الظروف الاقتصادية الصعبة تصل إلى منصات البث

فاروق محمد

انصرف أكثر من مليون مشترك عن منصة البث العملاقة، نتفليكس، في الربع الثاني من العام الحالي، ما دفعها لتقليل الوظائف في البداية، ولم تكن نتفليكس وحدها التي تخسر مشتركين


أعلنت “نتفليكس” في بداية نوفمبر المقبل، عزمها طرح اشتراكات من نوع جديد، تحتوي على إعلانات في ظل احتدام المنافسة مع باقي المنصات.

ولكن المنافسة ليست الدافع الوحيد، خلف المحتوى الممزوج بالإعلانات الذي ستقدمه أكبر شركة بث في العالم، خلال الأشهر الأخيرة من العام الحالي، في ظل تسجيل خسارة عدد من المشتركين، وفقد سهمها نحو ثلثي قيمته منذ بداية العام، وفق ما ذكرته صحيفة وول ستريت جورنال.

الأزمة تتفاقم

التكلفة الإعلانية على نتفليكس ستصل إلى 65 دولارًا لكل ألف مشاهد، ويجري تحديدها باستخدام مقياس يسمى “سي بي إم”، أو التكلفة لكل ألف مشاهدة، وهي أعلى بكثير من أغلب أسعار خدمات البث الأخرى، كما قال مشترو الإعلانات، وهو ما يضع المنصة بين أغلى الوجهات الإعلانية بالمقارنة بعمالقة التليفزيون مثل دوري كرة القدم الأمريكية.

وتعكس أبحاث السوق التي أجرتها نتفليكس أن رضا العملاء لم ينخفض لدى المشتركين في خطط منصات “هولو” و”إتش بي أو” التي تحتوي على إعلانات. وتشير “وول ستريت جورنال” إلى أن الرفض التاريخي للإعلانات من جانب نتفليكس، يعني أنها تتحرك الآن من “موقف ضعف”، وعليها بناء هذا الجانب الإعلاني من نشاطها من الصفر.

وضع متأزم لسوق المنصات

انصرف أكثر من مليون مشترك عن منصة البث العملاقة، نتفليكس، في الربع الثاني من العام الحالي، ما دفعها لتقليل الوظائف في البداية، ولم تكن نتفليكس وحدها التي تخسر مشتركين، فبيانات المستهلكين في المملكة المتحدة توضح إلغاء 1.660 مليون شخص لخدمات البث في الربع الثاني وحده، بسبب الضغط الناتج عن التضخم على ميزانيات الأسرة، بتأثير الحرب الروسية الأوكرانية.

وخسر تليفزيون الكابل في أمريكا نحو 25 مليون مشترك، ما يعادل ربع المشتركين، منذ عام 2015، بحسب شركة موفت ناثانسون، ورفض الرئيس التنفيذي لشركة نتفليكس، ريد هاستينجز، في وقت سابق، دخول مجال الرياضة والأخبار، بسبب أن المشتركين لا يشاهدونها في العادة أكثر من مرة واحدة، لكن الوضع الحالي قد يفتح الباب لإعادة التفكير في الأمر.

منصات البث وسوق الرياضة

بالفعل تعرض منصة أمازون برايم، حاليًّا عددًا محدودًا من مباريات الدوري الإنجليزي في المملكة المتحدة منذ عام 2019، ومن المقرر أن تبدأ عرض مباريات دوري أبطال أوروبا، من عام 2024، وهو ما يعني أن المنصات تحاول بالفعل اجتذاب اشتراكات من هذا القطاع مع احتدام المنافسة.

وطبقًا لتقرير نيويورك تايمز فإنه من المتوقع أن تنفق شركات الإعلام الكبرى مثل ديزني وكومكاست وباراماونت وفوكس ما يصل إلى 24 مليارًا و200 مليون دولار على حقوق بث الرياضة في عام 2024، في ظل استهداف اقتناص جزء من سوق الرياضة التي تستحوذ عليها شركات الكابل الأمريكية مثل دايركت تي في، وتحتل البرامج الرياضية 95 من بين المئة برنامج الأكثر مشاهدة على التليفزيون الأمريكي.

 

 

 

ربما يعجبك أيضا