العاثيات.. فيروسات قد تنقذ حياة الملايين

علاء بريك

أمل جديد تحمله أبحاث طبية بشأن علاج الالتهاب البكتيرية دون الآثار الجانبية للمضادات الحيوية.


من الغريب أن نتحدث عن فيروسات تنقِذُ حياة الإنسان، بعدما حصد فيروس واحد، فيروس كورونا، ملايين الأرواح من البشر على مستوى العالم كافة.

لكن الحقيقة أن الفيروسات الحميدة موجودة، ومعروفة للعلماء منذ زمن. نتحدث هنا عن العاثيات البكتيرية، أو آكلات البكتيريا، وبحسب ما نشرته وكالة الأنباء الفرنسية، اليوم الاثنين 4 إبريل 2022، فإن هذه الفيروسات من شأنها إنقاذ ملايين الأرواح، فكيف يحدث ذلك؟

الأمراض المقاوِمة للمضادات الحيوية

تمثل البكتيريا المقاوِمة للمضادات الحيوية أحد أسباب الموت الرئيسة في العالم، فحسب دراسةٍ منشورة في دورية ذا لانسِت الطبية العريقة، تسببت تلك البكتيريا في موت نحو 5 ملايين إنسان في عام 2019، ونحو 2 مليون من هؤلاء الضحايا كانت هذه البكتيريا هي السبب المباشر في الوفاة.

 

من جانب آخر، يمثل استعمال المضادات الحيوية أحد الأساليب التقليدية والناجعة في كثير من الأحيان، للتعامل مع الالتهابات البكتيرية، ومن دونها قد تزداد احتمالية موت المريض، لكنها لا تأتي بغير أعراض جانبية، فالميكروبات تستطيع تطوير مقاومة لأنواع المضادات المختلفة، وبالتالي تخسر تلك المضادات فعاليتها ويصبح خطر الوفاة أكبر، بحسب ما يذكر موقع المجتمع العلمي العربي.

العاثيات البكتيرية

توجد العاثيات، وهي فيروسات حميدة، في أمعاء الإنسان وتقتل البكتيريا الضارة، كما توجد في مناطق أخرى في الجسم كالأنف. وتكوينها بسيط، من رأس وذيل، يجعلها قادرة على العثور على البكتيريا والارتباط بها ومواجهتها وقتلها في النهاية. وتنجز العاثيات الموجودة طبيعيًّا في جسم الإنسان هذه المهمات جميعها لحماية الجسم، لكن العلماء ينظرون، منذ زمن، إلى العاثيات الموجودة في بيئات أخرى بخلاف جسم الإنسان.

Tevenphage.ar

تكوين العاثية.

وعلى مبدأ “دَاِوها بالتي كانت هي الداء”، برزت في الآونة الأخيرة أبحاث جديدة عن العاثيات البكتيرية، رائدها معهد جورج إليافا الجورجي، المتخصص في علوم العاثيات والفيروسات والمايكروبيولوجي، تحمل معها أملًا جديدًا لعلاج الالتهابات البكتيرية، دون أي آثار جانبية، كما في حالة المضادات الحيوية، بحسب ما ذكر موقع فرانس 24.

عاثيات حسب الطلب

يعمل معهد إليافا، الرائد في مجال العلاج العاثي حول العالم، على تطوير علاجاته بالعاثيات، وقد صرحت الطبيبة بالمعهد، ليا نادَرشفيلي، لوكالة فرانس برس: “ننتج ستة أنواعٍ من العاثيات تغطي كثيرًا من الالتهابات البكتيرية، ولا تأتي هذه العاثيات بالنتيجة المرجوة أحيانًا، فيكون علينا إيجاد نوعٍ مخصص يقضي على هذه البكتيريا”. ويضم المعهد توليفة واسعة من العاثيات المؤهلة لمواجهة بكتيريا معينة أو نادرة.

ولهذا يستقطب المعهد مرضى من جميع البلدان، حسب ما ذكرت مزيا كوتاتِلدزه من المعهد المذكور. ولا يقتصر استخدام العاثيات على الإنسان، بل يشمل المحاصيل الزراعية والحيوانات. علاوة على الاستخدام السابق، قد تمثل هذه العاثيات مضادات فعالة ضد الأسلحة البيولوجية وهجمات الإرهاب البيولوجي، حسب ما بينت دراسة محكَّمة صدرت في عام 2014 استخدمت العاثيات لمواجهة هجوم الجمرة الخبيثة.

ربما يعجبك أيضا