقة في أوكرانيا.

مسيرات إيرانية

وفي سبتمبر الماضي، أعلنت وزارة الخارجية الأوكرانية، في بيان لها، أنها “ردًّا على استخدام روسيا طائرات مسيرة إيرانية في الهجوم على أوكرانيا، فقد قررت كييف سحب أوراق اعتماد السفير الإيراني”. وقررت “الخارجية” الأوكرانية خفض عدد موظفي السفارة الإيرانية كثيرًا في العاصمة كييف.

اعتراف ضمني

قال رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية، اللواء محمد باقري، الأحد الماضي، إن الاتهامات الغربية لروسيا باستخدام مسيّرات إيرانية في الحرب ضد أوكرانيا، تؤشر إلى “فعالية” برنامج طهران في هذا المجال، حسب “عصر إيران“. وهو اعتراف ضمني من جانب المسؤول الإيراني بدور المسيرات الإيرانية في حرب أوكرانيا.

وشدد باقري على أن بلاده ستواصل العمل على تطوير برامج الطائرات المسيّرة. وقال إن القوات المسلحة “ستواصل تنمية وتطوير طائراتها المسيّرة”، مؤكدًا أن طهران “ستتعاون مع دول مختلفة” في هذا المجال. ورأى أن المسيّرات التي أنتجتها إيران تتميز بالدقة والبقاء في الجو لفترات طويلة.

VJoQ5E0ZzSZt

وحسب تقرير “ميدل إيست“، فقد نفت إيران مرارًا تزويدها أي طرف بأسلحة “للاستخدام في الحرب” في أوكرانيا، قبل أن تؤكد، مطلع نوفمبر الماضي، أنها زودت روسيا بعدد من الطائرات المسيّرة، ولكن قبل بدء موسكو حربها ضد أوكرانيا في أواخر فبراير.

قلق واشنطن

يثير تطوير الجمهورية الإسلامية للطائرات المسيّرة قلق عدوّتيها الولايات المتحدة وإسرائيل، اللتين تتهمانها بتوفير هذه الأسلحة لحلفائها في الشرق الأوسط مثل حزب الله اللبناني والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة والمتمردين الحوثيين في اليمن، أو استخدامها لاستهداف القوات الأمريكية وحركة الملاحة في الخليج.

وحسب تقرير “سكاي نيوز“، دخلت واشنطن وحلفاؤها اشتباكًا مع إيران وحليفتها، روسيا، داخل أروقة مجلس الأمن الدولي، بسبب تزويد طهران موسكو بالطائرات المسيرة. وقد اتهمت أمريكا الأمين العام للأمم المتحدة بـ”الرضوخ للتهديدات الروسية، والفشل في إطلاق تحقيق حول هذا الشأن”.

us iran getty

وخلال اجتماع مجلس الأمن، يوم الاثنين 19 ديسمبر 2022، بشأن القرار الذي يؤيد الاتفاق النووي بين إيران و6 دول كبرى، تبادلت الولايات المتحدة وإيران الاتهامات بالتسبب في توقف المفاوضات بشأن عودة إدارة الرئيس جو بايدن، إلى الاتفاق الذي انسحب منه سلفه دونالد ترامب عام 2018.

ربما يعجبك أيضا