الطقس الجامح.. 6.5 مليار إنسان مهددون بالموت

أحمد  حويدق

يعيش العالم ظواهر مناخية متطرفة تشير إلى أن التغيّر السريع للمناخ أصبح في جميع قارات العالم، ولن يسلم منه أحد؛ فمن كندا التي شهدت حرائق غابات استمرت لأكثر من عام إلى دول إفريقيا وأمريكا اللاتينية التي ضربتها فيضانات، وصولًا إلى درجات الحرارة القاتلة التي اجتاحت شوارع نيودلهي.

أدت الغازات الدفيئة المسببة للاحتباس الحراري العالمي في العام الماضي إلى ارتفاع درجة الحرارة بمقدار 1.3 درجة مئوية، مقارنة بما كانت عليه قبل الثورة الصناعية، وقد سجل شهر مايو الماضي متوسط درجات حرارة قياسية للشهر الثاني عشر على التوالي على مستوى كوكب الأرض، فيما سجلت المحيطات مستويات جديدة من الحرارة على أساس يومي لأكثر من عام.

أسباب الحرارة الحارقة

يفسر العلماء أن الحرارة الحارقة التي اجتاحت القارات الخمس في الأيام الأخيرة قدمت دليلًا إضافيًا على أن الانحباس الحراري العالمي الذي يسببه الإنسان أدى إلى ارتفاع مستوى خط الأساس لدرجات الحرارة الطبيعية أوصل الكوكب إلى كوارث طبيعية مدمرة.

ووفقًا لصحيفة “واشنطن بوست”، فإن درجات الحرارة بالنسبة لنحو 80% من سكان العالم، 6.5 مليار شخص، على مدار الأسبوع الماضي كانت مضاعفة بسبب حرق البشر الوقود الأحفوري وإطلاق الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي، وفي الأيام القليلة الماضية تسببت درجات الحرارة المرتفعة في وفاة المئات إن لم يكن الآلاف في أنحاء مختلفة من آسيا وأوروبا.

 

كما شهدت دول البحر المتوسط أسبوعا آخر من درجات الحرارة المرتفعة التي ساهمت في نشوب حرائق غابات من البرتغال إلى اليونان وعلى طول الساحل الشمالي لأفريقيا في الجزائر  بجانب انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة في العديد من الدول نتيجة الطقس القاسي.

أرقام قياسية للطقس

تواصل درجات حرارة المحيطات تسجيل أرقام قياسية جديدة خلال عام 2024، لتؤكد استمرار الاتجاه السائد منذ 2023، حيث تتجاوز درجات الحرارة الأرقام القياسية السابقة بفارق كبير، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية.

ومع انتهاء عام الدفء العالمي المفاجئ، الذي شهد بالفعل ارتفاع متوسط درجة الحرارة السنوية إلى مستوى قياسي في 2023، توقع العلماء أن يكون 2024 أكثر سخونة، بحسب صحيفة “واشنطن بوست”.

وأرجع مختصون ارتفاع درجات حرارة الكوكب إلى ما يعرف بظاهرة النينيو المناخية والتي تقترب من ذروتها، مما قد يدفع الكوكب إلى تسجيل ارتفاعات في درجات الحرارة تشابه ما جرى في 2016.

زراعة مزيد من الأشجار

وأوصى تقرير لفريق من الباحثين نُشر في الخامس من الشهر الحالي، الحكومات بزراعة مزيد من الأشجار ونشر تقنيات من شأنها زيادة كمية ثاني أكسيد الكربون التي يتم إزالتها كل عام من الغلاف الجوي نحو أربعة أضعاف الكمية التي تزال حاليا من أجل تحقيق أهداف المناخ العالمية.

وخلص التقرير الذي شارك فيه أكثر من 50 خبيرا دوليا، إلى أنه في الوقت الحالي يتخلص نظام إزالة ثاني أكسيد الكربون من نحو ملياري طن من ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي كل عام.

ولكن يجب أن يرتفع هذا الرقم إلى حوالي سبعة إلى تسعة مليارات طن إذا أردنا إبقاء ارتفاع درجات الحرارة أقل من المستوي الرئيسي البالغ 1.5 درجة مئوية.

ربما يعجبك أيضا